رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد:
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء، ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق الفلسطينيين العزل في مختلف مناطق قطاع غزة وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن عدد الشهداء الذين قضوا بنيران وقذائف قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى إعداد التقرير بلغ أكثر من 25 شهيدا منهم عدد من الأطفال والنساء والشيوخ إضافة الى أكثر من 120 جريحا وصفت بعضها بالخطيرة.
ووسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائمها لتطال مناطق جديدة في جنوب قطاع غزة، حيث تركزت المجازر والهجمات الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال منذ فجر أمس الأربعاء، في شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة خاصة قرى خزاعة وعبسان الجديدة وعبسان الشرقية ومناطق أخرى شرق خانيونس.
ونقل مراسلنا عن شهود عيان ومصادر فلسطينية أن هذه المناطق إضافة الى مناطق مختلفة في القطاع، تعرضت لقصف عنيف ومركز أسفر عن استشهاد وجرح عشرات المواطنين العزل وتشريد الآلاف منهم الذين فروا تحت نيران القصف الاسرائيلى الى الشوارع والساحات العامة وسط مدينة خانيونس.
وأفاد شهود عيان لـ الوطن أن ما جرى في خزاعة وعبسان الشرقية وعبسان الجديدة يشبه ما جرى في حي الشجاعية قبل أيام حيث تعرضت هذه الأحياء الشرقية لحملة تطهير عرقي عبر القصف والقتل وإطلاق قذائف المدفعية الكثيف.
وأوضح شهود العيان أنهم شاهدوا جثثا بالشوارع، كما أوضحوا أن العديد من المنازل هدمت على رؤوس من فيها.
ونقل مراسلنا عن شهود عيان ومصادر فلسطينية إن هناك شهداء وجرحى في منازل وشوارع خزاعة جراء تعرضها منذ ساعات الليلة قبل الماضية لقصف بري وجوي كثيف، فيما عجزت طواقم الإنقاذ عن الوصول إلى الضحايا، في الوقت الذي يواصل فيه المواطنون المحاصرون توجيه نداءات استغاثة لإخراج الشهداء والمصابين من بين الركام والمنازل المدمرة.
وقال الطبيب اشرف القدرة الناطق بلسان وزارة الصحة الفلسطينية أن من شهداء خزاعة: محمد منصور البشيتي 7 سنوات ، والطفلة زينب ابو طير، وبسام عبد الله ابو طعيمة 23 عاما، ومحمد نعيم ابو طعيمة 25 عاما، والقيادي في الجبهة الديمقراطية إسماعيل ابو ظريفة من المنطقة الشرقية لمحافظة خانيونس.
وأشار القدرة الى وصول عشرات الإصابات، مؤكدا أن قوات الاحتلال تعرقل وصول الإسعافات لتلك المنطقة.
وأعلنت المصادر الطبية أسماء بعض الشهداء الذين ارتقوا في القصف المتواصل على منطقة الزنة في خان يونس جنوب القطاع، وهم: شحدة احمد ابو جامع، يحي صابر ابو شلوف، حمادة عبد الحكيم عبد الله عصفور، ولم يتم التعرف حتى الآن على هوية الشهيدين الآخرين اللذين استشهدوا في القصف ذاته.
وانتشلت طواقم الإسعاف جثث أربعة من المواطنين الفلسطينيين قضوا في قصف استهدف منازلهم الليلة قبل الماضية في خان يونس، كما تم انتشال جثامين اثنين آخرين وهم رياض ابو ريدة و زوجته شامة شاهين، حيث تم نقلهم الى مستشفى غزة الأوروبي.
كما استشهد مواطنان تأثرا بجراحهما وهم مجاهد مروان سعيد السكافي 20 عاما من الشجاعية والمواطن عدنان غازي حبيب 23 عاما من المغراقة وسط القطاع.
كما استشهد المواطنين حمزة ابو عنزة 18 عاما في القصف المستمر على خان يونس إضافة الى الشهيد إبراهيم ابو عاصي الذي استشهد متأثرا بجراحه ووسام النجار في القصف المستمر.
وفي بلدة بيت لاهيا، استشهد أربعة مواطنين في قصفين منفصلين حيث استشهد في الغارة الأولى من ساعات الفجر أسامة بهجت رجت 21 عاما ومحمد داود حمودة 23 عاما فيما استشهد في الساعة الثامنة شهيدين من منطقة الشيماء من نفس البلدة.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد الطفل ربيع قاسم (12عاما) وإصابة 4 مواطنين بقصف استهدف عربة يجرها حمار في القرية البدوية شمال القطاع.
واستشهد مواطنان فلسطينيان وأصيب أكثر من 45 مواطنا جراء قصف قوات الاحتلال لمسجد الشمعة وسط غزة.
في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي محرقته ضد غزة وأهلها عبر شن عشرات الغارات اليومية التي طالت منازل وأبراجا سكنية ومشافي ومدارس ومؤسسات حكومية ومدنية.
فقد قصفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية بناية في رفح جنوب قطاع غزة، يوجد بها مقر البريد الحكومي والبنك الوطني الإسلامي، ما أحدث أضرارا كبيرة في المنازل المجاورة بعد تدمير البناية المذكورة، وفي ذات الوقت دمرت طائرات الاحتلال منزلا يعود لعائلة زياد جرغون القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين شرق مدينة رفح .
في غضون ذلك واصلت قوات الاحتلال دك حي الشجاعية شرق مدينة غزة بالمدفعية ما أسفر عن تدمير عشرات المنازل وتسويتها بالأرض، كما قامت جرافات الاحتلال بهدم منزل بالقرب من كليه الزراعة في البلدة وتم كذلك استهداف المناطق الحدودية بقنابل سامة وقنابل دخان مع قصف مدفعي عنيف على طول الحدود.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية منزل القيادي في حماس نزار عوض الله للمرة الثانية حيث يقع منزله في مخيم الشاطئ غرب غزة كما قصفت قوات الاحتلال مسجد عمر بن عبد العزيز في بيت حانون وقصف عائلة المصري ببيت لاهيا.
وفي دير البلح وسط القطاع تم استهداف مدرسة تتبع لـ "الأونروا" بالقذائف المدفعية، كما تم استهداف مسجد "الاستقامة" بالمغازي بصواريخ من الطيران الحربي الإسرائيلية، كما تم استهداف محيط محطة توليد الكهرباء وسط القطاع، بالقذائف المدفعية، مما تسبب في وقوع أضرار كبيرة بخزانات السولار العائدة للمحطة، وتسرب السولار على الأرض، كما ألحق أضرار كبيرة بشبكة الكهرباء.
وفي سياق متصل، اعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي فجر امس مسؤوليتها الاشتباك مع قوات الاحتلال المتوغلة في خزاعة وبيت لاهيا.
وقالت السرايا في بيان لها تلقت الوطن نسخة منه انها اطلقت قذائف الهاون تجاه القوات المتوغلة وتخوض اشتباكات بالاسلحة المتوسطة والثقيلة.
ونددت 'الأونروا' في قصف واحدة من مدارسها في المنطقة الوسطى من غزة والتي كانت تأوي المئات من المدنيين الفلسطينيين النازحين بسبب الاقتتال الدائر.
وقالت الأونروا في بيان لها، فجر امس الأربعاء، في حوالي الساعة 16:55 من مساء الأمس الأول ، تعرضت مدرسة إناث المغازي في مخيم المغازي للاجئين، والتي لجأ اليها حوالي 300 نازح، للقصف بواسطة ذخيرة متفجرة يعتقد أنه تم إطلاقها من قبل القوات الإسرائيلية. وقد أصيب أحد النازحين من الأطفال في قصف المدرسة. وقد قمنا بإثارة هذه الحادثة مع السلطات الإسرائيلية.
وفي صبيحة امس ، وخلال محاولة مسؤولين من الأمم المتحدة التحقيق في الحادث تعرضت ذات المدرسة للقصف مرة اخرى معرضة حياة المدنيين والعاملين في مجال الخدمة الإنسانية لدى الاونروا للخطر الشديد. هذا الحادث حصل في الساعة 10:29 من صبيحة اليوم وضمن الحيز الزمني من الساعة التاسعة صباحا والساعة الحادية عشرة صباحا والتي تم تحديديها والتنسيق مع السلطات الإسرائيلي حولها والتي سمح فيها للعاملين لدي الأمم المتحدة حرية الحركة داخل مخيم المغازي.
وتعقيبا على الحادث، صرح بيير كرينبول المفوض العام للأونروا بأن 'هذا الحادث يعد انتهاكا خطيرا لمنشآت الأمم المتحدة وقد يكون له تبعات بعيدة المدى على الصعيد الإنساني. ان كافة منشآت الاونروا محددة بشكل واضح وبأنها تدار من قبل الأمم المتحدة. إن موقع المدرسة وانها خصصت كملجأ آمن للأشخاص النازحين قصرا تم تعميمها على السلطات الإسرائيلية وفي ثلاث مناسبات منفصلة. لقد طالبنا السلطات الإسرائيلية الشروع في تحقيق شامل ومباشر'.
وحسب بيان الأونروا، اضطرت الأونروا للقيام بتوسعة كبيرة في عملياتها الطارئة في الوقت الذي لجأ فيه أكثر من 118،000 شخص نازح إلى 77 مدرسة تابعة للأونروا في مختلف أرجاء قطاع غزة. وقد ارتفع هذا العدد من 50،000 قبل مجرد يومين.
وقال مدير عمليات الأونروا في غزة روبرت تيرنر بأن 'فرقنا تعمل بالفعل بأقصى ما لديها من أجل تلبية الطلب الهائل الذي تسبب به هذا التصعيد في أعمال العنف، وإنه لمن الضروري للغاية أن تقوم أطراف النزاع باحترام حيادية وحرمة منشآتنا. إن العمل في هذه البيئة المفعمة بالتحديات أمر صعب للغاية؛ ونحن بحاجة لأن نحصل على ضمانات بأن موظفينا والمنتفعين من خدماتنا يمكنهم أن يتمتعوا بالسلامة والأمن ضمن حدود منشآتنا. إن حياة المدنيين ينبغي أن لا تتعرض للمزيد من المخاطر'.