يعد أول مطار إقليمي في السلطنة يتم تشغيله مبكرا أمام الحركة الجوية
ـ المطار صمم وفق المعايير الدولية ومجهز بالتقنيات الحديثة العالمية وخلال العامين القادمين الإنتهاء من مبنى المسافرين

تغطية ـ الوليد العدوي:
ـ يحيى الجابري: مدرج المطار جهز وفق أعلى مستويات الجودة العالمية وسيصل لمرحلة استقبال الطائرات العابرة للمنطقة
ـ الفطيسي: نأمل افتتاح مطار صحار نهاية هذا العام ومطار رأس الحد العام المقبل

احتفلت صباح أمس هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بالتشغيل المبكر لمطار الدقم وذلك في حفل أقيم بموقع المطار تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد بن سالم الفطيسي وزير النقل والاتصالات.
وقد حطت طائرة تابعة للطيران العماني على أرض مطار الدقم عند قرابة الساعة العاشرة من صباح أمس الأربعاء بعد رحلة من مطار مسقط الدولي استغرقت حوالي 50 دقيقة، حاملة على متنها عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين وجمع من الصحفيين والاعلاميين، وقد أقيم للطائرة فور نزولها أرض مطار الدقم احتفاء خاص تقدمه معالي يحيى بن سعيد الجابري رئيس الهيئة الاقتصادية الخاصة بالدقم والذي كان في مقدمة مستقبلي الطائرة وسعادة الشيخ معضد اليقوبي محافظ الوسطى وعدد من المسؤولين بالمحافظة.
ويعد مطار الدقم أول مطار إقليمي في السلطنة يتم تشغيله مبكرا أمام الحركة الجوية ضمن جهود الحكومة لتسهيل تنقل المواطنين والمستثمرين إلى ولاية الدقم الواقعة على بعد نحو (550) كيلومترا عن مسقط.
وقال معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات أنه تم بنجاح هذا اليوم تدشين الخط الجوي بمطار الدقم والتشغيل المبكر، والحمد لله هذا في حد ذاته إضافة كبيرة للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث سيعزز افتتاح المطار بشكل كبير استقطاب الاقتصاد العالمي ووضع المنطقة على الخارطة العالمية للاستثمار، ووجوده سيعزز بشكل كبير الأعمال التي تجري حاليا في ميناء الدقم والحوض الجاف وسيستخدم لشحن البضائع ولن يكون مقتصرا فقط على الركاب، ويعتبر هذا الافتتاح نقطة إضافية وإنجازا لما تنوي الحكومة القيام به من وضع الدقم على خارطة الاستثمار العالمي، مما يسهل بشكل كبير زيارة المستثمرين وزيادة الأعمال المرتبطة بالمنطقة.
وأضاف معاليه: أن المطار صمم وفق المعايير الدولية، حيث يمتد المدرج لمسافة 4 كيلومترات ومجهز بالتقنيات الحديثة العالمية والذي يعتبر حاليا هو الأحدث تشغيليا في السلطنة، بحيث يستوعب الطائرات الكبرى عالميا. ونأمل خلال العامين القادمين الإنتهاء من مبنى المسافرين وسيتم افتتاحه مكتملا بإذن الله.
وقال معاليه أن هنالك نية لافتتاح مبكر لمطار صحار بنهاية هذا العام، ورأس الحد في العام المقبل، ونتمنى كذلك افتتاح المدرج الجديد والمرحلة الأولى بمسقط، ونعمل جاهدين على افتتاح مطار صلالة بالكامل بما فيه المدرج ومبنى المسافرين نهاية هذا العام، وكل هذه تعد مجهودات كبرى تبذل، ومن هذا المقام أوجه الشكر لكل الجهات التي بذلت الجهد لافتتاح هذا المطار اليوم ممثلة في وزارة النقل والاتصالات والهيئة العامة للطيران المدني والطيران العماني والشركة العمانية لإدارة المطارات وشرطة عمان السلطانية وغيرها من الجهات التي ساهمت معنا لإنجاح هذا الافتتاح اليوم، وبهذه المجهودات المتضافرة التي تبلورت عن بدايات قطف الثمار.
وعبر معالي يحيى بن سعيد الجابري رئيس هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم عن ابتهاجه بالتشغيل المبكر لمطار الدقم وقال أن هذا اليوم تاريخي للدقم وفي يوم النهضة المباركة الثالث والعشرين من يوليو المجيد، والافتتاح المبكر لمطار الدقم سيكون له آثار إيجابية على المنطقة، حيث جهز مدرج المطار وفق أعلى مستويات الجودة العالمية، ولن يكون مجرد مطار محلي وإنما سيصل لمرحلة استقبال الطائرات العابرة للمنطقة. وأشار معاليه أن التوسع في عدد الرحلات إلى مطار الدقم أصبح ضرورة ملحة، حيث تغطي الرحلات في الوقت الحالي أربعة أيام عمل أسبوعيا، ونتمنى في القريب العاجل أن تكون الرحلات بشكل يومي.
وأضاف معاليه أنه مما لا شك فيه وصول اليوم طائرة كبيرة لمطار الدقم يعد نقلة كبرى وتطور ملحوظ وحاجة ملحة لتزايد عدد الزوار للمنطقة وكذلك حاجة المواطنين للتنقل الأسهل الآمن، وسيكون له أثر ايجابي، والطيران العماني بذل ونتمنى أن يبذل جهدا أكبر في تسيير الرحلات.
وأشاد معاليه بمدى النجاح الذي حققه مطار جعلوني منذ تشغيله في شهر نوفمبر من عام 2012م أمام الحركة الجوية القادمة من مسقط، مشيرا إلى أن هذا الخط ساهم في تسهيل تنقل المستثمرين والمواطنين بين مسقط والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، كما ساهم في تشجيع الحركة السياحية إلى محافظة الوسطى، وكان له الأثر الطيب لدى الجميع.
من جهته قال سعادة محسن بن خميس البلوشي مستشار وزارة التجارة والصناعة وعضو مجلس إدارة الطيران العماني أنه مما لا شك فيه وفي هذا اليوم المبارك من أيام النهضة المباركة والتي قاد مسيرتها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ يأتي هذا الافتتاح المبكر لمطار الدقم إضافة جديدة لمحافظة الوسطى في مسار التنمية الشاملة، وسيسهل حركة التنقل والشحن للمحافظة وخصوصا المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ونتمنى أن يكون هذا الافتتاح اليوم إضافة لاستثمار في الدقم والتوسع في كل المجالات السياحية والاقتصادية.
وأضاف سعادته أن كافة المشاريع التي أقيمت في المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم تحديدا أو المشاريع التنموية المباشرة لها انعكاسات مباشرة على تنمية الفرد في هذه المحافظة، فالمشاريع الاقتصادية أضافت للمحافظة نشاطا وبعدا اقتصادي كبيرا جدا ومن المؤمل أن أن يكون هنالك عائد إضافي وقيمة مضافة للمحافظة في المستقبل بإذن الله تعالى.
وأوضح سعادة الشيخ معضد بن محمد اليعقوبي محافظ الوسطى أن مطار الدقم والافتتاح الجزئي له اليوم يعد إضافة جديدة في محافظة الوسطى وفي مسار التنمية الشاملة حيث سيسهل الحركة بشكلٍ عام في محافظة الوسطى وولاية الدقم والمنطقة الاقتصادية بالدقم بشكلٍ خاص . وأشار سعادته الى أن هذا المطار سيسهم في إضافة حجم الاستثمارات في المحافظة ويضيف مزيداً من التوسع في جميع المجالات سواء كانت الاقتصاية أو السياحية أو الاستثمار بشكلٍ عام .
وقال سعادة محافظ الوسطى أن كافة المشاريع التي أقيمت في المنطقة الاقتصادية بالدقم تحديداً أو المشاريع التنموية الشاملة على مستوى المحافظة لها انعكاسات ايجابية مباشرة في التنمية وتنمية الفرد العماني في هذه المحافظة حيث أضافت هذه المشاريع للمحافظة نشاطا وبعدا اقتصاديا كبيرا مؤملا أن يرتفع ويكون هناك عائد إضافي وتكون قيمة مضافة على المحافظة بشكلٍ كبير في المستقبل.
سالم بن محمد الكندي الرئيس التنفيذي لشركة الطيران العماني بالوكالة أعرب عن ىسعادته بهذا الافتتاح قائلا: نحن جد سعداء لتدشين هذه الخدمة بين كل من مسقط ومطار الدقم ابتداء من 23 يوليو. إن ذلك سوف يساهم دون شك في تقديم دفعة مهمة للتنمية الاقتصادية في المنطقة، والتي تشهد مرحلة تحول كبيرة.
وأضاف الكندي: بالإضافة إلى توفير خط النقل الجوي هذا والذي تشتد الحاجة إليه، فإن الخدمة تؤكد على التزام الطيران العماني تجاه مسؤولياته ومساعيه الرامية نحو دعم النمو الاقتصادي والتنمية والازدهار في جميع أنحاء السلطنة، ويعد ذلك في حد ذاته خطوة حيوية أخرى فيما يتصل بتوسيع شبكة وجهات الطيران العماني الداخلية، والتي تنمو على نحو مطرد نتيجة لتهيئة مطارات جديدة.
وقد شرعت وزارة النقل والاتصالات في إنشاء مطار الدقم من بين ثلاثة مطارات إقليمية تضم صحار ورأس الحد بالإضافة إلى هذا المطار الذي توزعت أعمال بنائه على ثلاث حزم، وقد اشتمل العمل في الحزمتين الأولى والثانية على إنشاء المدرج مع الممرات الرابطة ومواقف الطائرات التي تتسع لأربع طائرات من ضمنها طائرة الايرباص A380، بالاضافة إلى تنفيذ شبكة الطرق وقنوات تصريف مياه الأمطار وشبكة الكهرباء وغيرها من المرافق الخدمية الأخرى، في حين قامت هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في شهر يونيو الماضي بإسناد الحزمة الثالثة للمطار والتي تشتمل على إنشاء مبنى المسافرين بمساحة حوالي (5700) متر مربع وبطاقة استيعابية تقدر بـ (500) ألف مسافر سنويا، وقد روعي في التصاميم الفنية للمطارات الإقليمية أن تكون مطارات عملية وذات فاعلية تمكّن المسافرين من الدخول والخروج بكل سهولة وسلاسة وبأقصر وقت، كما تمت مراعاة إمكانية توسعتها ورفع طاقتها الاستيعابية في أعداد المسافرين ومتطلبات الشحن الجوي على المدى البعيد عن طريق التوسع الأفقي حسب تطور حركة الطيران فيها ونمو النشاط التجاري والسياحي للمناطق المحيطة بها.
وفي مجال الشحن سيتم تنفيذ مبنى للشحن بالمطار بطاقة استيعابية تقدر بنحو (25) ألف طن سنوياً قابل للتوسع مستقبلاً، وذلك لمواكبة الحركة التجارية والاقتصادية بالمنطقة، ومن المتوقع إنجاز الحزمة الثالثة لمطار الدقم خلال عام 2016م.