جعل الله تعالى للمسلمين عيدين :الأول عيد الفطر والثاني عيد الأضحى , ومن ينظر بعين التفكر يجد أن من حكمة الله تعالى أن جعل كل عيد من العيدين يأتي بعد أداء فريضة من فرائض الإسلام الحنيف, فعيد الفطر المبارك جعله الله تعالى للمسلمين بعد أداء فرض الصيام وهو الركن الرابع من أركان الإسلام فبعد أن صام المسلم شهر رمضان المبارك ووفقه الله تعالى لقيام ليله في الطاعة والعبادة , وكذلك عاش مع القرآن الكريم , طوال الشهر العظيم , فكان لابد له من المكافأة على كل هذا التعب والجهد الكبير وكان لابد له من الفرح هو وإخوانه وذريته وكل المسلمين , فتفضّل الله تعالى عليهم بأن جعل لهم عيد الفطر السعيد وفي هذا العيد , عيد الفطر يبدأه المسلم من طلوع الفجر , بالتوجه إلى صلاة العيد مع إخوانه , ويكون شعار المؤمن هو التكبير والتهليل فرحاً بتوفيق الله له فيقول مهللاً .
( الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر , الله أكبر ولله الحمد ).
من حقك أيها المسلم أن تفرح في يوم العيد لكن وصيتنا لك في هذا المجال أن تتوددّ إلى أبيك وأمك , إذا كانوا أحياءً فبرهما وصلهما وإن كانا قد لقيا ربّاً كريماً فلا تنسهما من دعائك الصالح ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) وكذلك في العيد لا مانع أن تُوسّع على عيالك , ولكن بدون إسراف , فإن الله تعالى لا يُحب المسرفين إذا نحن فعلنا كل ذلك إذاً فأعيادنا طاعة لله رب العالمين .

والعيد الثاني للمسلمين هو : عيد الأضحى والمعلوم أنه يأتي بعد أداء المسلمين الذين كتب الله تعالى لهم أداء فريضة الحج ,فيفرح المسلمون , بتوفيق الله لهم ومن لم يكتب له الله تعالى نصيب في الذهاب للحج , فهو يشارك إخوانه الحجاج فرحتهم , وكذلك يستن بسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم , فيصوم يوم عرفة تقربا وتأسّيا برسول الله صلى الله عليه وسلم , فهذه طبيعة المسلم أن يجعل كل أعماله وكل أعياده طاعة وتقربا إلى الله تعالى , وكذلك يوم عيد الأضحى يُسميه المسلم يوم النحر , حيث يتقرب الجميع فيه بذبح الأضاحي لكي يعلن حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ويتقرب إلى الله تعالى بذبح هذه الأضاحي امتثالا لأمر الله عملاً بقول الله تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر, إن شانئك هو الأبتر ) وهناك آدابُ للعيد ينبغي على المسلم التمسك بها منها :
الغسل والتطيب. و الأكل قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر و التكبير و الخروج إلى الصلاة من طريق والعودة من طريق آخر لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ,و التهنئة بالعيد بأن يقول المسلم لأخيه : تقبل الله منا ومنك لما روي أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا التقى بعضهم ببعض في العيد قالوا : ( تقبل الله منا ومنكم ) والتوسعة على الاهل من غير سرف والشرب واللهو المباح , والحمد لله رب العالمين.

محمد عجيب