القصيدة المشاركة في مسابقة كتارا لشاعر النبي صلى الله عليه وسلم لموسم 2018
--
أوقدت من حطب الهوى محرابا
فتسورت روحي.. وكنت ترابا
مذ راودتني في الضلوع ربابة
حتى انسكبت من اليقين قبابا
في النور ثوبي.. في الظلام عمامتي
في النار مسبحتي .. وظلي غابا
ماذا اختفى في النور ماذا لاح لي
في النار ؟ في حين انتشلت ضبابا
قمريتان.. وما حجاب دوننا
لو قدتا روحي .. استبقنا البابا
تنداح من ظل القميص صبابة
شغفا تدير الحب لي أنخابا
أوشكت أن أفنى بحائط حيرتي
يا رب أدرك حائرا مرتابا
بينا سدوف الليل تلبسني أسىً
وتقودني لبقيعتين سرابا
ألفيت قبرا والملائك حوله
مشكاة نور تخطف الألبابا
ففررت نحو النور .. طفت مقامه
من أنت؟.. صوت يستبيح جوابا
أنا سادن المختار ضقت.. وحيرتي
شاخت.. وطين مواجعي قد شابا
وأتيت آنس بالذي أنس الوجود
به سراجا في الهدى وشهابا
لا الشمس تدرك لا الأهلة نوره
لا الليل سابق صبحه إن جابا
الأزهر المتبلج المتلألئ
الوضاء غيث الأرض حيث أصابا
كم أحمديته تجلت في مسي
ح الله نورا ساطعا أحقابا
ومحمديته تضوع مسكها
عرش الإله فشد منه حجابا
طه وضج الكون وارتجس الورا
واساقطت شرف الملوك خرابا
لما نتقت الكون أنّى قد سرى
في الفيل ميلاد يقل سحابا؟
اقرأ تكاد تكشفت عن روحها
في الغار والروح الأمين أجابا
وادثرت أم القرى بالوحي حتى
قبلت أم الكتاب كتابا
وإذا به للأفق شق براقه
فدنا.. تدلى جنتين وآبا
للغار كي يغشى قريشا نوره
لتشد طيبة هجرة إذ طابا
جئني بأطهر منه لن تحظى به
ولو السماء بلغت والأسبابا
الأرض قبضته ويخصف نعله
بيد وترقع كفه الأثوابا
لم ينكسر جوعا ولم يهزم على
شبع ولا يوما طعاما عابا
صلوا عليه وسلموا أفذاذ ما
شق الجواري المنشآت عبابا
مولاي عفوك إن تجرأت الثناء
وفي مقامك ما اهتديت صوابا
حاولت أن أحظى بقربك سيدي
وبسطت حرفي فاستحال يبابا
خذني استلمني فض بنورك واجتذب
رمقي إليك من ارتجاك وخابا؟
وافيت بابك.. موقنا بشفاعة
ما ظل حبك داخلي محرابا

خليل الجابري