بدر المنذري:
السلطنة حققت قفزات كبيرة نحو الحكومة الرقمية وتوجت بتدشين أكثر من 700 خدمة إلكترونية

متابعة ـ عبدالله الشريقي:
انطلقت أمس فعاليات مؤتمر "المدن الذكية والثورة الصناعية الرابعة" المصاحب لمعرض كومكس 2018 وذلك في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض تحت رعاية سعادة الدكتور يحيى بن ناصر الخصيبي وكيل وزارة الشؤون القانونية، الذي ناقش طرق التكامل بين تقنيات المدن الذكية وكيفية تضمينها في التخطيط المستقبلي للمدن، بحيث تشمل مختلف أوجه الحياة كالبنى الأساسية، والحركة والتنقل، والرعاية الصحية إضافة إلى الاستثمار المتزايد في انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والإمكانات الهائلة لهذه التقنيات ومدى تأثيرها على مختلف القطاعات في السلطنة والعالم.
وركز المؤتمر على عدد من المحاور من أهمها: المدن الذكية في السلطنة بين الواقع والمستقبل، وإنترنت الأشياء في قطاع النفط والغاز وإسهامها في ترشيد الموازنات وزيادة الإنتاجية، والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء في القطاع الصحي، التقنيات المستقبلية في المواصلات والقطاع اللوجستي، وبناء الثقة والمرونة في أنظمة البنى الأساسية، لتصنيع في مجال التقنيات الذكية.
وقال الدكتور بدر بن سالم المنذري المكلف بتسيير أعمال نائب الرئيس التنفيذي للبنية الأساسية والخدمات الإلكترونية بهيئة تقنية المعلومات في كلمته: إن ظروف السلطنة مهيئة للاستثمار في المدن الذكية، حيث يوفر الجيل الجديد من شبكة النطاق العريض المتمثلة في خدمة الألياف البصرية إلى المنازل والمؤسسات الحكومية والخاصة مزايا وفوائد كثيرة للسلطنة موفرة سرعات عالية جدا للاتصال بالإنترنت وبالشبكات الحكومية والخاصة مما سيوفر البنية الأساسية اللازمة لتمكين ونمو المدن الذكية، حيث تعمل الشركة العمانية للنطاق العريض وشركات الاتصالات الأخرى على توفير هذه التقنيات وتوسيع شبكة الألياف البصرية لربط المنازل والمؤسسات في كافة ربوع السلطنة.
وأكد المنذري أن هيئة تقنية المعلومات تبنت ربط كافة المواقع الحكومية في شبكة حكومية واحدة وفق تصميم ومعايير تقنية موحدة، وذلك لتسهيل تبادل البيانات وتكامل الخدمات، ويضيف بأنه يتم حاليًا ترقية هذه الشبكة إلى شبكة عالية السرعة بالتعاون مع شركة العمانية للنطاق العريض، وتضم الشبكة الحكومية العالية السرعة حاليا 18 جهة حكومية وجاري العمل لربط أكثر من 46 جهة حكومية بهذه الشبكة بنهاية هذا العام حيث ستتيح توفير التبادل الآمن للبيانات بسعة عالية من 1ـ 10 جيجابيت لنقل البيانات مع وجود مسارات بديلة للشبكة. وكانت الهيئة قد أصدرت سياسات متعلقة بتبادل البيانات وهي سياسة البيانات الحكومية المفتوحة، وسياسة مشاركة البيانات، وكل ذلك من شأنه تسريع إنجاز مشاريع ومبادرات المدن الذكية.
وأشار المنذري إلى أن السلطنة حققت قفزات كبيرة نحو الحكومة الرقمية، ويشهد على ذلك معدل النفاذية العالية عبر الهواتف المحمولة التي وصلت إلى 148% في نهاية شهر مارس 2018م في حين بلغت نسبة نفاذ المشتركين للإنترنت عبر الهواتف المحمولة في نفس العام إلى 92% كما أن هناك جهودا حثيثة في برنامج التحول الرقمي في الحكومة توجت بتدشين أكثر من 700 خدمة إلكترونية حتى الآن وسيشهد هذا العام تدشين عدد مهم من المشاريع الإلكترونية والخدمات الرقمية التي ستحدث نقلة نوعية في تقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين والزائرين وستقدم هذه الخدمات على مختلف القنوات بما فيها الأجهزة الذكية.
وعن العقبات التي تواجه تنفيذ المدن الذكية يقول المنذري: إن المدن الذكية تعتمد بشكل أساسي على انترنت الأشياء وتستفيد من تحليل المعلومات والبيانات المجمعة من الأجهزة المتصلة بالإنترنت وبالبنى الأساسية وهو ما قد يتسبب في انتهاك خصوصية وسرية البيانات بالإضافة إلى إمكانية تعرض أجهزة البنى الأساسية للمدن الذكية للاختراقات الأمنية واحتمالية وجود ثغرات في البرمجيات المستخدمة؛ إذ تشير الدراسات أن كثيرا من الأشياء المتصلة بالإنترنت تحتوي على ثغرات أمنية خطيرة من الممكن استخدامها لاختراق تلك الأجهزة وتعطيلها عن العمل أو سرقة المعلومات التي تحتويها.
ويرى المنذري بأن أهمية المؤتمر يكمن في ما أفرزته المعطيات الراهنة حيث أفرزت المدن الكبيرة مجموعة من المشاكل المتعلقة بالطاقة والأمن والغذاء والسلامة المرورية والبيئة وغيرها، وذلك بفعل زيادة تدفق السكان إليها من مناطقهم الريفية، حيث ينتقل 1.3 مليون شخص للعيش في المدن كل أسبوع، ويتوقع بحلول عام 2050 أن يعيش ما نسبته 70%- 80% من سكان العالم في المدن مقارنة فقط بـ3% في عام 1800، وأضاف أن ذلك سيتسبب بزيادة استهلاك موارد طاقة المدن بمعدل أكثر من السابق، وإحداث أضرار بيئية هائلة، حيث يصل استهلاك المدن إلى 80% من الانتاج العالمي للطاقة، الأمر الذي أظهر الحاجة إلى الاستثمار في تطوير البنى الأساسية للمدن من خلال التعزيز لتبني فكرة المدن الذكية القائمة على التقنيات المبتكرة التي تقلل من استهلاك الطاقة وتحسن الجودة وتساعد في التقليل من الازدحام في آنٍ واحد.
وتحدث المنذري عن ارتباط المدن الذكية بإنترنت الأشياء والاتصالات فائقة السرعة، بالإضافة إلى ارتباطها الكبير بتجميع وتحليل البيانات لاتخاذ قرارات فورية متعلقة بإدارة الموارد المختلفة في مختلف المجالات، ويقول إن هذا الامر أسهم في انتاج كميات هائلة من البيانات الضخمة بشكل مستمر.
حلقات عمل
اشتمل المؤتمر على حلقة عمل نقاشية بعنوان :(المدن الذكية في عمان) وقد ترأس الجلسة الدكتور عادل البوسعيدي من جامعة السلطان قابوس بالإضافة الى الدكتور علي الشيذاني من مجلس البحث العلمي والمهندس علا موسى، من تطبيقات العقارات الصناعية الذكية و فادي ناصر من منصة "تأصيل" للبيانات الضخمة والدكتور حافظ الشحي، من جامعة السلطان قابوس وعوف البلوشي، مدير أول دعم الأعمال والابتكار، من العمانية للنطاق العريض.