كييف ـ عواصم ـ وكالات: أعلن متحدث عسكري أوكراني أن طائرتين مقاتلتين أوكرانيتين من نوع سوخوي اسقطتا أمس فوق تلة سافور موجيلا في منطقة دونيتسك في شرق اوكرانيا.
واضاف المتحدث اولكسي دميتراتشيفسكي باسم العملية التي تخوضها كييف ضد الانفصاليين الروس باسم "عملية مكافحة الارهاب" انه لا يعرف بعد مصير الطيارين. ويأتي ذلك بعد ستة ايام من اسقاط طائرة ركاب ماليزية على متنها 298 راكبا اصيبت بصاروخ أطلق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا.
من جانبه رفض الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو مجددا فرض قانون الحرب وذلك على الرغم من الاشتباكات ذات الخسائر واسعة النطاق والدائرة في الشرق بين الجيش الأوكراني وانفصاليين موالين لروسيا.
ونقل المكتب الرئاسي أمس عن بوروشينكو قوله خلال جلسة مع مستشارين وزعماء الكتل البرلمانية، إن "من يطلب ذلك عليه أن يكون على دراية بالعواقب الوخيمة المترتبة عليه".
وأعرب بوروشينكو عن اعتقاده باستعداد القوات المسلحة للقتال في ظل إعلان التعبئة العامة الجزئية.
وتابع بوروشينكو حديثه قائلا:"وعلاوة على ذلك فإن صندوق النقد الدولي لا يورد أموالا إلى الدول التي تكون في حالة حرب، ونحن بحاجة إلى هذه الأموال".
كان العديد من نواب البرلمان الأوكراني طالبوا أمس الثلاثاء بفرض قانون الحرب في منطقة شرق أوكرانيا.
وفي سياق متصل اعلن الجيش الروسي أمس ان روسيا ستعزز أسطولها العسكري في البحر الأسود ومقره في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو في مارس.
وقال الاميرال الكسندر فيتكو في رسالة بثها الجهاز الاعلامي الخاص بالأسطول "باشرنا تطوير اسطول قوي في البحر الاسود".
وذكر حاملات الطائرات وقطع المدفعية على السواحل وسفن جديدة وغواصات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن أمس ان على روسيا "ترميم البنى التحتية العسكرية" في سيباستوبول بالقرم "لتعزيز دفاعات الجيش الروسي" ردا على تعزيز حلف شمال الاطلسي وجوده في اوروبا الشرقية ولا سيما في البحر الاسود وبحر البلطيق.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اعلن في مايو انه سيتم تخصيص اكثر من 86 مليار روبل (1,75 مليار يورو) خلال الفترة الممتدة حتى 2020 من اجل تطوير الاسطول الروسي في البحر الاسود.
والاسطول الروسي متمركز في القرم منذ القرن الثامن عشر بما في ذلك بعد استقلال اوكرانيا.
من جهة أخرى يعلن الاتحاد الاوروبي اليوم عقوبات جديدة ذات اهداف محددة على روسيا رغم بعض المرونة في موقف الانفصاليين الموالين لموسكو.
وفي الجانب الاوروبي يعد الاتحاد الاوروبي قائمة جديدة بشخصيات وكيانات روسية مستهدفة بعقوبات محددة بسبب دعمها للانفصاليين الموالين لموسكو كما اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون.
وقبل ذلك صرح وزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورتس على هامش اجتماع مع نظرائه في بروكسل ان المفوضية "ستكلف بتحضير عقوبات محددة الهدف في قطاعات تكنولوجية اساسية وعسكرية".
وليس واضحا ما اذا كانت هذه الاجراءات تدخل في اطار "المرحلة الثالثة" من العقوبات، التي يتطلب اقرارها اجتماعا لرؤساء الدول والحكومات الاوروبية، او انها لن تتخطى "المرحلة الثانية" من العقوبات المحدودة
ووفق مصدر آخر فانه بالاضافة الى قطاعي التكنولوجيا والدفاع، من الممكن ان تطال العقوبات ايضا امكانية الدخول الى الاسواق المالية الاوروبية وقطاع الطاقة وبشكل خاص البترول والغاز، فضلا عن البضائع ذات الاستخدامات المدنية والعسكرية.
في المقابل ترافقت بوادر التهدئة من المتمردين تجاه الاسرة الدولية بخاصة وقف اطلاق نار فرض حول موقع تحطم الطائرة، مع تصريحات روسية تذهب في الاتجاه نفسه.
واكد الرئيس فلاديمير بوتين "ان روسيا ستفعل كل ما بوسعها من اجل تحقيق شامل ودقيق وشفاف بمشاركة كافة الاطراف".
واعتبر خبير اوكراني ان هذا التقدم، أكان فعليا ام شفويا، جاء نتيجة التهديدات الغربية بفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وقال اوليكسي غاران المحلل السياسي من جامعة كييف-موغيلا "بالتأكيد ان الغرب مارس ضغوطا على روسيا كذلك روسيا مارست بدورها (ضغوطا) عليهم (المتمردين) لانها مرغمة على فعل ذلك".
اما ميدانيا فقد اعلنت كييف ان العلم الوطني رفع فوق بلدية مدينة سيفيرودونيتسك التي تعد 110 الاف نسمة وتقع على بعد نحو مئة كلم من لوغانسك بعد استعادتها من الانفصاليين. وأعلنت الادارة الاقليمية في لوغانسك الى سقوط خمسة قتلى من المدنيين خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة فيما اعلن الجيش الاوكراني مقتل 13 من جنوده.
وتواصلت المعارك في جوار دونيتسك كبرى مدن المنطقة الانفصالية. وتمكن صحافي من فرانس برس من سماع نيران المدفعية من جهة القوات الأوكرانية في قرية اوتيابرسكي قرب المطار ودوي انفجارات كبيرة.
ولا تزال كييف قلقة من الوجود العسكري الروسي الكبير، اذ احتشد اكثر من 40 ألف جندي روسي عند الحدود الروسية الاوكرانية مع اسلحة ثقيلة كما اعلن الامين العام لمجلس الامن القومي والدفاع الاوكراني اندري باروبيي امام البرلمان. واحتشدت 150 دبابة و400 مصفحة و500 قطعة مدفعية روسية قرب الحدود قبالة دونيتسك كما قال.