[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
” صرّح شولغين مندوب روسيا في منظمة الأسلحة الكيماوية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الجانبان الروسي والسوري في لاهاي, أنه "لم يكن لدينا أي شك بأن مزاعم استخدام الكيميائي في دوما مسرحية مفبركة, واستفزاز جرى التخطيط له من قبل وسائل الاعلام الغربية", وظهر في المؤتمر طبيب سوري كان في دوما يوم السابع من ابريل أفاد بأن حالات الاختناق التي عاينها خلال صبيحة ذلك اليوم, كانت ناتجة عن الغبار ومن غير أي اعراض تشير لاستعمال غازات سامة, ”

أحسنت روسيا وسوريا بأخذ 17 شاهدا إلى لاهاي (ومن بينهم العديد من الأطفال, وهؤلاء لا يكذبون) للشهادة الحيّة أمام منظمة الأسلحة الكيماوية. شرحوا كيف تم نقلهم إلى المستشفيات, وجرى رشهم بالماء وتصويرهم وهم تحت العناية المركّزة, للادّعاء بأنهم من ضحايا الأسلحة الكيماوية, والتي ألصقت رأسا تهمتها بالجيش السوري حتى قبل إجراء تحقيق محايد في تهمة استعمال الأسلحة الكيمائية. وقد تبارت أجهزة الإعلام العالمية في نقل الخبر, باعتباره حقيقة أكيدة. وبالطبع جاء مفتشون أرسلتهم المنظمة المعنية ودخلوا دوما, وأخذوا عينات من موقعين. بالطبع لو جرى استعمال الأسلحة الكيماوية, لكان لها الكثير من التداعيات والعديد من الضحايا, التي والذين لا يمكن إخفاؤهم.
نفس الأسطوانة جرى تكرارها في هجوم القوات السورية على مخيم اليرموك, ولكن لإدراك العالم فبركة الكيماوي على دوما, فإن غالبيته لم يصدّق كذبة الكيماوي على المخيم الفلسطيني. رغم ذلك ظهرت أصوات تدعو إلى حماية اللاجئين الفلسطينيين, بينما خرست هذه الأصوات طيلة سنوات على الجرائم والانتهاكات الخطيرة لمنظمة داعش الإرهابية, الأمر الذي أدّى إلى خروج 79 ألفاً من سكانه, ( على اعتبار عدد سكان المخيم قبل الصراع 86 ألفا) وعشرات الآلاف من السوريين الذين لجأوا إليه في بداية الصراع, اعتقادا منهم بأنه لن يُمّس كون سكانه من الفلسطينيين, ظانّين أن داعش وزميلاته من التنظيمات الأصولية الإرهابية ستحترم خصوصية المخيم. لكن هذه التنظيمات الإرهابية تقترف ما تقترف من فظائع, لتفتيت الدولة العربية الواحدة, وفي هذه الحالة سوريا, لتمرير تصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى بـ "صفقة القرن".
من الواضح أن العدوان الثلاثي الأخير على سوريا, كان بحاجة إلى سبب يتم الاستناد عليه, في محاولة لفرملة الانتصارات السورية في الغوطة من جهة, ومدّ حبل الحياة للإرهابيين, ليستكملوا الدور المنوط بهم, وهو تمزيق وتفتيت هذه الدولة العربية من جهة ثانية, انطلاقا من مخطط برنارد لويس, وأيضا لخدمة الأمن الإسرائيلي ثالثاً, لأن دولة الكيان الصهيوني اعترفت مؤخرا بأنها قامت بضرب مئة هدف عسكري سوري منذ عام 2011, آخرها قاعدة "تي 4", ورغم التعميم الإعلامي الإسرائيلي على هذا الهجوم في البداية, اعترفت مصادر إسرائيلية فيما بعد بالقيام به.
من جانبه صرّح شولغين مندوب روسيا في منظمة الأسلحة الكيماوية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الجانبان الروسي والسوري في لاهاي, أنه "لم يكن لدينا أي شك بأن مزاعم استخدام الكيميائي في دوما مسرحية مفبركة, واستفزاز جرى التخطيط له من قبل وسائل الاعلام الغربية", وظهر في المؤتمر طبيب سوري كان في دوما يوم السابع من ابريل أفاد بأن حالات الاختناق التي عاينها خلال صبيحة ذلك اليوم, كانت ناتجة عن الغبار ومن غير أي اعراض تشير لاستعمال غازات سامة, واكّد والد الطفل السوري حسن دياب ,الذي استخدمه المسلحون في فبركة اخبار استعمال الكيماوي "جئنا إلى لاهاي لنقول كلمة الحق" بينما تحدث سائر الشهود بالتفصيل عن حقيقة ما جرى.
قلناها من قبل على صفحات "الوطن" أن الصحفي الاميركي الشهير سيمور هيرش, قد كشف سابقا عند استعمال الكيماوي لأول مرة في سوريا, عن خطة الاستخبارات المركزية الاميركية في هذا البلد العربي, وقد تلخصت الخطة في مشروع للولايات المتحدة وحلفائها يقتضي تدميره خدمة لاهدافها, حتى وان اغرقت سوريا ومعها المنطقة بالدماء, وهو ما يؤكده الصحفي المحقق سيمور هيرش, الذي اكد ان واشنطن عملت على شن هجوم كيميائي في سوريا لتحميل المسؤولية لدمشق, تمهيدا لشن عملية عسكرية ضدها. وقال هيرش: ان تقارير للاستخبارات البريطانية اكدت ان الهجوم بغاز السارين لم يأت من القوات السورية, مشيرا الى ان واشنطن عقدت اتفاقا مع بعض العرب وتركيا يقضي بان يكون التمويل من هذه الدول بينما تقوم الاستخبارات الاميركية والبريطانية بالحصول على السلاح الكيميائي من الترسانة الليبية, ونقلها الى الإرهابيين في سوريا! وفي هذا السياق يشير هيرش الى تورط وزيرة الخارجية الاميركية انذاك هيلاري كلينتون في نقل الاسلحة من ليبيا, حيث يكشف ان السفير الاميركي في طرابلس كريستوفر ستيفنز الذي قتل في الهجوم على القنصلية ببنغازي, كان على علم بعملية نقل السلاح الليبي, كما التقى مسؤولين في السي اي ايه وشركة الشحن التي نقلت السلاح.
هيرش كشف ايضا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اراد اغراق سوريا بالارهابيين, للمساعدة في تنفيذ مخطط ضربها, وان الادارة الاميركية لا تفعل شيئا ازاء الدعم المقدّم للارهابيين, حيث تحصل جماعة جبهة النصرة الارهابية على اسلحة حديثة, فيما تلعب تركيا لعبة مزدوجة بحسب تعبيره, من خلال تقديم الملجأ لجماعة داعش الارهابية وفتح حدودها للارهابيين لنشر الدمار على مساحة سوريا. واستمرارا لتخريب سوريا وتقسيمها هاهي تركيا تحتل عفرين وتهدد باحتلال منبج والوصول إلى الحدود السورية – العراقية, وهذا حلم عثماني قديم. فضائح الغرب والإدارة الأميركية والبعض االعربي المتواطىء معهما حول السلاح الكيميائي أوصلت القطار إلى سورية, التي باتت اليوم متهمة باستخدام هذا السلاح علما أن الوثائق تؤكد أن المجموعات التكفيرية الإرهابية في سورية هي التي استخدمته في اكثر من مرة ضدّ الجيش السوري والمدنيين وهددت باستخدامه فانقلبت الصورة لا لشئ الا لحفظ ماء وجه واشنطن وبعض العرب أمام فشلهم الذريع في الحرب على سورية. ورغم ثبوت استخدام التكفيريين للأسلحلة الكيميائية في حلب – خان العسل- فإن هؤلاء استخدموه وفق الوثائق الروسية والسورية الرسميتين في ريف دمشق, من خلال تجارب كيماوية في غازي عنتاب التركية, وفق الاعلام الرسمي السوري الموثّق, رغم انه تمت مصادرة كميات كبيرة من الاقنعة الواقعية من الجماعات التكفيرية من جبهة النصرة والقاعدة في مختلف الاراضي السورية.