فيما شهدت هبطة المضيرب بالقابل انخفاضا ملحوظا في الإقبال
بهلاء ـ من مؤمن بن قلم الهنائي:
القابل ـ من علي بن عبدالله الحارثي:
العيد لغة السرور والابتهاج يأتي حاملا معه كل تفاصيل وألوان الفرح وقبيل حلوله يكون الجميع على أهبة الاستعداد لاستقباله والتحضير لطقوسه الجميلة، وعيد الفطر السعيد الذي سينشر عبق أفراحه علينا خلال الأيام القادمة يأتي بعد شهر العباده والرحمة والغفران فجماليته عديدة، فالعيد يكون منتظرا من الجميع وطوال أيام الشهر إذ يكون الأهالي في طور الاستعداد للعيد الذي يحتاج الى مقتنيات وتحضيرات دأبت عليها العادة، فالأضاحي او الذبائح وتجهيز التنور ومستلزماته من أخشاب ومشاكيك وتبزيرات تقليدية وفي الجانب الآخر يستعد الأطفال والنساء والرجال أيضا بتجهيز هندامهم من خلال تفصيل الملابس واقتناء الخناجر العمانية والعصي والعطور وأدوات الزينة وغيرها من الكماليات المرغوبة والتي تسجل حضورها في أيام العيد وفي ولاية بهلاء وقراها ومناطقها الحضرية والبدوية يكون اشتغال الناس بالعيد وسط اجواء فرائحية جميلة.
(الوطن) رصدت حركة البيع والشراء في الولاية التي تعيش حراكا متواصلا ليلا ونهارا وتشهد أروقة أسواقها وشوارعها ازدحاما يتجلى بمشهدية العيد وفرحة استقباله، ولعل القاسم المشترك في التحضر للعيد ينصب في شراء الذبائح واقتناء المواد الغذائية والمكسرات وحجز الحلوى العمانية والتزود بالبهارات والمواد التي يحتاجها التنور والمشاكيك ومائدة العيد بشكل خاص. من جانبها أكملت محلات خياطة الملابس جاهزيتها لاستقبال العيد من حيث تجهيز كافة الملابس التي يحتاجها الأطفال وجميع شرائح وفئات المجتمع، حيث أن تتواجد العديد من المحلات في الولاية كمحلات الملابس الجاهزة ومحلات بين الكميم والمصار، كما نجد في الجانب الآخر محلات تفصيل الملابس سواء الرجالية او النسائية والتي تشهد إقبالا كبيرا حيث يرغب الجميع في تفصيل الملابس العمانية والتي يتميز بها الجميع في هذه المناسبة وخاصة الأطفال في اختيارهم للأقمشة بألوانها الزاهية، كما لا تنسى النساء تفصيل الملابس العمانية والتي تتميز بالجمال والدقة من خلال التطريز الاستثنائي الذي يعتمدنه في أيام العيد والمشابه للتفصيل في المناسبات الأخرى كالأعراس وأغلب الأسر قد انتهت من هذه الاستعدادات. كما يشهد سوق الولاية وخصوصا محلات بيع الكميم والمصار التي بدوها تشهد إقبالا كبيرا في العيد من فئة الشباب حيث نجد ان المحال التجارية تعرض العديد من الاصناف والأشكال التي لا تعرضها إلا قبل العيد خاصة الأنواع الجيدة والإقبال عليها كبيرا، ويشهد شراء العطور والبخور من الأهالي إقبالا كبيرا في محلات الولاية التي تكتظ بالذواقين في شرائها وفي ولاية بهلاء طقوس العيد لها ميزة خاصة فهي تبدأ قبيل حلوله باستقبال الهلال والصعود للجبل لترقبه بعدها يبدأ الأهالي في تقديم التهاني والتبريكات لبعضهم البعض، كما أن أداء الزكاة وتعهد الفقراء من العادات الحميدة للعيد وفي اليوم الأول للعيد تبدأ الطقوس بصلاة العيد وزيارة الأهل والأصدقاء، بعدها يشرع الأهالي بالذبح وذلك في اليوم الأول، يتبعه إعداد وجبة المشاكيك والتقلية في اليوم الثاني، وتستمر الطقوس في اليوم الثالث بأكل وجبة الشواء.
كما أن العيود في الولاية متواصل وبشكل يومي وذلك من خلال زيارة الأطفال والعائلات للملتقيات التي تقيمها الفرق الأهلية والمؤسسات في الولاية التي تشمل العيود والمسابقات الترفيهية للأطفال.
من جانب آخر سجلت الحركة الشرائية بسوق بهلاء نشاطا ملحوظا في هبطة السابع والعشرين من شهر رمضان ومع اقتراب أيام عيد الفطر السعيد حيث تعد هبطة سوق سابع من أقوى هبطات العيد بالسوق ويرتاد المواطنون السوق في هذا اليوم لشراء احتياجات العيد واختيار الأضاحي المناسبة بما يتوافق مع القدرة الشرائية واحتياجات الأسرة من الأضاحي المحلية والمستوردة.
وشهدت هبطة سوق بهلاء عرضا وفيرا من الماشية من الماعز والأغنام المحلية والمستوردة، وقد وصل أعلى سعر للغنم 240 ريالا للرأس الواحد، كما شهدت عرصة بيع الأبقار معروضا وفيرا من الأبقار المحلية والمستوردة، وسجل أعلى سعر للبقر 650 ريالا.
كما شهدت هبطة عيد الفطر بالمضيرب بولاية القابل لهذا العام انخفاضا ملحوظا في نسبة الإقبال سواء كان ذلك من الباعة أو المشترين مما يثير علامات استفهام بارزة ويتطلب وقفة جادة من أهالي الولاية للوقوف حول الأسباب التي أدت إلى هذا الإقبال الضعيف في الوقت الذي كانت توصف فيه هبطة المضيرب بأنها من أنشط الهبطات على مستوى محافظات الشرقية شمالا وجنوبا لكونها تقام على أحد أهم الأسواق التاريخية في السلطنة وهو سوق المضيرب القديم، حيث يتم ارتياده قديما من مختلف ولايات محافظة الشرقية وتنشط فيه التجارة على اختلاف أنواعها ومما يزيد من نشاط الهبطة كونها آخر هبطة تقام قبل حلول عيد الفطر المبارك مما يجعلها وجهة وفرصة سانحة لأغلب المشترين لشراء واستكمال ما ينقصهم من احتياجات استعدادا لعيد الفطر السعيد، علاوة على ما تتميز به ولاية القابل على وجه العموم من تاريخ حافل ومقومات حضارية وثقافية أهلتها لأن تكون ذات بيئة جاذبة للنشاط التجاري على مر التاريخ، ولكن ما يبدو عليه حال الهبطة خلال هذا العام والأعوام الأخيرة من تناقص في نشاط الهبطة وانحسار مرتاديها يستدعي القلق، حيث تعتبر الهبطة من الموروثات العمانية التي توارثتها الأجيال عبر التاريخ وينبغي الحفاظ على هذا الإرث التاريخي وهنا يقع دور الآباء في المقام الأول لتشجيع أبنائهم وتبصيرهم بأهميته وضرورة الحفاظ عليه، ومن ثم يأتي دور جهات الاختصاص للوقوف على الأسباب.
ومن ناحية أخرى فقد شهدت الهبطة ارتفاعا في أسعار اللحوم التي اقتصرت على الأغنام فقط وتراوحت قيمتها بين (170ـ250) ريالا عمانيا للرؤوس الكبيرة، فيما تراوحت الصغيرة والمتوسطة في أسعارها بين (50ـ140) ريالا، وأقبل مرتادي الهبطة على شراء مستلزماتهم استعدادا لعيد الفطر بشراء المستلزمات مثل الثوم والزبيب والبهارات المختلفة، بالإضافة إلى شراء الحلوى العمانية، فيما أقبل الأطفال على شراء الألعاب والهدايا.