الآنَ وَجدتَ
يا أيها المَنفّي
في عُزلةِ الروح ِ
أنك تبصرُ في تعب ٍ
وجهك الأشيبُ في المرايا
فلا يُشفقُ عليكَ العمر
تضيق بكَ
الأرض بما رَحُبتْ
النَخيلُ التي خاصَمتْ أرضك،
أوراقكَ المنسِّية
في دولابكَ المقفول،
نِساؤك الجميلات
المُرصعات كآلهة الجَمال
في قَصائدكَ الكَثيرة،
لمْ تَعد هُناك سَيدةٌ
ترى فِيكَ
وجه الفتى القَروّي
ليكُن..
فأنا الوحِيدُ من يرى
خرابَ الأرض فِيكَ
رجلاً يُشبه جدّيَ
غارقا في حُزنهِ،
رجلاً يُشبه صخرة
وراء "الحُوش" ِ
لا تبرح المكان،
رجلاً يَغرقُ عميقاً
في خِداعِ نَفسِهِ!
أسفي عَليكَ
أيها الرَفِيقُ الأعزَلُ
الصاحِبُ
الهَشّ العَبوس!
الباحِثُ عَنْ عُزلةٍ
وسط الخُواء ِ
عنْ دردشةٍ عالِقة
في شاشة الحاسوب ِ
عنْ ملامح صَبيّة
تليق بسيرَتهِ القَدِيمة ِ!!
تعالَ نرجع
حَيثُ آخر مُفترقٍ تركناهُ
عنْ آخر ظهِيرة ٍ
وآخر كوب شاي ٍ
تعال نَرجعُ
بعيداً عنْ الشّك
حيثُ التقينا
وحَيثُ تَبَعثَر آخر همّي
وآخر حُزني علينا!

همسة أخيرة :
يَطيرُ الفراش ُ
ويَرجعُ فَراشٌ
ويَغِيبُ فَراشٌ
وأنا لا ازالُ
على باب أبي القَديمِ
أحاكي حِصاري
كهذا الخَشَبْ!!!.

سميرة الخروصية