في الوقت الذي يواصل فيه الجيش العربي السوري دحر الإرهاب في الحجر الأسود ومخيم اليرموك وريف حمص من أجل إنجاز عملية تنظيف شاملة لمحيط العاصمة دمشق، تتابع الأطراف الأصيلة في مخطط استهداف سوريا هذه الإنجازات، وقد امتلأت مزيدًا من الحقد والكراهية والعداء للدولة السورية شعبها وجيشها وقيادتها نتيجة السقوط الذريع للرهانات الخاسرة التي بنت عليها الأطراف الأصيلة في تدمير الدولة السورية، والمتمثلة تلك الرهانات في الأدوات والوكلاء، وبالتالي سقوط المخطط بأكمله، والذي يعني أن له ارتدادات تمثل الحصاد المر لهذه الحماقة غير المحسوبة بمحاولة تكرار سيناريو العراق وليبيا ضد سوريا.
لذلك كان لا بد من أن تدخل الأطراف الأصيلة ـ واضعة مخطط استهداف سوريا ـ بصورة مباشرة لمنع السقوط والانهيارات في صفوف الأدوات من التنظيمات الإرهابية، والعمل على تقديم مزيد من الدعم المباشر على أرض الميدان عبر عناوين كاذبة وفبركات وتدليسات واتهامات باطلة، كمسرحية استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وذريعة منع إيران من إقامة قواعد عسكرية تستهدف كيان الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لتغطية هذا التدخل المباشر العدواني الداعم للإرهاب.
العدوان الإرهابي الذي شنه كيان الاحتلال الإسرائيلي على مواقع سورية عسكرية ومدنية ليلة الخميس لا يخرج عن سياق دعم التنظيمات الإرهابية التي يمضي التخلص من رجسها وعفنها في المناطق السورية المدنسة بها، ومحاولة رفع معنوياتها المنهارة، الأمر الذي يثبت أن كيان الاحتلال الإسرائيلي هو منبع الإرهاب والشرور والمؤامرات، وأنه كيان غير قابل للبقاء في أجواء السلام والاستقرار في المنطقة؛ لأنه في ظل ذلك ينكمش وينهار من تلقاء نفسه.
على الجانب الآخر، أثبت التصدي السوري الرائع الذي قام به أبطال الجيش العربي السوري، وهو الثاني بعد التصدي للعدوان الثلاثي (الأميركي، البريطاني، الفرنسي) أن هناك معادلات جديدة ومتغيرات ميدانية فرضها الصمود الأسطوري لسوريا وشعبها وجيشها وقيادتها، فقد تمكنت الدولة السورية طوال سنوات التآمر منذ عام 2011 وحتى اليوم من تفكيك حلقات التآمر عليها، وبدعم من حلفائها المخلصين، وبناء معادلات ردع في وجه أعدائها، ولعل إسقاط نصف الصواريخ الإسرائيلية البالغة عددها ـ وحسب وزارة الدفاع الروسية ـ ستين صاروخًا، وحرف غيرها عن أهدافها، فيه دلالات ويحمل رسائل للأطراف الأصيلة بأن سوريا وشعبها وجيشها وقيادتها لن تكون لقمة سائغة في فم أعدائها، وإنما هي قادرة على الذود عن نفسها، ولجم الأعداء، وإلحاق الهزيمة بالأدوات والوكلاء، وقادرة بالتعاون مع حلفائها على تجريع كيان الاحتلال الإسرائيلي سم مؤامراته وإرهابه، لذا على هذا الكيان الإرهابي الغاصب أن يرفع يد إرهابه وتآمره عن سوريا وشعبها وجيشها وقيادتها، فموازين المواجهة القادمة لن تكون سهلة على أعداء سوريا، وباعتراف القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين أن جيشهم الذي ظلوا يصفونه بأنه "الجيش الذي لا يقهر" غير قادر على خوض حروب استنزاف طويلة.. إنها معادلات الردع الجديدة التي فرضتها سوريا ومعها أطراف المقاومة.