ـ واشنطن تدرس 5 أماكن للقمة ورئيس مخابراتها يجتمع سرا مع كيم أون
ـ اتفاق بين الكوريتين على بث أجزاء من قمتهما على الهواء مباشرة
ـ زعيما الصين وكوريا الشمالية يخططان للقاء مشترك
ـ حديث عن رغبة بيونج يانج في نزع سلاحها النووي بشبه الجزيرة الكورية

سيئول ـ عواصم ـ وكالات:
تبحث كوريا الجنوبية كيفية تحويل الهدنة القائمة منذ عقود من الزمن مع كوريا الشمالية إلى اتفاق سلام. حيث تحدث رئيسها عن رغبة بيونج يانج في نزع سلاحها النووي بشكل كامل في شبه الجزيرة الكورية، في وقت تحدثت فيه أيضا الولايات المتحدة عن فرصة كبيرة لحل الأزمة مع بيونج يانج، والتي اجتمع زعيمها كيم جونج اون سرا مع رئيس المخابرات المركزية الأميركية في زيارة سرية له إلى بيونج يانج.
وتسعى كوريا الجنوبية بحسب مسؤول في مكتب الرئيس الكوري الجنوبي إلى إبرام اتفاق سلام ينهي الحرب رسميا مع كوريا الشمالية خلال القمة المقررة بين البلدين في الـ27 من أبريل، وفق ما أعلن مسؤولون الأربعاء الماضي . وقال المسؤول للصحافيين "ندرس إمكانية استبدال نظام الهدنة في شبه الجزيرة الكورية باتفاق سلام، لكنه ليس أمراً يمكننا إنجازه لوحدنا. إنه يحتاج إلى محادثات كثيفة مع الجهات المعنية، بما فيها كوريا الشمالية". تأتي هذه التصريحات بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انه "يبارك" مناقشة معاهدة سلام تنهي رسميا حالة الحرب بين الكوريتين خلال قمة كيم جونج اون ومون جاي ـ ان.

ـ على الهواء مباشرة

ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن مكتب الرئاسة الكوري الجنوبي قوله إن الكوريتين الشمالية والجنوبية اتفقتا على بث أجزاء من قمتهما المقررة الأسبوع المقبل على الهواء مباشرة.واتفقت الكوريتان على ذلك في محادثات تجري بين الجانبين للمساعدة في الإعداد للقمة نوقشت فيها تفاصيل مثل الأمن والتغطية الإعلامية.
ولا يزال البلدان نظرياً في حالة حرب، في حين تحيط المنطقة منزوعة السلاح بينهما تحصينات وحقول ألغام، نظرا لأن الحرب الكورية انتهت باتفاق هدنة في 1953 وقعته الولايات المتحدة والصين وكوريا الشمالية، لكن كوريا الجنوبية لم تفعل.ولهذا فإن التوصل إلى اتفاق نهائي تحيط به تعقيدات ويتطلب اعترافاً متبادلاً، في حين تعلن كل من الكوريتين أحقيتها السيادة على كامل شبه الجزيرة الكورية. ويقول كو كاب-وو، الأستاذ المحاضر في جامعة الدراسات الكورية الشمالية إن "توقيع معاهدة سلام مسالة صعبة للغاية". وقد يطلب الشمال سحب القوات الأميركية من الجنوب، في حين تريد واشنطن وسيول من بيونج يانج أن تتخلى عن سلاحها النووي، وفق ما قال مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية تشونج اوي يونج.وخلال اجتماعه مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ناقشا سبل "اقامة نظام سلام" ولكن فقط في حال "اتخذ الشمال القرار الصحيح"، وفق تعبيره. طلبت بيونج يانج في الماضي توقيع اتفاق سلام مع الولايات المتحدة التي تعدها طرفا مباشرة في النزاع. وقال المسؤول في الرئاسة في سيول "كوريا الجنوبية طرف مباشر. من يمكنه أن يعترض على ذلك؟" واقترح ان الكوريتين يمكن ان تتوصلا في البدء إلى اتفاق يتبعه لقاء بين كيم وترامب ومن ثم قمة ثلاثية لتوقيع الاتفاق. ولكنه أضاف أنه قد تبرز الحاجة الى لقاء رباعي، يضم الصين.ولكنه حذر "لست متأكدا اننا سنستخدم عبارة "انهاء الحرب" في القمة، مؤكدا "نريد أن نتوصل إلى اتفاق بشأن حظر الأنشطة العدائية بين الجنوب والشمال". وفي رأي البروفيسور كو، حتى لو تم التوصل إلى ذلك، فسيكون "رمزياً إلى حد كبير". وأضاف أنه "لا يتم التطرق إلى كيفية الانتقال من إعلان نهاية الحرب إلى توقيع معاهدة سلام". وبعد قمة الكوريتين وهي الثالثة من نوعها منذ نهاية الحرب، يعقد ترامب وكيم قمة تاريخية في بداية يونيو على الأرجح.

ـ سلاح نووي
وذكر رئيس كوريا الجنوبية مون جيه ـ أن كوريا الشمالية عبرت عن رغبتها في "نزع السلاح النووي بالكامل" في شبه الجزيرة الكورية مضيفا أنها لن تفرض شروطا مثل انسحاب القوات الأميركية من الجنوب أولا.وأضاف مون أنه يجب ألا يكون التوصل لاتفاقات شاملة بشأن تطبيع العلاقات بين الكوريتين والولايات المتحدة صعبا خلال القمم المقررة بين الشمال والجنوب وبين الشمال والولايات المتحدة سعيا لكبح برامج بيونج يانج النووية والصاروخية. وقال للصحفيين "أبدوا استعدادا لنزع السلاح النووي بالكامل."لم يضعوا أي شروط لا يمكن للولايات المتحدة قبولها مثل سحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية. كل ما يريدونه هو وضع حد للسياسات العدائية تجاه كوريا الشمالية ثم ضمان للأمن".
ودافعت كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة الذي تطوره في تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي بوصفه وسيلة ردع ضرورية ضد ما ترى أنه عداء أميركي لها. وللولايات المتحدة 28500 جندي في كوريا الجنوبية منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953.وقالت كوريا الشمالية منذ سنوات إنها قد تدرس التخلي عن ترسانتها النووية إذا سحبت الولايات المتحدة قواتها من كوريا الجنوبية وأزالت ما يعرف باسم مظلة الردع النووي من كوريا الجنوبية واليابان.

ـ جولة ثانية

وبدأت الكوريتان جولة ثانية من المحادثات على مستوى مجموعات العمل الأربعاء المنصرم لبحث المسائل ذات الصلة بالبروتوكول والشؤون الأمنية والتغطية الصحفية للقمة المرتقبة بينهما أواخر هذا الشهر، طبقا لما ذكرته شبكة "كيه.بي.إس.وورلد الإذاعية الكورية الجنوبية.
وبدأت المحادثات في مبنى "تونج إيل جاك" صباحا، على الجانب الشمالي من قرية الهدنة "بان مون جوم"، حيث تجري مناقشة الطرق المحتملة لرحلة الزعيم الكورى الشمالى، كيم جونج أون إلى "بيت السلام" الذي يقع في الجانب الكوري الجنوبي من "بان مون جوم"، وهو مكان انعقاد القمة التاريخية مع الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه إن" يوم الجمعة من الأسبوع القادم.
ويناقش الجانبان أيضا جداول مفصلة لمحادثات القمة، بما في ذلك ما إذا كان سيتم عقد مؤتمر صحفي مشترك بعد القمة، وما إذا كان سيتم تنظيم مأدبة غداء أو عشاء، وكذلك إذا ما كانت زوجتا القائدين الجنوبي والشمالي ستشاركان في القمة أم لا.

ـ محادثات رفيعة

في أميركا، أكد الرئيس دونالد ترامب أن محادثات مباشرة "على مستويات رفيعة جدا" جرت بين واشنطن وبيونج يانج، معتبرا ان هناك "فرصة كبيرة" لحل الأزمة الكورية الشمالية خلال قمته المرتقبة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون في "اوائل يونيو او قبل ذلك". وقال ترامب للصحافيين أثناء استضافته رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في منتجع مارا لاغو في فلوريدا "هناك فرصة كبيرة لحل مشكلة عالمية"، مضيفا "لقد أجرينا محادثات على مستويات رفيعة جدا مع كوريا الشمالية".وأوضح ترامب ان القمة المرتقبة بينه وبين كيم ستجري "في أوائل يونيو أو قبل ذلك" وهناك "خمسة أماكن قيد الدرس" سيتم اختيار أحدها لاحتضان هذه القمة التاريخية.
في اليوم التالي ، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن مايك بومبيو مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي ايه "، وزير الخارجية المُعيَّن، قام خلال إجازة عيد الفصح بزيارة سرية إلى بيونج يانج التقى خلالها الزعيم الكوري الشمالي. ولكن البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات رفضا التعليق.

ـ مباركة

ويُطرح اسم قرية بنمونجوم في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين مكاناً محتملاً للقاء.
وفي ما خصّ القمة المرتقبة خلال عشرة أيام بين سيول وبيونج يانج أكد ترامب أنه يشجع الكوريتين على بحث إنهاء حالة الحرب بينهما. وقال "أبارك جهودهما لبحث إنهاء الحرب بينهما. الناس لا يعرفون أن الحرب لم تنته". وبدا أن ترامب يؤكد بهذا التصريح أن القمة المقررة بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ـ إن والزعيم الكوري الشمالي في الـ27 من أبريل الجاري يمكن أن تبحث إبرام معاهدة سلام بين البلدين تحل محل اتفاق الهدنة الساري بينهما منذ وضعت الحرب أوزارها في 1953.وفي ما بدا تأكيدا لما أعلنه ترامب، قال مسوؤلون كوريون جنوبيون إنهم يدرسون سبل التوصل إلى اتفاق جديد خلال القمة المقبلة بين الكوريتين. وصرح مسؤول في مكتب رئيس كوريا الجنوبية في سيول الأربعاء "نحن نتطلع الى تغيير اتفاق الهدنة الحالي إلى اتفاق سلام". وشكر ترامب الرئيس الصيني شي جينبينج على المساعي التي قام بها في هذا الشأن، وأشاد بصورة خاصة بموقفه "الحازم" في مسألة المبادلات التجارية مع بيونج يانج.
وفي معرض تأكيده على العلاقات الممتازة مع شينزو آبي، قال ترامب "نحن نتحدث كل الوقت"، ووعده بأن تُطرح على طاولة البحث مع بيونج يانج قضية المواطنين اليابانيين الذين خطفتهم كوريا الشمالية ابان سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.وهذه المسألة تضعها الحكومة اليابانية باستمرار بين أولوياتها.

ـ شجاعة ترامب

أشاد آبي مرارا "بتصميم" ترامب و"شجاعته" في الملف الكوري الشمالي وبحزمه الذي قاد وفق تعبيره إلى "تغيير كبير" في موقف بيونج يانج، وإن كان سعى من خلال زيارته إلى واشنطن إلى التأكيد أن بلاده في قلب هذه الأحداث، في حين يواجه مشكلات داخلية. وقالت ميريا سوليس من معهد بروكينجز في واشنطن أن "اليابان تريد أن تكون حاضرة حول طاولة المباحثات وليس أن تتخذ دور المتفرج في سلسلة اللقاءات بين كيم وقادة الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة".أما في مسألة التجارة، فقد يكون اللقاء بين ترامب وآبي أكثر حساسية بعد أن رفض ترامب استثناء اليابان من الرسوم الجمركية التي فرضها على الصلب والألمنيوم. ويواجه آبي صعوبة في تقبل الأمر لا سيما وأنه راهن منذ البداية على الشراكة مع هذا الرئيس غير المألوف الذي كان أول من توجه لزيارته في برج ترامب بعد انتخابه.ويتوقع أن يسعى إلى تأكيد ضرورة تشكيل جبهة موحدة بين اليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مواجهة ممارسات الصين التي تعتبر غير منصفة. وقبل اللقاء، بدا أن الولايات المتحدة استبعدت الانضمام إلى اتفاق التبادل الحر الجديد عبر المحيط الهادىء الذي انسحب ترامب منه في مستهل ولايته.وقال لاري كودلو مستشار ترامب الاقتصادي "هناك مباحثات لكن لا شيء ملموسا، من المبكر جداً الحديث عن الأمر"، معيدا التعبير عن قناعة ترامب بأن الاتفاقات الثنائية أفضل من التعددية.
ويتوقع أن يتحدث ترامب وآبي للصحافيين مساء الأربعاء في ختام يوم ثان من المحادثات يبدأ بلعبة جولف.

ـ خطة صينية

ووسط هذه الأجواء الدبلوماسية المتقلبة قالت شبكة (سي.إن.إن) التليفزيونية إن الرئيس الصيني شي جين بينج خطط أيضا لزيارة قريبة إلى بيونج يانج بعدما قام زعيم كوريا الشمالية بزيارة مفاجئة إلى الصين حليفة بيونج يانج الرئيسية الشهر الماضي.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينج إن ليس لديها معلومات عن أي زيارة سيقوم بها شي إلى كوريا الشمالية. وقالت للصحفيين في بكين "ما أستطيع تأكيده هو أن لدى الصين وكوريا الشمالية تقليدا من الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى".وأضافت "الصين عازمة على تعزيز التبادل رفيع المستوى مع كوريا الشمالية وتعميق الاتصالات الاستراتيجية وتوسيع المباحثات و(نطاق) التعاون وإبراز الدور الرئيسي للتواصل رفيع المستوى فيما يتعلق بالعلاقات بين الصين وكوريا الشمالية".