[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
كلنا سوريون، بل كل عربي سوري بالضرورة اذا اعتبرنا ان سوريا هي القلب من هذه الأمة. ولذلك تألمت الأمة خلال السنوات الصعبة التي مرت على سوريا، شعر كل عربي انه مهدد في ضميره وفي وجوده وفي انسانيته وفي كيانه، فلو نجح الإرهاب في سوريا لكان الالتفاف على كل عربي مؤكد، ولكان بقية العرب مدرجين على لائحة التصفية لو تمكنوا من عرين الأمة سوريا.
اذكر اني كنت في دمشق في مارس 2011 ، أي خلال اليوم الاول لحركة درعا المشبوهة .. كنت من الخائفين دائما على سوريا لما اعرفه من مؤامرات جرت وخبت لكنها ظلت موجودة مرة فوق الطاولة ومرة امام اللاعبين .. فلماذا مثلا يقول الشاعر الراحل توفيق صايغ عام 1962 في بعض كتاباته في مجلة " حوار" ان بعض اصدقائه يثقون بأن الدول الغربية تدرس فكرة القضاء على سوريا المستقلة وعلى تجزئتها وتقسيمها بين العراق والأردن وتركيا. هي معلوماته، بل معلوماتنا ونحن نتأمل التاريخ العربي السوري المعاصر الذي يأخذنا إلى اكثر من موقع، من محاولة القضاء على الجيش السوري عبر الانقلابات العسكرية الى ان حصل الاستقرار في عهد الرئيس حافظ الاسد، الى الحشد العسكري على سوريا قبيل حرب يونيو 1967، وقبلها المؤامرة الكبرى التي مزقت الوحدة بينها وبين مصر، ثم مؤامرات الداخل من اخوان وغيرهم، وصولا إلى الحرب على لبنان التي كان يقصد بها سوريا ايضا..
واذا تعمقنا اكثر، نذكر سلخ لواء الاسكندرون، ثم سلخ جنوب سوريا وهي فلسطين، وربما اذا اردنا الحقيقة، فلبنان ايضا.
منذ اليوم الاول لحركة درعا تلك، قلت لأصدقاء لي في دمشق استعدوا لمعركة طويلة، الآن حان وقت الحرب على سوريا من الداخل .. يريدون شطب النظام والدولة واهمه الجيش، كما يريدون تفتيتها بأشكال مختلفة.
كانت المؤامرة واضحة تماما .. اما ان يخرج الرئيس بشار الأسد كما فعل الرئيس التونسي، او يستقيل كما فعل الرئيس المصري مبارك، او يحصل له ما جرى للرئيس الليبي القذافي .. لكن ثبت خطأ حسابات المؤامرة كلها ومن اساسها .. فما جرى هو العكس تماما، ظلت سوريا على وحدتها وقيادتها وشعبها الموحد وجيشها المقدام العقائدي، بل مفخرة الأمة التي تنفست حرية وعزة بكل الانجازات الكبيرة في الميدان وفي سائر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية.
لا شك ان للاعلام دوره الكبير والمؤثر في معركة المصير هذه، فكان ان التزمنا على قاعدة اننا سوريون متحملون كل اوزار الأخطار الشخصية لمواقف من هذا النوع. ومنذ الحرف الاول الذي كان رصاصة مؤثرة الى جانب رصاصات ردع الارهاب، قررنا المواجهة الى اللحظة التي ينقطع فيها النفس.
الموقف المعلن في هذه الظروف ظل وسيظل فهو قناعة راسخة وامانة لا يمكن التفريط بها وانتماء عضوي للأم سوريا .. لكن الكاتب في لحظة استراحة يحتاج لكلمة نربت على كتفه اذا كان ثمة استراحة، وهي افتراض لا يمكن حصوله في هذه المواجهة الكبرى .. والاعلام في معركة مصيرية وجودية وكبرى كهذه، يشكل جبهة قتال رديفة ايضا، خصوصا وان اعداء سوريا كأن الجزء الأكبر من مؤامرتهم اعلاميا، ومثلما فعلوها في الميدان، فهم انتظموا في جبهات اعلامية حاولوا من خلالها التأثير على سير الواقع العسكري، وعلى محاولة التلاعب بالجبهة الداخلية الشعبية السورية والعربية.