تعد السياحة أحد القطاعات الواعدة التي تسعى السلطنة إلى تنميتها، والاستفادة بما تملكه من إمكانات ومقومات سياحية، خصوصًا مع انطلاق مساعيها الرامية للتنويع الاقتصادي في الخطة الخمسية التاسعة، فالسلطنة تمتلك رؤية واضحة أعدتها الحكومة ممثلة في وزارة السياحة تحت عنوان "الاستراتيجية السياحية العمانية 2040"، تسعى من خلال تطبيقها إلى الحصول على الريادة السياحية في منطقة الشرق الأوسط كإحدى الوجهات السياحية المفضلة للسائحين حول العالم، وتعتمد في سبيل تحقيق ذلك على العنصر الطبيعي وما حبا الله به السلطنة من بيئات متنوعة تمثل عناصر جذب مهمة، بالإضافة إلى ما حققته السياسة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ التي حققت للبلاد منظومة بنية أساسية واعدة تشكل منطلقًا للتوجهات التي تسعى إليها الوزارة في تنمية القطاع السياحي، وما تنعم به البلاد من ميزات اجتماعية أبرزها الأمن والأمان والتآلف بين مكونات أبناء هذه الأرض الطيبة، وهي ميزات يبنى عليها عبر خطط تعي أهمية بناء بنية أساسية خاصة بالقطاع السياحي، تستطيع أن تستوعب الزيادة المطردة التي تشهدها البلاد في عدد السائحين في مختلف ربوع السلطنة.
وتختلف البنية الأساسية السياحية باختلاف المنتج السياحي الذي يسعى إلى تنشيطه المكان المتواجد به، فمثلًا سياحة الشواطئ تحتاج إلى بنية سياحية خاصة تشمل فنادق ومنتجعات ومطاعم وشركات غوص ورحلات بحرية...إلخ، فيما تعتمد البنية الأساسية للسياحة البيئية في المحميات والمواقع البيئية العمانية على أنواع أخرى من المنتجات الإيوائية مثل المخيمات والنزل الخضراء والمنتجعات البيئية، وبالمثل فسياحة المغامرات تحتاج لأدوات وبنى أساسية تختلف عن سابقيها، ويبقى الإبداع في العمل على توفير بنى أساسية مختلفة تتعاطى مع الطبيعة الأساسية للمنتج السياحي، ولعل الاستراتيجية العمانية للسياحة راعت إلى حد بعيد هذه التباينات والاختلافات، وسعت لإيجاد منتج سياحي متنوع يصنع الفارق.
ويبقى أن يشارك القطاع الخاص والشركات الوطنية بفاعلية كبرى في تطوير المناطق السياحية المختلفة في السلطنة، والعمل على الإسهام بقوة في تحقيق الريادة في القطاع السياحي، لتعم الفائدة على الجميع، ويحقق المستثمرون أرباحًا مرضية تعود بالفائدة على نمو الاقتصاد الوطني، وتوفر فرص عمل لأبنائنا الباحثين عن عمل في أماكن تواجدهم، حيث تحرص الاستراتيجية السياحية العمانية على توجيه الفائدة للسكان المحليين في الأماكن السياحية بكافة محافظات وولايات السلطنة.
إنها عوامل عديدة يجب أن تتضافر للنهوض بالقطاع السياحي على أكمل وجه، مما يزيد من العوائد المنتظرة من هذا القطاع المهم، وكخطوة مهمة تعمل على توطين سياحة المغامرات في البلاد، حيث تمتلك السلطنة مقومات جغرافية تناسب هذا المنتج السياحي، وقعت الشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران) اتفاقية مع وزارة السياحة لتطوير أنشطة وتجارب جديدة لسياحة المغامرات في مسندم. وتخطط عمران، الذراع التنفيذية للتنمية والاستثمار في القطاع السياحي في السلطنة، لتقديم مجموعة من الأنشطة المتنوعة بما في ذلك التسلق بالحبال "فيا فيراتا"، والمسارات الانزلاقية، والمسير الجبلي، ورحلات عبور المضيق، ومسارات ركوب الدراجات الجبلية، لتقديم تجارب فريدة لتعزيز العروض السياحية في مسندم، واستقطاب الزوار المحليين والدوليين الراغبين باستكشاف جمال السلطنة ومقوماتها الطبيعية من منظور مختلف، ما سيولد المشروع فرص عمل جديدة، إلى جانب إتاحة الفرص لازدهار المشروعات الصغيرة والمتوسطة المحلية.
ويأتي الاجتماع الذي عقدته وزارة النقل والاتصالات حول تطوير سياحة يخوت النزهة في السلطنة، ليؤكد أن كافة الأطراف الفاعلة تعمل على التنمية السياحية بكافة منتجاتها، وخرج الاجتماع بعدة توصيات أهمها: عدم معاملة يخوت النزهة وكأنها سفن شحن تجارية؛ لأن القادمين على متن هذه اليخوت هم سياح قادمون للمتعة والترفيه. وللحفاظ على البيئة البحرية أوصى المجتمعون الجهات المختصة بالعمل على وضع عوامات في أماكن الرسو فيها المرجان.