[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
” لقد أصدرت سلطات الاحتلال الصهيوني, العديد من القوانين العنصرية بحق الأسرى الفلسطينيين, منها قانون التغذية القسرية, وتشديد العقوبة على راشقي الحجارة, وسجن الأطفال دون الرابعة عشرة, وكذلك اعتقال الفلسطينيين على خلفية منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي, وقوانين أخرى متعلقة بإعدام الأسرى, وحرمانهم من التعليم والاتصال,”

مرّ قبل يومين, يوم الأسرى الفلسطينيين, وفي هذه المناسبة, نتوجه إلى كافة أسيراتنا وأسرانا الفلسطينيين بتحيات الإكبار والاعتزاز, فهم الذين افتدوا ويفتدون فلسطين بحريتهم, هؤلاء الذين جعلوا من السجون مدارس للتربية الوطنية وتعزيز الانتماء لفلسطين, هؤلاء الذين يعانون مصادرة حريتهم, والتنكيل اليومي بهم, ومن فظاظة حرّاس السجن, الذين يتفننون في تعذيبهم. يعانون الاكتظاظ في غرف السجون, ومن سوء التغذية وأنواع الأكل الردىء الذي يُقدّم لهم, ومن الأمراض الكثيرة التي يعاني معظمهم منها, والتي تبقى دون علاج إلا بحبات الأسبرين, ولما يصل المريض إلى حافة الموت (وهم يدركون أنه سيموت خلال أسبوع على أكثر تقدير) ينقلونه إلى المستشفى, ويكبلون يديه وقدميه في السرير. منهم من أصيبوا بالمرض الخبيث, ولا يطلقون سراحهم, يبقونهم دون علاج, فيتفاقم المرض, ولما يصل إلى درجة متطورة, يطلقون سراح المريض, ليموت في بيته وبين أهله, ليس بالطبع شعورا إنسانيا منهم, وإنما تجنبا لموته داخل السجن. دولة الكيان الصهيوني التي تستعمل "القانون الإداري" وهو الأكثر ظلما في التاريخ البشري. وأيضا تحكم عل السجناء بأربعة أو خمسة مؤبدات, غير مدركة أنها لن تعيش حتى ذكراها المئوية. الصهاينة هم الأكثر وحشية من كل الوحوش البشرية, تفوقوا على النازيين والفاشيين والبرابرة والمغول, إنهم الأكثر سوءً على مدى التاريخ.
كثيرون من أسرانا يمكثون في الزنازين الضيقة سنوات طويلة كالقائدين أحمد سعدات ومروان البرغوثي وغيرهما عديدون. الجلادون الصهاينة يهدفون من هذا التعذيب اللاإنساني, بل الوحشي لأسرانا, إلى قهر إرادتهم, غير أنهم لا يدركون فولاذية إرادة أسرانا وأسيراتنا, التي هي أقوى من الجلّادين الصهاينة, هؤلاء الذين جاؤوا هم وأباؤهم وأجدادهم من مختلف بفاع الأرض ليستوطنوا أرضا لا تمت إليهم بصلة, وهي تلفظهم, وتنتظر تحريرها وعودة أبنائها إليها. جاء يوم الأسير هذا العام مميزا, فهو يصادف الذكرى السبعين للنكبة, وأيضا "انتفاضة العودة" التي بدأها شعبنا في الثلاثين من آذار/مارس الماضي(يوم الأرض) والتي ستستمر حتى 15 أيار /مايو القادم. حرص شعبنا على إظهار تمسكه بحق العودة إلى وطنه وأراضيه وبيوته, رغم كل الاستشهاد والإصابات بين صفوفه. شعبنا يستذكر أسراه دوما ويضعهم في حدقات عيونه. بالمقابل, فإن دولة الكيان الفاشي تتنكر لكل الاتفاقيات التي وقعتها في صفقات تبادل الأسرى المحررين, فهم معرضون دوما لإعادة الاعتقال, والاغتيال. نعم, أسير محرر من ثلاثين عاماً, ذهب إلى اليونان, وتزوج من يونانية , وحصل على الجنسية, بعد عشرين عاما, جاء لزيارة بلده, فاختفى على الجسر, ولم يعرف عنه أهله خبرا طيلة شهرين, ليتبين بعدها أن إسرائيل اعتقلته ليكمل فترة السجن وكان قد حكم عليه بالمؤبد. نعم, هذا هو العدو الصهيوني.
لقد كشف تقرير فلسطيني صدر مؤخراً, أن إسرائيل اعتقلت منذ عام 1967 وحتى اليوم, قرابة مليون فلسطيني, من بينهم أكثر من 15 ألف امرأة, إضافة إلى عشرات الآلاف من الأطفال والقاصرين. وأصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين, ونادي الأسير الفلسطيني تقريرا أوضحت فيه: أن سلطات الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية مطلع عام 2000 وحتى اليوم, قامت بنحو 90 ألف عملية اعتقال للفلسطينيين, بينهم أكثر من 11 ألف طفل تقل أعمارهم عن الثامنة عشر, ونحو 1300امرأة فلسطينية, وأكثر من 65 نائباً ووزيراً سابقاً, وأصدرت سلطات الاحتلال قرابة 25 ألف قرار اعتقال إداري, ما بين اعتقال جديد وتجديد اعتقال سابق. وأشار التقرير, إلى أن عدد الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ هذا العام 7000 أسير, بينهم 70 أسيرة, وأكثر من 400 طفل, محتجزين في 22 سجناً ومركز توقيف وتحقيق, إلى جانب معتقلي "عتصيون" و"حوارة" التابعين لجيش الاحتلال.وبلغ عدد المعتقلين مع بداية الهبة الجماهيرية مطلع أكتوبر/تشرين الأول عام 2017 نحو 4800 فلسطيني من بينهم 1400 طفل وقاصر.
لقد أصدرت سلطات الاحتلال الصهيوني, العديد من القوانين العنصرية بحق الأسرى الفلسطينيين, منها قانون التغذية القسرية, وتشديد العقوبة على راشقي الحجارة, وسجن الأطفال دون الرابعة عشرة, وكذلك اعتقال الفلسطينيين على خلفية منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي, وقوانين أخرى متعلقة بإعدام الأسرى, وحرمانهم من التعليم والاتصال, علماً أن هذا الحرمان كان قائماً دون قوانين, علاوة على مشروع قانون "الإرهاب", وتشديد العقوبة على محرري صفقة شاليط, وتطبيق القانون الجنائي على الأسرى الأمنيين. ويقبع في سجون الاحتلال نحو 30 أسيراً معتقلين قبل عام 1993 وأمضوا أكثر من عشرين عاما ,و70 أسيرة, من بينهن 17 فتاة قاصر, وأقدمهن الأسيرة لينا الجربوني من الأراضي المحتلة عام 1948, فيما وصل عدد الأسرى القاصرين تحت سن الثامنة عشرة إلى 400 طفل. وبلغ عدد الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال ما يقارب 750 أسيراً إدارياً, بينما وصل عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من 700 أسير, منهم 23 أسيراً يقبعون في "عيادة سجن الرملة", وغالبيتهم لا يتلقّون سوى المسكّنات والأدوية المخدّرة, فيما استشهد أسيران خلال عام 2015 جرّاء سياسة الإهمال الطبي, ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 207.
ويعزل "الشاباك" الإسرائيلي 16 أسيراً انفرادياً بذريعة "الدّواعي الأمنية والملفات السرّية", سبعة منهم معزولون منذ عام 2013, علاوة على سياسة العزل شبه اليومي للعديد من الأسرى بذريعة "العقوبة". وأعادت سلطات الاحتلال اعتقال أكثر من 70 أسيراً من المحررين في صفقة "شاليط" عام 2014, أبرزهم الأسير نائل البرغوثي الذي قضى في سجون الاحتلال 34 عاما, وشكلت لجنة عسكرية خاصة للنظر في قضاياهم, والتي شرعت في إعادة الأحكام السابقة لهم تحت ما يسمى بالملف السري, وبلغ عدد من أعيدت لهم الأحكام 47 أسيراً. أرقام نضعها بين أيدي أمتنا العربية والعالم. التحية لأسيراتنا وأسرانا الصامدين في سجون اللبربرية الصهيونية.