أصداف: “منجز” أميركي في العراق
لقد جاء الرد العراقي على الغزو الأميركي بسرعة البرق، إذ شرعت المقاومة العراقية في هجماتها المميتة على القوات الأميركية والبريطانية منذ الساعات الأولى من تاريخ الاحتلال الأميركي للعراق الذي نوثق له في اليوم العاشر من شهر أبريل ـ نيسان في العام 2003، وتمكن المقاومون من قتل اثنين من العسكريين الأميركيين في ذلك اليوم، وذلك استنادا إلى بيان وزارة الدفاع الأميركية، فقد سقط مع القتلى الاثنين ثلاثة عشر جريحا في العاصمة العراقية، ورغم أن المؤشرات برزت مبكرا على وجود مقاومة شرسة إلا أن الغرور الأميركي كان أجوف والعقول في البيت الأبيض في غاية العجرفة والطاووسيية، وقبل أن ينجز “المهمة” بوش وفريقه داخل نفوس مرفرفة في فراغ وطيش سقط الكثير من القتلى الأميركيين، وعندما أصبح خطاب بوش جاهزا في نهاية يوم الثلاثين من نيسان ـ ابريل 2003، كان عدد القتلى من القوات الأميركية قد وصل حسب بيانات الجيش الأميركي إلى اثنين وعشرين قتيلا وأعداد كبيرة من الجرحى، ونحن نتحدث هنا عن أول عشرين يوما من الاحتلال وخسائر الأميركيين الفادحة والمبكرة، وهذه الأرقام ليست بخافية على الجالسين في البيت الأبيض، لأن قواتهم اعترفت بها ونشرتها، وعندما نستشهد بها إنما نعتمد مصادر أميركية فقط، في حين لدينا قصص ووقائع نقلا عن مصادر وشهود عيان في بغداد، تؤكد أن العديد من الهجمات والقتلى قد حصلت في تلك الفترة، ولم تذكرها البيانات الأميركية، كما حصل على نطاق واسع جدا في الأشهر والسنوات اللاحقة من عمر الاحتلال وفي صفحات المقاومة في العراق.