الجزائر ـ وكالات: أعلنت الخطوط الجوية الجزائرية أمس الخميس أنها فقدت الاتصال مع طائرة استأجرتها من شركة إسبانية (سويفت إير) وعلى متنها 116 شخصا بينهم نحو خمسين فرنسيا ،فيما كانت تؤمن رحلة بين واغادوغو والجزائر. وفقدت الطائرة بعد خمسين دقيقة من إقلاعها من عاصمة بوركينا فاسو. وبحسب آخر حصيلة نشرتها الخطوط الجزائرية فإن الطائرة أقلعت من واغادوغو وعلى متنها 50 فرنسيا و24 بوركينيا وثمانية لبنانيين وستة جزائريين وستة إسبانيين وخمسة كنديين وأربعة ألمانيين واثنين من لوكسمبورج. كما كان في الطائرة بلجيكي وكاميروني ومصري ومالي ونيجيري وروماني وسويسري وأوكراني إضافة إلى "ثلاثة لا يزال يجري التعرف على جنسياتهم".
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الطائرة "تحطمت على الأرجح" مشيرا إلى وجود 51 راكبا فرنسيا على متنها. وقال فابيوس في تصريح إعلامي "رغم عمليات البحث المكثفة فإنه في الساعة التي أتحدث فيها لم يعثر على أثر للطائرة. الطائرة تحطمت على الأرجح. وتتركز عمليات البحث في هذه المرحلة على منطقة شاسعة من الأراضي المالية حول منطقة غاو". وأضاف "بحسب آخر المعلومات التي وصلتنا من سلطات بوركينا فاسو هناك 51 فرنسيا على متن الطائرة. وأشار نظيري الجزائري إلى نحو خمسين فرنسيا أي حوالي نصف عدد الركاب علاوة على ركاب من 14 جنسية بينهم طاقم الطائرة الإسباني".وأكد فابيوس "انقطع الاتصال بالطائرة وهي من نوع ماكدونيل-دوغلاس 83 عند الساعة 01,47 بعد قليل من إبلاغ الطاقم أنه يتعين عليه الخروج من مساره بسبب الأحوال الجوية". وتربط الرحلة ايه اتش 5017 واغادوغو بالعاصمة الجزائرية. وفقدت الخطوط الجزائرية الاتصال بالطائرة ليل الأربعاء إلى الخميس حين كانت فوق مالي. وأعلنت فرنسا عن تشكيل خليتي أزمة في إدارة الطيران المدني والخارجية إضافة إلى تفعيل خليتين في مطاري شار ديغول بباريس ومطار مرسيليا. من جهتها قالت الخطوط الجزائرية عصر أمس"تجري عمليات بحث وهي متواصلة في المنطقة المعنية".
وكان من المقرر أن يستأنف الركاب رحلتهم بعد توقف في العاصمة الجزائرية في رحلتين إلى باريس ومرسيليا، بحسب السلطات الفرنسية. وتم استئجار الطائرة من شركة سويفت إير الإسبانية لتأجير الطائرات. وأشارت نقابة طيارين في مدريد إلى أن طاقم الطائرة مكون من ستة إسبانيين. وقال مصدر في الخطوط الجزائرية طلب عدم كشف هويته إن الاتصال انقطع بين أجهزة الملاحة والطائرة حين كانت تحلق فوق شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر.وفي مالي ورغم تدخل عسكري دولي
لا يزال الوضع غير مستقر في شمال تلك البلاد الذي كانت سيطرت عليه لعدة أشهر في 2012 مجموعات إسلامية متطرفة. وأضاف المصدر "الطائرة لم تكن بعيدة من الحدود الجزائرية في طلب الطاقم تغيير المسار بسبب سوء الرؤية ولتفادي مخاطر الاصطدام طائرة أخرى تؤمن رحلة بين العاصمة الجزائرية وباماكو". وأوضح المصدر "فقدت الإشارة بعد تغيير المسار". وأكد مصدر مالي فقدان الاتصال مع الطائرة حين كانت فوق غاو شمال مالي. وقال مراقب مالي إن المنطقة شهدت "زوابع قوية" يمكن أن تكون وراء فقدان الاتصال بالطائرة. وأعلنت قيادة أركان الجيوش الفرنسية بباريس أن طائرتي ميراج -2000 انطلقتا من نجامينا للبحث عن الطائرة. وأوضح متحدث باسم قيادة الجيوش "هذا إجراء يتبع في حالة الاشتباه بحصول حادث في أي مكان من العالم. وحتى الآن إنها مجرد عملية بحث دون أن تكون لدينا أي معطيات أخرى" مضيفا إنه في مرحلة أولى علينا أن نعرف "ماذا حصل" والمكان الذي حصل فيه. وأوردت شركة الخطوط الجوية الجزائرية في بيان أن "أجهزة المراقبة الجوية أجرت اتصالها الأخير مع الرحلة ايه اتش 5017 بين واغادوغو والجزائر أمس الـ24 من يوليو عند الساعة 01,55 تغ اي بعد 50 دقيقة على إقلاعها". وأكدت الشركة على موقعها من الانترنت أنها تقوم بأربع رحلات جوية في الأسبوع نحو واغادوغو، إحداها الخميس من عاصمة بوركينا فاسو. ولم يشر مسؤولو الشركة الجزائرية حتى الآن إلى أي تفسير لما جرى. وهذه نكسة جديدة لشركة الخطوط الجزائرية بعد ستة أشهر من كارثة تحطم طائرة في شرق تلك البلاد. ففي فبراير الماضي تحطمت طائرة من طراز هيركوليس سي-130 كانت تقوم برحلة بين تامنراست (الفي كلم جنوب العاصمة الجزائرية) وقسنطينة (450 كلم شرق العاصمة) قبل هبوطها ما أسفر عن مقتل 76 شخصا. ونجا راكب واحد من الحادث. وفي مارس 2003 فقدت الشركة طائرة بوينج 737 تحطمت بعد إقلاعها بقليل من تامنراست ما أسفر عن مقتل مئة وشخصين.