فيما تستعرض المحور الأدبي اليوم وتقدم بيانها الختامي

رئيس اللجنة العلمية للندوة : التاريخ العماني يضرب في القدم أكثر من سبعة آلاف سنة ، وفي كثير من مراحل عمان التاريخية كانت امبراطورية سادت بحار العالم

تغطية ـ فيصل بن سعيد العلوي:
تختتم اليوم فعاليات الندوة الدولية "المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني" والتي تواصل تقديم برنامج الجلسات العلمية والفعاليات الثقافية والسير الذاتية والملخصات العلمية لليوم الثاني على التوالي، حيث تقام اليوم الجلسة العلمية الثالثة والتي تتناول المحور الأدبي ويترأسها الدكتور محمد بن سعد المقدم من جامعة السلطان قابوس وتبدأ الأولى بعنوان "رموز عمان الثقافية وإشهارها" ويقدمها سعادة الدكتور عبدالله العمري عضو مجلس الشورى، يعقبها الورقة الثانية التي تتناول "ملامح من شخصية القائد العظيم المهلب بن أبي صفرة" ويقدمها الأستاذ الدكتور محمد الديباجي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي بالمغرب ، يلي ذلك الورقة الثالثة بعنوان "الحركة الأدبية في بلاط المهالبة" ويقدمها الدكتور محمود بن ناصر الصقري من جامعة نزوى ، أما الدكتور عبدالله بن سعيد الحجري من وزارة التربية والتعليم فيقدم الورقة الرابعة في الجلسة الثالثة بعنوان "أدب المهالبة، القيم الأخلاقية والخصائص الفنية"، وسيقدم في الجلسة الختامية التي يترأسها الدكتور محمود بن يحيى الكندي من جامعة نزوى ، سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء كلمة بهذه المناسبة ، يلي ذلك كلمة المشاركين ويقدمها الأستاذ الدكتور عمر فاروق فوزي ، يعقبه البيان الختامي الذي يقدمه الباحث يونس بن جميل النعماني من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم.
وكان قد افتتحت الندوة فعالياتها أمس تحت رعاية معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية في قاعة جامع السلطان قابوس الأكبر، حيث شهد الحفل الافتتاحي إلقاء كلمة للدكتور محمد بن ناصر المحروقي مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية بجامعة نزوى (رئيس اللجنة العلمية للندوة) التي قال فيها : تأتي هذه الندوة الدولية: المهلب بن أبي صفرة الأزديّ العُماني، في إطار الجهود الوطنية المبذولة عبر البحث العلمي للإسهام الفاعل لصون الإرث التليد لأمتنا العظيمة بشقيه المادي والمعنوي. وفي هذا المسعى تتكامل جهود مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية بجامعة نزوى، عبر سلسلة ندوات تُعنى بأعلام عُمان تخليداً لعطائهم الإنساني الفيّاض وتمحيصاً علميا دقيقاً لنزع ما قد يشوبه من دَخن الزمان وعوالق الهوى.
وأضاف الدكتور محمد المحروقي رئيس اللجنة العلمية للندوة : إن التاريخ العماني يضرب في القدم أكثر من سبعة آلاف سنة، وفي كثير من مراحل عمان التاريخية كانت امبراطورية قوية سادت بحار العالم، وتمددت على أراض آسيوية وهندية وإفريقية، وأنجبت هذه الأرض الكثير من القادة والعلماء العِظام.. إن الإرث الفكري والحضاري العماني بمخطوطاته ووثائقه شاهد على تلك الإنجازات غير أنه متوزع في دول العالم، في فارس والهند والبرتغال وشرق إفريقيا حتى جزر القمر ومدغشقر، ومع الجهود الكبيرة والمقدرة التي تبذلها المؤسسات الرسمية فإن المهمّة كبيرة جداً جداً، وإنني أدعو الجامعات والمراكز البحثية الحكومية والأهلية أن تباشر لتوثيق ذلك التراث وحفظه وعرضه للداخل والخارج، لعُمان والعالم، وأن نكثف العمل لتقديم هذا التراث للنشء حفاظاً على الهوية والأصالة المميزة لعمان فالانقطاع عن التراث خيار من لا خيار له ، فــ"المنبتّ" – كما ورد في الأثر- "لا أرضًا قطع ولا ظهراً أبقى". كما أدعو الى إنشاء صندوق وقفي يساهم فيه الجميع ليكون داعماً لهذه الجهود على أن يسخر ريع هذا الوقف لتمويل الأبحاث العلمية.
دور آل المهلب في المشرق
وبعد الكلمة تم استعراض فيلما وثائقيا يستعرض شخصية المهلب بن أبي صفرة ونبذة عنه ، إضافة إلى إلقاء قصيدة شعرية ألقاها الشاعر يونس البوسعيدي بعنوان "مُعلّقةُ الفرزدقِ الثالثة". تلى ذلك تقديم ورقة بعنوان "دور آل المهلب بن أبي صفرة في المشرق الإسلامي خلال العصر الأموي 41 – 132 هجري/ 661 – 750 ميلادي" وقدمها الأستاذ الدكتور فاروق عمر حسين فوزي قال فيها : "لعبت الأسرة المهلبية دوراً ريادياً متميزاً في العراق والمشرق الإسلامي، في حقبة من أشد حقب التاريخ الإسلامي تعقيداً، تداخلت فيها الأحداث، وتضاربت مصلحة الدولة مع مصالح قوى سياسية عديدة، حاولت التدخل في صنع القرار وتقاسم النفوذ. وكادت أن تعصف بالدولة الأموية لولا وجود بعض الخلفاء الأقوياء ورجالات من ذوي الكفاءة أمثال المهلب وأبنائه. ولعب أبوصفرة ـ والد المهلب ـ دوراً في الفتوحات في العصر الراشدي، وخاصة بعد استقرار الأزد في البصرة. ويظهر اسم المهلب مبكراً في فتوح المشرق، منذ عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان. فقد أثبت أنه عسكري محترف وسياسي محنّك. وحين وقعت الفتنة في بلاد الشام والحجاز 64 هجري انسحب إلى البصرة (بصرة المهلب) ولم يشارك فيها ، على أن أهم دور يذكر للمهلب هو مجابهته لأكبر خطر هدّد الدولة والمجتمع وهو خطر الأزارقة. فقد استطاع ببراعته العسكرية، وحنكته السياسية أن يجتثهم من جذورهم خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان 65 هجري ـ 86 هجري، رغم ما لاقاه من حقد وحسد وتآمر من بعض الولاة في العراق وخراسان.
المهلب من خلال المسكوكات
بعد ذلك قدم جمال بن محمد الكندي ورقته بعنوان "تاريخ آل المهلب من خلال المسكوكات الإسلامية" حيث قال : تعتبر النقود بصفة عامة والمسكوكات الإسلامية بصفة خاصة من أقوى وأهم أشكال الوثائق الأخرى: الحجرية والجلدية والخشبية والورقية، لما لها من دور في كشف الحقائق، وما تتسم به من قطعية الدلالة لتحديد التاريخ والحقب الزمنية. ومن أبرز المسكوكات التي سكّها المهالبة "درهم المهلب بن أبي صفرة ضرب بيشابور سنة 76 للهجري" وهذا الدرهم من الطراز الساساني المعرّب عليه اسم المهلب باللغة الفهلوية. والتعريب هو إضافة المأثورات مثل: بسم الله -الله أكبر - ربي الله –الحمدلله - وكذلك شهادة التوحيد.على طوق الدرهم الخارجي "الهامش"، وهذا يثبت أهمية المهلب كونه أحد كبار قادة الجيوش، وهو أمير وسياسي محنك، يشد أزره أتباعه من قبائل الأزد العمانية.
إضافة إلى ذلك درهم يزيد بن المهلب وهو درهم ساساني معرّب ، وفلس روح بن حاتم ضرب في صحار سنة 141للهجرة وهو فلس محفوظ بجامعة توبنجن الألمانية وهو من النوادر ويدل على دور آل المهلب في عمان. وروح بن حاتم تم تعيينه من قبل الخليفة العباسي عبدالله السفاح في بداية حكمه سنة 132للهجرة بعد القضاء على دولة بنو أمية، بمساندة من آل المهلب. ومن المرجح أن هذا السك وقع بعد استشهاد الإمام الجلندي بن مسعود ،
ودرهمان نادران ضربا على الطراز الساساني الطبرستاني سنة 146 و147 وهما أول سك يظهر بعد فتح طبرستان، وهنا يأتي دور آل المهلب في قيادة الجيوش والفتوحات الإسلامية. وهذا الدرهم لم يضرب الطراز الإسلامي العباسي بل بالطبرستاني، والمأثورات فيه باللغة العربية والخط الكوفي، ووجود اسم روح بن حاتم يدل على انتقال روح ومن معه من الجيوش ومن الجنود والقائدة الخاصين من آل المهلب وقبائل الأزد من صحار.
الجلسة العلمية الأولى
بعد ذلك بدأت الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الدكتور محمد بن حمد الشعيلي الباحث التاريخي بالجامعة العربية المفتوحة، حيث قدم الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالمنعم سلامة من جامعة الإسكندرية ورقته بعنوان "أضواء جديدة على دور المهالبة السياسي والثقافي في جُرجان (97 -386هـ/ 715- 996م)" حيث أكدت الورقة بعض الحقائق التاريخية التي لها علاقة مباشرة بالموضوع، والتوصل إلى عدد من النتائج المهمة من خلال تحليل بعض النصوص ومناقشتها، واستنطاق بعض النصوص الأخرى التي وردت في المصادر التاريخية والأدبية والفقهية منها أن أن الفتح الإسلامي لجرجان في عهد الخلفاء الراشدين لم يكن مستقرًا ، وأن قتيبة بن مسلم الباهلي لم يضع حدًا لتجاوزات الجرجانيين، وأن يزيد بن المهلب كان خبيرًا بأحوال منطقتي جرجان وطبرستان، مطلعًا على فساد أهلهما، وأنه لم يبالغ في تقدير خطورة ترك المسلمين لجرجان دون الاستيلاء عليها ، وأن فتح يزيد بن المهلب الأول لجرجان سنة 97هـ، لم يكن حاسمًا، فأعاد فتحها مرة ثانية سنة 98هـ ، وأن يزيد بن المهلب كان معتزًا بفتح طبرستان وجرجان متباهيًا بهما، لأهمية هذا الفتح، وبروزه كفاتح عظيم يتفوق عسكريًا على بعض السابقين عليه من قادة الفتح الإسلامي في المشرق، وترتب على فشل ثورة يزيد بن المهلب على الخليفة يزيد بن عبد الملك، ومقتله ومعظم إخوته وأهل بيته بالعقر وقندابيل، أن حلت ببقيتهم وأعوانهم بجرجان وخراسان والعراق النكبات والمصادرات، وضياع سلطانهم هناك ،
وأن علاقة المهالبة السياسية بجرجان لم تنقطع في عصر الدولة العباسية، وأن ولاية خالد بن يزيد لجرجان في عهدي المهدي وولده الهادي حفزت نسل مخلد بن يزيد بن المهلب، وعقب أبي عيينة وقبيصة على الخروج إليها والاستقرار بها، (8) أن المدة التى مكث فيها يزيد بن المهلب بجرجان بعد فتحها كانت مليئة بالأعمال والمنجزات المهمة؛ كبناء جرجان وتمصيرها، واختطاط المساجد الكثيرة بها، ونشر الإسلام بين أهلها، وأن المهالبة ساهموا بفعالية في الحياة الثقافية بجرجان، فبرزوا في علمي الفقه والحديث. وبلغوا مكانة علمية رفيعة، ودوّت شهرتهم في الآفاق، وساهموا في تشكيل ثقافة تلاميذهم الذين أصبحوا من أبرز علماء جرجان والأمصار الإسلامية ، وأن الفقيهة المهلبية أم الفضل هبة العزيز بنت أحمد بن عبد الرحمن ساهمت في الحياة العلمية بجرجان بفعالية كبيرة، وأن المهالبة اهتموا بالحركة الأدبية بجرجان منذ فتحها وتمصيرها، وشارك بعض الشعراء المهالبة في مجالسها الثقافية خلال العصر العباسي الأول ، وأن بعض المهالبة الجرجانيين اهتموا بالتاريخ والأخبار، وصار بعضهم مصادر أصيلة لحمزة السهمي مؤرخ جرجان ، وأن بعض المهالبة مارسوا التصوف والزهد، وأدركوا حد الاعتدال فيه.
أصول المهالبة نسباً وموطناً
بعد ذلك قدم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ التاريخ بجامعة السلطان قابوس ورقته حول "أصول المهالبة نسباً وموطناً" والتي كشفت أن المهالبة ينتسبون إلى العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر ماء السماء الأزدي ويصل نسبه إلى ثعلبة بن مازن بن الأزد المعروف بزاد الركب، كما بينّت الورقة أن المهالبة لا يلتقون مع مالك بن فهم بن غنيم الدوسي إلا في الأزد بن الغوث بن نبت حيث مالك من سلالة نصر بن الأزد ، والمهالبة من نسل مازن بن الأزد ، كما أبرزت الورقة مكانة أبا صفرة بين قومه ودوره في الذود عن الدول الإسلامية ، كما وضّحت الورقة أيضا أن أبا صفرة كان ممن أسلم على يد عمرو بن العاص وأن ذهابه للخليفة أبي بكر الصديق من ضمن الوفد السبعين لمرافقة عمرو بن العاص لتقديم واجب العزاء ومبايعة أبي بكر بالسمع والطاعة، ثم عاود الذهاب إلى المدينة وحظي بمقابلة الخليفة عمر بن الخطاب وكان بمعيته أولاده العشر أصغرهم المهلب بن أبي صفرة المولود 8 هجرية.
كما فندت الورقة علاقة أبي صفرة بدبا ، وأنه لا علاقة له بردة دبا التي كانت قيادة ذي التاج لقيط بن مالك من بني الحارث بن مالك بن فهم ، إذ أن أبا صفرة كان كبيرا ، وأن المهلب أصغر أبنائه، كما كشفت الورقة أن رهط العتيك كانوا يسكنون في الأراضي الممتدة من الظاهرة إلى أدم التي كانت مركزا لتجمعهم قبل وبعد الإسلام ، ,انبثقت من العتيك قبائل منها بنو نبهان الذين ظهروا في الظاهرة وحكموا عمان حوالي 400 سنة ونيف.
وفي الختام وضحّت الورقة أن المهالبة استقر مقامهم في مدينة أدم وحاليا قبيلة البوسعيد تنسب إليهم واختيارهم لهذه المدينة لم تكن بمحض الصدفة أبدا، كان بإمكان هند بنت المهلب أن تستقر في أي مدينة في عمان بعد معركة العقر عام 102 هـ وكذلك زياد بن المهلب بعد تنحيه من الولاية عام 132هـ بل فضلوا موطنهم الأصلي أدم.
دوره في الفتوحات الإسلامية
واختتمت الجلسة الأولى أوراقها بتقديم الأستاذ الدكتور حيدر عبدالرضا حسن التميمي أستاذ قسم التاريخ بجامعة البصرة بجمهورية العراق بورقته التي حملت عنوان "دور ـ العماني الأزدي ـ المهلب بن أبي صفرة في الفتوحات الإسلامية ـ حربه على الخوارج أنموذجا"حيث قال : ساهمت عمان - عبر عصور تاريخية عدة - في صناعة التاريخ الإسلامي، من خلال ما قدمته لهذه الأمة من رجالات كان لهم دور سياسي وعسكري واقتصادي وديني مؤثر في تاريخ الدولة العربية الإسلامية. ومن هذه الشخصيات التي لعبت دوراً كبيراً في بلاد ما بين النهرين (العراق) القائد العماني الأزدي المهلب بن أبي صفرة المعروف بشجاعته ودهائه الحربي، من خلال ما يمتلكه من قدرة في إدارة الحرب أدهشت أعداءه، حتى أطلق عليه الأزارقة بـ: "الساحر". وهو ما أهله لقيادة حملة عسكرية ضد حركة الخوارج، الذين كانوا يشكلون- آنذاك - خطراً كبيراً يهدد أمن وسلامة الدولة الأموية (41-132هـ). واستطاع لما يمتلكه من حنكه وتمرس في المعارك أن يلحق بهم شر هزيمة. ويشتّت – طيلة الاثني عشر عاماً من الحرب معهم – شملهم وأفنى جموعهم، وقتل قادتهم، وقضى على حركتهم.
قراءة في كتابات
وفي الجلسة العلمية الثانية والتي ترأسها الدكتور حميد بن سيف النوفلي قدم الورقة الأولى الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي ورقة بعنوان "المهلب بن أبي صفرة العتكي؛ حياته، وشخصيته قراءة في كتابات الشيخ سيف بن حمود البطاشي" حيث أتت الورقة في مقدمة وثلاثة محاور وخاتمة، تناول في المقدمة، التعريف بالشيخ البطاشي وإسهامه التاريخي وكتاباته حول شخصية المهلب، ودرس في المحور الأول حياة المهلب في كتابات البطاشي؛ فتناول النسب، ومكان الولادة وأهم أعمال المهلب ودليل عمانيته، وفي المحور الثاني تناول الباحث شخصية المهلب، كما برزت في كتابات "البطاشي" ، فبرز جوانب فصاحته وشجاعته وأخلاقه وحكمته ودهائه، وبرز المحور الثالث سمات الكتابة التاريخية عند البطاشي، في تناوله حياة المهلب بن أبي صفرة، متناولاً أهم مصادر ومراجع البطاشي في كتاباته عن المهلب وأهم السمات الفنية والعلمية.
المهلب في المصادر
بعد ذلك قدم الدكتور سليمان بن سالم الحسيني من جامعة نزوى ورقته بعنوان "المهلب بن أبي صفرة في بعض المصادر الغربية" وهدفت الدراسة إلى تتبع المصادر والمراجع الغربية، المكتوبة باللغة الإنجليزية والمنشورة من قبل دور نشر أوروبية أو أميركية، التي تناولت شخصية القائد العماني المهلب بن أبي صفرة للتعرّف على الجوانب التي تناولتها تلك المراجع بالدراسة والتحليل عن شخصية المهلب، وتأثير أصوله العمانية على توجهه الفكري، وإسهاماته في الأحداث السياسية والعسكرية في الدولة الأموية، لا سيما وأنه كان قائدا عسكريا، وزعيما قبليا شارك في الحرب على الخوارج الأزارقة، وقاد الجيوش الإسلامية في فتوحات فارس والهند وأفغانستان، وترك ذرية تولّت المناصب العسكرية والإدارية في العراق وشمال إفريقيا وعمان وشرق إفريقيا.
وقد توصلت الدراسة إلى أن المهلب بن أبي صفرة شخصية عمانية اكتسبت شهرة عالمية نتيجة أدوارها الفاعلة في الصراع العسكري والفكري في عهد الدولة الأموية، وعلاقته الوطيدة بالوالي الأموي الحجاج بن يوسف، وإسهاماته في الفتوحات الإسلامية التي شملت فارس وباكستان والهند وأفغانستان. وترك سلفا وذرية ساهمت في الأحداث التاريخية للأمة الإسلامية خدمة للدولة الأموية. وعلى المستوى العماني كان لهم دور كبير ما تزال أصداءه تتفاعل حتى الآن.
الجانب الحضاري
وحول موضوع "الجانب الحضاري للمهالبة في بلاد المغرب" قدم الدكتور ناصر بن علي بن سالم الندابي الخبير التربوي بوزارة التربية والتعليم دراسته التي أبرزت الجانب الحضاري الذي قام به المهالبة في بلاد المغرب حين قدموا إليها ولاة من قبل الدولة العباسية، مركزين على الآثار الاجتماعية والاقتصادية التي تركوها في تلك البلاد. حيث أبرزت الدراسة الدور الريادي الذي قاموا به من أجل توطيد بلاد المغرب، وإبقائها جزءاً، لا يتجزأ من جسم الدولة العباسية. ستجمع الدراسة بين المنهج الاستقرائي والتحليلي والمقارن.
مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية : "التاريخ " ليس إرثًا لأحد لكن "الشخصيات" يجب أن تعود لأوطانها ولانتمائها
قال معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية إن ندوة المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني العلمية تهدف إلى الحفاظ على التاريخ العماني الخالد . وأكد معاليه في تصريح له عقب حفل الافتتاح على أن "الندوة تقام لوقف الاعتداء على أسلافنا وعلى تاريخ رجال عظام خدموا البلاد والعباد في كل مكان تواجدوا فيه " وأن التاريخ " ليس إرثًا لأحد لكن الشخصيات يجب أن تعود لأوطانها ولانتمائها ". وأعرب معاليه أن تكون مثل هذه الندوات سبيلًا لمد جسور التواصل مع الآخر ليكون جزءًا من هذه الأرض الطيبة التي تحوي الكثير، لكنهم تركوا عمانيتهم وتاهوا في الأرض أربعين عامًا ، فإن عادوا مرة أخرى ليكونوا عمانيين فعلى الرحب والسعة ، لكن لا بد أن تسمى الأشياء بمسمياتها وأن يُعطى الحق لأصحابه ". ورأى معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية في تصريحه أن " الاعتداء على الأموات ليس من شيم الكرام ، ونحن اليوم هنا لنصرة هذا الحق والتاريخ الممتد من مالك بن فهم وإلى ما قبل الملكة شمساء وصولًا إلى حكم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي فجر النهضة المباركة التي عمت البلاد والعباد " سائلًا معاليه الله سبحانه وتعالى أن يمد جلالته ـ أعزه الله ـ بالصحة والعافية والعمر " وأن يكون لنا ذخرًا ولعباده نبراسًا يقتدون به ويحملون على يده الخير والأمن والسلام للجميع ".