واصل قارب عُمان للإبحار خوضه لسباقات الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي الذي انطلقت منافساتهفي 4 من يوليو ويستمر حتى 27 من الشهر الجاري، كما انطوت عليهمجموعة من السباقات المحيطية والقصيرة على 8 مراحل بمحاذاة الساحل الفرنسي بدأت من مدينة دنكيرك في القناة الإنجليزية نحو مدينة نيس الفرنسية. ويحلّطاقم القارب العُماني المكوّن من 11 بحّارا في المرتبة الرابعة تزامنت مع انطلاقة النصف الثاني من الطوافالذي يصل إجمالي مسافته إلى 733 ميلا بحريا.
وقد بدأ النصف الثاني من السباقيوم الجمعة الماضي في مدينة روزيز الإسبانية قبالة ساحل البحر المتوسط بعد أن خاضت القوارب التسعة عددا من السباقات القصيرة استهلت بعدها سباقا بطول 60 ميلا نحو مدينة جروزانالواقعة على الحدود الفرنسية الإسبانية. وقد شهد يوم الأحد منافسة شديدة خلصت إلى انخفاض ترتيب القارب العُماني من المرتبة الثالثة إلى الرابعة بفارق أربع نقاط تفصله عن فريق "بريتاين". وقد بلغت سرعة الرياح على البحر المتوسّط قرابة 30 عقدة بحرية ما أضاف المزيد إلى كاهل الطاقم العُمانيحيث كانت البداية قوية في أولى السباقات القصيرة إلى أن الحظ لم يحالف الفريق في السباقات الخامسة.
ويضم الفريق العُماني كلا من ناصر المعشري وفهد الحسني وعلي البلوشي ومحمد المجيني إضافة إلى مجموعة من البحّارة منهم داميان ليهل وسيدني جافنييهوجيليزفافينيك وسيدريك بولينيوجالوميبيرينجير وجيرالد فينياروأليكساندر بالو. وأعرب ناصر المعشري تعليقا على مجريات السباقات أن احتدام المنافسة في مياه البحر المتوسط ألهبت الحماس في نفوس الفريق وتزامنت مع ارتفاع درجة الحرارة وسرعة الرياح ما أعاد للذاكرة الأجواءالشتوية المشابهة نسبيا في السلطنة. وأشار إلى أن معنويات الفريق عالية جدا على متن القارب والعزم أكيد للسعي لتحقيق نتائج أكبر في المراحل الأخيرة قبل الوصول إلى مدينة نيس الفرنسية، خصوصا مع جلسات المراجعة التي عقدها الفريق لمحاولة فهم نقاط القوة والضعف وكيفية تطوير أداء الفريق في الفترة المتبقية.
أما الأجواء يوم السبت فقد كانت خلاف يوم الجمعة، حيث انخفضت سرعة الرياح بشكل كبير قبل انطلاق صافرة السباق المحيطي نحو مدينة جروسان تراوحت بين عقدتين إلى 20 عقدة في نهاية المرحلة بعد قطع 60 ميلا بحريا.
وقد كان من العوامل التي أخّرت الفريق من المرتبة الثالثة إلى الرابعة هو اعتراضهم لقارب آخر ما استدعى منهم الالتفاف حسب قانون السباق والعودة إلى السباق بشكل طبيعي. وأعرب محمد المجيني أن الفريق باشر بالالتفاف بشكل سريع والعودة بشكل أسرع لتعويض النقاط إلا أن الرياح كانت بطيئة بشكل كبير ما أخّر مرتبة الفريق إلا أنهم تمكّنوا من اللحاق بالقوارب الثلاثة المتصدّرة في نهاية المرحلةما زاد من درجة الاحتامالاتلصعود مرتقب في المراحل النهائية.
وتجدر الإشارة إلى أن الطواف الفرنسي يتيح الكثير من الفرص أمام البحّارة العُمانيين للاستكشاف والتعرّف على الظروف المناخية والمناظر الطبيعية على طول السواحل والخلجان الأوروبية في ظل خضوعهم لبرنامج السباقات الدولية الصيفي الذي أعلن عنه مشروع عُمان للإبحار في وقت سابق من العام. وتأتي المشاركة لتكون بمثابة المقياس لقدرات وكفاءات المشاركين ضمن مساعي عُمان للإبحار لإنشاء كادر متمكّن من البحّارة وجيل من قادر على تمثيل السلطنة في المحافل الإقليمية في السباقات الدولية وإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة متن فئات متعدّدة من القوارب منها قارب المود 70 وفئة الإم 34. ويقيم المشروع على منوال هذا الحدث سباقا سنويا مماثلا تحت مسمى الطواف العربي للإبحار الشراعي يجوب أجمل مدن دول مجلس التعاون الخليجي ويستقطب بدوره أفضل عشّاق الإبحار المحيطي إلى أرض الخليج خلال فترة الشتاء حيث تعتدل الأجواء في الشرق الأوسط بينما تشتد درجة البرودة في أوروبا.