[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
عام 1996قمت بتنفيذ مشروع إسلامي وثائقي كبير لإحدى المحطات العربية تحت عنوان " شمس الإسلام " مؤلف من أكثر من تسعين حلقة، واعتبر ذلك بمثابة الجزء الأول، كونه يبدأ منذ الدعوة وينتهي في تركيا، مرورا بحضارة الأندلس، ومن ثم المغرب العربي ومصر وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن ...
في رحلاتي لتنفيذ المشروع وكنت على رأسه في كل تفاصيله الصغيرة والكبيرة، تعرفت على هذا العالم الإسلامي أو على الجزء اليسير منه فهالني مارأيت من تاريخ وعمارة وفن هندسي وقلاع وحصون ومساجد وجوامع ومدارس إسلامية وغيرها .. وكلها تنم عن حضارة قيمة وواقع إنساني هو من فعلها ونفذها وسهر عليها وقدم فيها خبراته التي عرفها وتلك التي استقاها من فنون الغير، خصوصا وأن الدين الاسلامي منفتح على بقية الأديان والحضارات.
في هذا الجزء من الأمكنة التي دارت فيها الكاميرا نهارا وبعض الليل، زاد حرصي على معرفة المزيد من تاريخ الاسلام الذي انشأ حضارة كبرى، باعتراف الغربيين انفسهم، انها قد تكون قررت مصير التقدم في الغرب.
مايجعلني اذهب الى المقدمة هذه، التجمع الاسلامي الذي حصل في اسطنبول قبل ثلاثة أيام، لكن بكل اسف لم ينتبه اليه احد، ولا اعتقد ان إسرائيل ارتعدت وهي تتطلع اليه، بقدر ماترتجف أحيانا وهي تنظر اصبع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وهو يوجه كلامه إلى المجتمع الإسرائيلي بحدة وتحدي.
كل تلك الدول، بما تملكه من عدد سكاني كبير، ومن خامات مؤثرة في مايحتاجه الغرب كي يستمر ويزدهر، ومن علم وفن وثقافة وجيوش وسلاح متطور، ومن قوى بشرية مبدعة يعود الفضل في بعضها إلى تقدم الغرب .. إلا أنها بكل هذه المميزات التي تنفرد فيها، لاتشكل قوة، ولا رقما، ولا تحديا أو تخويفا لاحد، ولا من يصدق عنتريات قادتها إن حصلت، وبالتالي فان كل البيانات التي تصدر عنها لايسمعها احد، وان سمعها فلا تطرب آذانه.
من المؤسف ان هذا التجمع الإسلامي الكبير، تظل روحه غير إسلامية، بمعنى ان هواه المؤثر فيه غربي .. تماما كحالة دول عدم الانحياز، التي نشأت لدور تاريخي، كما صممه من أسسها، نهرو وتيتو وعبد الناصر بان يكون قوة لها حضور وفعل بين دولتين عظميين، الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية لكن غير تابعة لهما.
هذا العالم الإسلامي على اتساعه الجغرافي ، وتعداده السكاني ، وإمكانياته حيث بعضها من اسس مايحتاجه العالم وخصوصا في مجال النفط والغاز والخامات الأرضية والمواهب البشرية التي يتم حصارها من اجل عقلها ، صار رقما بلا قوة ، وحضورا بلا تأثير، وعلامة من علامات زمننا لكنه غير مؤهل لتغيير الواقع العالمي وكذلك الوقائع التي يفرضها .. وهنا نسأل عما اذا كان استطاع الضغط على اسرائيل لتغيير سياستها اتجاه عزة أو غيرها، ومن ثم على الولايات المتحدة الاميركية باعادة إغلاق سفارتها في القدس او تغيير سياستها اتجاه الشعب الفلسطيني ..
لن يتحقق لهذا التجمع مايصبو اليه، إلا اذا عاد سيفا كما كان في ماضي الأزمان الاسلامية، يوم كان يحسب الف حساب للهيبة الإسلامية، وللتأثير الإسلامي الذي شع من الأندلس وغيرها ونفخ في بوق يقظة العالم.
عندما يعود التجمع الإسلامي سيفا، يمكن القول أن الدنيا ستتبدل وسيرتمي العالم على أقدامه.