طائرات إطفاء إيطالية لإخماد حريق في مستودعي محروقات
طرابلس ـ وكالات: اعلن المجلس المحلي لمدينة طرابلس الليبية التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين الاطراف المتنازعة لمدة 24 ساعة واوضح المجلس في بيان نشره على موقعه الالكتروني ونقلته وكالة الانباء الليبية (وال) امس الثلاثاء ان الاتفاق تم التوصل اليه بعد جهود من التواصل ، والاتصالات ، والمفاوضات وذلك لافساح المجال لاطفاء الحريق الذي اندلع في خزانات النفط بطريق المطار بطرابلس. تحطمت طائرة عسكرية ليبية مشاركة في العمليات العسكرية الى جانب قوات اللواء المنشق خليفة حفتر امس الثلاثاء في بنغازي شرق ليبيا التي تشهد مواجهات عنيفة كما قال شاهد ومصدر عسكري. وتمكن الطيار من القفز بالمظلة وهو "سالم" كما قال العميد الركن صقر الجروشي لوكالة فرانس برس "قائد العمليات الجوية" لدى القوات الموالية للواء المنشق خليفة حفتر. وقال الجروشي "لا نعلم بعد ما اذا كان عطلا فنيا او اذا كانت الطائرة اصيبت برصاصة طائشة". وبحسب شاهد فان الطائرة كانت تشن ضربات على مواقع مجموعات اسلامية قبل تحطمها. وقال انه شاهد الطيار يقفز بالمظلة قبل سقوط الطائرة. وتدور معارك في بنغازي منذ نهاية الاسبوع بين مجموعات اسلامية والجيش وكذلك قوات اللواء حفتر. وشنت كتائب مسلحة من الثوار السابقين هجوما على مقر قيادة القوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني جنوب وسط مدينة بنغازي. وكتائب الثوار السابقين في مدينة بنغازي أعلنت في 20 يونيو الماضي عن تأسيس "مجلس شورى ثوار بنغازي". وجاء في بيان تأسيسه أن "ثوار المدينة أسسوا مجلسهم هذا بعد أن تخلى من أوكلت إليهم مسؤولية حماية المدينة وحفظ أمن أهلها، وبعد أن أعلنت الحرب القذرة على ثوارها وأبنائها الشرفاء لإسقاط مشروعهم وخيانة دماء الشهداء تقبلهم الله".
وكان "مجلس شورى ثوار بنغازي" أعلن الخميس الماضي اقتحامه عددا من معسكرات الجيش الليبي وسيطرته عليها وهي مقر اللواء 319 مشاة، ومقر الكتيبة 36 الصاعقة، ومعسكر الدفاع الجوي، إضافة إلى إعلانه السيطرة على مقر الكتيبة 21 التابعة للصاعقة وجميعها في محيط منطقة بوعطني حيث تدور الاشتباكات. واعلنت الحكومة الليبية امس الثلاثاء انها تنتظر وصول سبع طائرات اطفاء ارسلتها ايطاليا الى طرابلس للمساعدة على اخماد النيران التي تشتعل منذ الاحد في مستودعي محروقات اصابتهما قذائف. واوضحت الحكومة ان نظيرتها الايطالية ومجموعة ايني للمحروقات سترسلان سبع طائرات وكذلك فرقا تقنية لمساعدة رجال الاطفاء الليبيين الذين لم يتمكنوا من اخماد الحريق بسبب المعارك الدائرة بين مليشيات متناحرة. وما زال خزانا وقود اصيبا بقذائف اثناء معارك على طريق مطار طرابلس، يحترقان الثلاثاء. ويحتوي المستودع على اكثر من تسعين مليون لتر من الوقود وخزان غاز. وهو يقع على طريق المطار حيث اسفرت معارك عن سقوط مئة قتيل و400 جريح على الاقل منذ 13 يوليو. وحذرت السلطات الليبية من "كارثة" في العاصمة طرابلس اذا لم يتم اخماد النيران. ونشب حريق اول في انفجار قذيفة في مستودع يحتوي على ستة ملايين لتر من الوقود، وحريق ثان في مستودع مشتقات نفط في اليوم التالي.
ويحاول رجال الاطفاء عبثا اخماد النيران بوسائل محدودة لكن المعارك التي تجري قرب المكان اجربتهم على مغادرة المكان واعلنت السلطات الاثنين ان الحريق اصبح خارج عن السيطرة. وطلبت الحكومة الليبية مساعدة عدة بلدان اعربت عن استعدادها لارسال طائرات اطفاء لكن العديد منها اشترط اولا وقف المعارك بين المليشيات وفق ما اعلنت طرابلس. وفي بيانها، دعت الحكومة مجددا الى "وقف اطلاق النار للسماح للفرق التقنية وطائرات الاطفاء اخماد الحريق في اقرب وقت ممكن". وبعد ان كانت على اشدها مساء الاثنين توقفت المعارك الثلاثاء ولم تسمع اي طلقة او انفجار حتى ظهر امس الثلاثاء. وأغلقت هولندا امس الثلاثاء سفارتها في ليبيا. وذكرت وزارة الخارجية الهولندية أنها طلبت من موظفي السفارة الخمسة العودة الى البلاد مشيرة إلى أنهم سيعودون بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك. وكانت هولندا طالبت رعاياهاالمقيمين في ليبيا والذين يبلغ عددهم نحو 70 شخصا بمغادرة ليبيا بسبب استمرار المعارك بين الميلشيات المتناحرة. قررت البرتغال اغلاق سفارتها موقتا في ليبيا واجلت رعاياها بسبب الوضع الامني المتدهور في البلاد كما اعلنت وزارة الخارجية البرتغالية امس الثلاثاء في بيان. وقالت الوزارة "ازاء تفاقم الوضع الامني في ليبيا، قررت الوزارة اغلاق البعثة الدبلوماسية البرتغالية موقتا في طرابلس كما فعلت عدة دول اخرى". وكانت البرتغال اجلت في وقت سابق رعاياها "الراغبين في مغادرة ليبيا والذين طلبوا مساعدة السفارة". واضافت الوزارة ان الذين قرروا البقاء انما فعلوا ذلك على مسؤوليتهم الخاصة.
واعلنت فرنسا الثلاثاء انها تستعد لاجلاء رعاياها فيما تدهور الوضع في ليبيا الى حد كبير في الايام الماضية حيث تجري معارك عنيفة بين مجموعات مسلحة متنافسة اوقعت حوالى مئة قتيل وخصوصا في محيط مطار طرابلس. ودعت دول اوروبية اخرى بينها بريطانيا والمانيا وهولندا وايطاليا رعاياها الى مغادرة ليبيا حيث تعرض موكب تابع للسفارة البريطانية الى هجوم الاحد بدون ان يسفر عن اصابات. واجلت الولايات المتحدة التي تقع سفارتها على طريق المطار حيث تجري المعارك، موظفيها الدبلوماسيين السبت برا بدعم جوي. وتستعد فرنسا لاجلاء رعاياها من ليبيا بسبب تدهور الاوضاع في هذا البلد، كما اعلن الثلاثاء مصدر حكومي. وسيتم تحديد طرق تنفيذ عملية الاجلاء التي ستجري بحرا بعد ظهر اليوم بحسب المصدر نفسه. وكانت باريس طلبت الاثنين من رعاياها الموجودين في ليبيا مغادرتها، وعددهم اقل من مئة شخص. كما طلب منهم التواصل باسرع وقت ممكن مع السفارة الفرنسية في طرابلس. ومن المفترض ان تحصل عملية الاجلاء في اسرع وقت على متن سفينة تابعة للبحرية. وطلبت دول اوروبية عدة، من بينها بريطانيا والمانيا وهولندا وايطاليا، من مواطنيها مغادرة ليبيا. واعلنت ايطاليا الاثنين انها سهلت مغادرة مئة من رعاياها ومواطنين دول اخرى عبر طائرة عسكرية ايطالية ثم عبر البر عن طريق تونس. وتازمت الاوضاع في ليبيا اكثر خلال الايام السابقة، وخاصة حول مطار طرابلس حيث تشتد المعارك بين الميليشيات المتنافسة والمستمرة منذ منتصف يوليو، والتي سقط ضحيتها حتى الآن حوالي مئة قتيل.
واجلت الولايات المتحدة السبت كل الموظفين من سفارتها في ليبيا برا الى تونس بمساعدة الجيش الاميركي. وتواصل تدفق الليبيين بأعداد متزايدة لليوم الثاني على التوالي خلال عطلة العيد باتجاه معبر راس جدير الحدودي مع تونس هربا من الأوضاع الأمنية المتدهورة. وعلاوة على الليبيين يشهد المعبر تدفق عدة جاليات أجنبية وبعثات دبلوماسية غربية وعاملين بشركات أجنبية إضافة إلى التونسيين العاملين بليبيا في ظل تصاعد أعمال العنف والهجمات المسلحة بين المليشيات المتناحرة في العاصمة طرابلس. ويشهد معبر راس جدير ازدحاما شديدا بالسيارات الليبية عبر طوابير ممتدة بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء التونسية. وأوضحت أن المعبر شهد خلال اليوم الأول للعيد أمس الاثنين وحده مرور ما لا يقل عن ستة آلاف مواطن ليبي. ويقطن في تونس أكثر من مليون ونصف المليون ليبي بحسب أرقام أعلنت عنها وزارة الداخلية في وقت سابق، فر الكثير منهم منذ اندلاع الثورة المسلحة ضد نظام العقيد معمر القذافي في 2011. وتخشى تونس التي تخوض حربا داخلية ضد الإرهاب في الجبال والمرتفعات من أن تؤدي الفوضى في البلد الجار إلى تسريب المزيد من الأسلحة وتسلل العناصر الإرهابية إلى أراضيها. وتنذر الأوضاع في ليبيا الغارقة في الفوضى بهجرات جماعية وسط مخاوف من انهيار وشيك لمؤسسات الدولة الهشة. وقال شهود قادمون من ليبيا لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن الآلاف تقطعت بهم السبل في العاصمة طرابلس ولم يستطيعوا المغادرة برا بسبب النقص الحاد في البنزين بمحطات التزود فضلا عن تعطل الرحلات الجوية. وحبس سكان العاصمة طرابلس أنفاسهم أمس الأول الاثنين مع تصاعد مخاطر حصول كارثة بيئية غير محسوبة العواقب بسبب إصابة خزان ضخم للوقود على طريق المطار بصاروخ حيث تدور معارك بين المليشيات المسلحة للسيطرة عليه. وتعاظمت المخاطر مع اندلاع حريق في خزان ثان وإعلان الشركة الوطنية لليبية للنفط خروج الحريق عن السيطرة. وذكرت تقارير إعلامية صباح أمس الثلاثاء أن المجلس المحلي لمدينة طرابلس توصل إلى إقرار هدنة لمدة 24 ساعة في مسعى لإخماد النيران، وعرضت فيما يبدو ايطاليا واليونان المساعدة في إطفاء الحريق عبر الجو.