[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/ahmedsabry.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]احمد صبري[/author]
”.. ربما نحتاج لعدة مقالات لذكر أسماء كبيرة في فضاء الصحافة العراقية على مدى العقود الماضية، على الرغم من أنّ المشهد الإعلامي بعد الاحتلال تغير بفعل فوضى صدور عشرات الصحف والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي. ومن المناسب ونحن نستذكر رواد الصحافة العراقية أن نتوقف عند أحد أبرز روادها كان لها حضور وما زال برغم تجاوزه الثمانين من عمره....”

منذ صدور أول صحيفة في العراق في زمن الوالي العثماني مدحت باشا عام 1869 وهي الزوراء وإلى يومنا هذا، شهدت مسيرة العمل الصحفي تصدر مجموعة مرموقة من الصحفيين لدورهم المتميز في إغناء وتطوير الصحافة الورقية رغم قلة الإمكانات الفنية، إلا أنهم واصلوا المشوار.
وربما نحتاج لعدة مقالات لذكر أسماء كبيرة في فضاء الصحافة العراقية على مدى العقود الماضية، على الرغم من أنّ المشهد الإعلامي بعد الاحتلال تغير بفعل فوضى صدور عشرات الصحف والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.
ومن المناسب ونحن نستذكر رواد الصحافة العراقية أن نتوقف عند أحد أبرز روادها كان لها حضور وما زال برغم تجاوزه الثمانين من عمره، وهو الرائد سجاد الغازي عميد الصحافة العراقية.
لقد عرفته عن قرب، ووجدته إنسانا نبيلا مخلصا يسعى للخير ويحرص على احترام تقاليد ومبادئ العمل الصحفي، التقيت به أول مرة قبل أربعة عقود عند افتتاح اجتماعات النادي الدولي للصحفيين الزراعيين الذي عقد في فندق المدائن جنوب بغداد، ومنذ ذلك التاريخ وعلاقتي بأبي عماد تتعمق وتتطور، لا سيما وأننا ورثنا منه تقاليد مهنية في مسار عمل نقابة الصحفيين العراقيين واتحاد الصحفيين العرب.
ففي نقابة الصحفيين كان للغازي الدور المؤسسي لهذه النقابة العتيدة الذي وضع مع زملائه أسس انطلاقها لتكون علامة مشرقة في مسيرة العمل النقابي العربي.
وبفضل هذا الإحساس والوعي بأهمية أن يلعب اتحاد الصحفيين العرب الدور المطلوب لتعزيز وحدة الصحفيين العرب دفاعا عن قضايا العروبة والحريات الصحفية من المصادرة والانتهاك، تعزز دور النقابة والاتحاد معا.
وبصمة الغازي في مسار العمل النقابي كانت واضحة، وساعدتنا نحن الذين استلمنا الراية من بعده في مهمتنا، فسرنا على وفق نهجه وطريقته بالعمل النقابي.
ورغم أن الغازي ابتعد قليلا عن نقابة الصحفيين العراقيين، إلا أنه كان يدرك أن النقابة العراقية هي عمود الجسم الصحفي العربي وأمل الصحفيين العرب في رؤية اتحادهم مؤثرا وقويا ومدافعا عن حقوقهم المشروعة طيلة تكليفه بمهام الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب بعد استشهاد أمينه السابق حنا مقبل.
والغازي كان يحرص على استمرار العلاقة بين الاتحاد والنقابة لأنه كان يدرك أن وجود اتحاد الصحفيين العرب في بغداد يعطي للنقابة ثقلا ودورا وأهمية ومكانة للنقابة العراقية لترعى الاتحاد ومنظماته وهيئاته المتخصصة.
وشهدت الفترة التي احتضنت فيه بغداد اتحاد الصحفيين العرب بعد انتقاله من القاهرة إلى بغداد، صدور عشرات الكتب والدوريات والنشرات التي وثقت مسيرة الاتحاد، فضلا عن تنظيم عشرات الدورات والفعاليات العربية والدولية في بغداد وخارجها.
وعندما نتحدث عن دور الرائد سجاد الغازي في مسيرة اتحاد الصحفيين العرب فإننا نتوقف عند دور رئيسه المرحوم سعد قاسم حمودي وآخرين كان لهم الدور في دعم ورعاية اتحاد الصحفيين العرب في بغداد.
وخلال المرحلة الأولى لمعرفتي بالرائد سجاد الغازي، كانت تلفت انتباهي حقيبته التي كان يتأبطها في أي اجتماع أو فعالية وكانت رفيقته في حله وترحاله.
وحقيبة الغازي كانت مليئة بمسودات القوانين والتشريعات التي تضمن حقوق الصحفيين وتعزز من دورهم، فضلا عن عشرات البحوث ومشاريع البيانات المتعلقة بأنشطة النقابة واتحاد الصحفيين العرب.
وعندما أتحدث عن الرائد سجاد الغازي فالسعادة تغمرني بنيله قلادة الإبداع من قبل مؤسسة الزمان للصحافة والنشر باعتباره قامة عراقية كبيرة وازدادت سعادتي عندما اطلعت على شهادات مجموعة من الصحفيين الشباب أو ممن عاصروا الغازي في رحلته الصحفية، ووجدت فيها عرفانا ووفاء لرائد قدم لجيل الصحفيين ومسيرة العمل النقابي الكثير الكثير.