ـ العادات تختلف من مكان لمكان لكن العيدية والشواء والمشاكيك والعرسية والمقلية وزيارة الأقارب والفنون الشعبية تجمعها
سمائل ـ من يعقوب بن محمد الرواحي : المصنعة ـ خليفة بن عبدالله الفارسي: العوابي ـ من حمود بن حمد الخروصي: عبري - من صلاح بن سعيد العبري :
تتقارب العادات وتتشابه مظاهر العيد في مختلف محافظات وولايات السلطنة مع اختلافات شكلية ولكن تبقى المظاهر الأساسية ثابتة لا تتغير كثيرا مثل العيدية والشواء والمشاكيك والعرسية والمقلية وزيارة الأقارب والفنون الشعبية وللعيد طابع خاص لدى جميع العمانيين فهم يحتفلون بالعيد على طريقتهم الخاصة وبعاداتهم التي توارثها الآباء عن الأجداد ، حيث تبدأ الاستعدادات لاستقبال العيد قبل حلوله بعدة أيام ، وذلك من خلال تجهيز كافة المتطلبات الخاصة به سواء أكان ذلك من حيث شراء الأضاحي والبهارات أومن حيث تجهيز الملابس ، إضافة إلى شراء وتجهيز الحلويات التي يتم تقديمها في أيام العيد ، كما يقوم البعض بتجهيز التنور وتنظيفه من المخلفات وشراء الحطب الذي يوقد به التنور، بالإضافة إلى تجهيز المشاكيك ومستلزمات الشواء المتمثلة في شراء خصفة الشواء المصنوعة من خوص النخيل، فيما تكون إستعدادات النساء من خلال تجهيزهن لملابس العيد لهن ولأطفالهن، بالإضافة إلى تجهيزهن لباقي مستلزمات العيد الأخرى مثل:(التبزيرة) التي يتم إستخدمها لـ (الشواء) وخلط البهارات التي يتم إستخدامها للمقلاي والمشاكيك .
سمائل
وحول مظاهر العيد بولاية سمائل يقول علي بن مبارك اليعربي: للعيد في ولاية سمائل مظاهر كثيرة وعادات وتقاليد ربما أنها لاتختلف كثيرا عن باقي ولايات ومناطق السلطنة الأخرى، حيث ترى الفرحة في نفوس الصغار والكبار وترى الكل مبتهج فرحا في أول أيام العيد.
وأضاف اليعربي: في أول أيام العيد يجتمع الأهالي كبارا وصغارا ومنذ الصباح الباكر في المجلس العام (السبلة)، وذلك لتبادل التهاني بمناسبة العيد السعيد وتناول وجبة الإفطار بشكل جماعي، حيث يقوم الأهالي بإحضار العرسية والهريس والقبولي والتي يتم إعداده منذ الصباح الباكر من منازلهم ويجتمعون عليها في جو أسرى تسوده فرحة العيد والمحبة والتعاون فيما بينهم مضيفا بأن هذه العادة تعد من العادات القديمة والتي لازالت موجودة حتى الآن ويحرص على إحيائها الآباء والأبناء أثناء مناسبات الأعياد.
* العيود وفرحة الأطفال
فيما يقول أحمد بن سالم البوسعيدي: للعيد فرحة وبهجة خاصة لدى الأطفال، حيث ترتسم البسمة والفرحة على وجوههم وهم مبتهجين بالعيد.
وأضاف البوسعيدي: يتجه الأطفال في أول أيام العيد من مختلف قرى الولاية الى مكان العيود أو كما يسميه البعض (المخرج) بعد أن يأخذوا العيدية من أبائهم وأهلهم ليشتروا بها مختلف الألعاب والهدايا والحلويات وغيرها من احتياجاتهم الخاصة التي تناسب أعمارهم ويستمر الأطفال داخل العيود حتى آخر النهار، وفي ثاني وثالث أيام عيد الأضحى يتجه الأطفال مرة أخرى إلى نفس مكان العيود ولكن هذه المرة يكون أثناء فترة المساء وتسمى (العزوة) وتقام على مدى ثلاثة أيام متتالية.
* ذبح الأضاحي
ويضيف أحمد البوسعيدي قائلا: بعد العودة من الصلاة يتجه الجميع إلى منازلهم إستعدادا لذبح الأضاحي ، حيث يجمتمع الأهالي في مكان مخصص لذبح الأضاحي ، وذلك بهدف التعاون والمساعدة فيما بينهم ، بعد ذلك تبدأ النساء بالإعداد لوجبة المقلاي التي تعتبر من الوجبات الأساسية في أول أيام العيد، أما بالنسبة للأشخاص الذين لم يذبحوا في أول أيام العيد فيقومون بتبادل الزيارات بين الجيران وصلة أرحامهم وتقديم المساعدة لهم .
* الشواء والمشاكيك
أما هلال بن سعيد السيابي فيقول: إن من أهم ومظاهر العيد والعادات التي يحرص الجميع على القيام بها أثناء الأعياد هي عمل الشواء ، حيث تعتبر هذه الوجبة من أهم الوجبات التي تتميزبمذاقها وطعمها الخاص وهي من العادات الجميلة التي يتوارثها العمانيون منذ قديم الزمان ، وقد تكون هي من أفضل الأكلات الشعبية التي تقدم خلال الأعياد والمناسبات الدينية الأخرى.
وأضاف هلال السيابي: يستعد الأهالي للشواء قبل العيد بفترة وذلك من خلال تنظيف التنور وإزالة المخلفات التي تبقت من العيد الماضي ، إضافة إلى شراء المستلزمات الخاصة بعمل الشواء مثل للخصفه التي يتم وضع اللحم بداخلها بعد أن يخلط اللحم بـ (التبزيرة) التي تتكون من الخل والبهارات العمانية والثوم والفلفل الأحمر. مضيفا بأن للشواء مذاقا وطعما جميلا ، وخاصة إذا ما أضيفت له أوراق أشجار الموز ، حيث يتم لف اللحم بعد أن يتم وضع التبزيرة عليه بورق الموز الأخضر والبعض يفضل الورق اليابس ويحكم جيدا ومن ثم يتم وضعه في داخل (الخصفه).
وقال: يجتمع الأهالي بعد صلاة العصر في مكان موقع التنور وذلك إستعدادا لرمي الشواء بعد أن يتولى أحد الأشخاص عملية إشعال النار في داخل التنور وتجهيز ورمي الحطب وبعد أن يتم رمي جميع الخصف أو العلب الخاصة بالشواء يتم تغطية التنور بصفيحة معدنية ويهال عليها التراب من كافة الجوانب ويتم التأكد من عدم وجود أية تهوية أوتسرب للدخان ، وثم تترك إلى ما بعد صلاة الظهر من اليوم الثاني ليجتمع الأهالي مرة أخرى إستعدادا لفتح التنور من جديد ليتم استخراج الشواء منه وسابقا كانت هناك بعض الصيحات والأغاني الشعبية التي يرددها الأهالي سواءَ أثناء رمي الشواء أو عند فتحه. أما بالنسبة لوجبة (المشاكيك) فهي الأخرى تعتبر من الوجبات المميزة والمحببة لدى الجميع في أيام العيد فالبعض يفضل إعدادها في مساء أول أيام العيد والبعض الآخر في ثاني أيام العيد ، فيما يقوم البعض بإعدادها في ثالث أيام العيد كل حسب عادته وعادة ما يتم تقطيع اللحم المخصص لها على شكل قطع صغيرة تضاف إليها البهارات الخاصة بها ثم يتم شكها في أعواد تم إعدادها من زور النخيل (المشاكيك) والبعض يفضلها من أشجار الشوع ليتم إعدادها على الفحم وتؤكل المشاكيك كوجبة أساسية مع خبز الرخال بالسمن وعسل النحل العماني والبعض يتناولها مع الرز.
* زيارة الأهل والأقارب
محمود بن محمد الهنائي يقول: إن صلة الأرحام وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء تعتبر من أهم السمات التي تميز العيد ، حيث يعتبرها البعض أنها فرصة طيب لإعادة توثيق عرى العلاقات الاجتماعية وتجديد الترابط الأسري والاجتماعي، لذلك يحرص العمانيون على زيارة الأهل والأصدقاء طوال أيام الاعياد ، ذولك لتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة العيد وتوطيد أواصر المحبة والألفة والعلاقات الأسرية الحميمة فيما بينهم تجمعهم روح المحبة والإخاء، حيث تتم زيارة الأهل داخل السلطنة وخارجها وهذه الزيارات هي عادة اجتماعية ترسخت منذ القدم حيث أوصى بها ديننا الإسلامي الحنيف وأصبحت راسخة في أذهان الجميع.
* الحلوى رمز الضيافة العمانية
وحول أهمية الحلوى العمانية أثناء مناسبات الأعياد فيقول محمود بن محمد الرواحي: تعتبر الحلوى العمانية رمزا لكرم الضيافة العمانية ، نظرا لمكانتها وجودتها وتميزها بين مختلف أنواع الحلويات التي تقدم أثناء المناسبات، حيث لا يخلو أي بيت عماني من وجود الحلوى العمانية وخاصة أثناء مناسبات الأعياد وهي تختلف في صناعتها وجودتها من مصنع لآخر ، حيث يوجد بالولاية عدد من المصانع للحلوى العمانية وجميعها تتنافس على صناعة أجود الأنواع.
وقال: ان هناك العديد من أنواع الحلوى العمانية ومنها الحلوى المزعفرة والحلوى السوداء والبيضاء والحلوى الخاصة والحلوى التي تدخل في صناعتها أنواع التمور العمانية وهناك بعض أنواع الحلوى التي أدخل في صناعتها عسل النخيل وعسل النحل ، بإضافة إلى الحلوى الحمراء والتي يدخل في صناعتها السكر الأحمر العماني بدلاً من السكر الأبيض .
سمائل
تتواصل بمختلف محافظات السلطنة مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك وسط ممارسة العادات والتقاليد ، العمانية الاصيلة ولا تكاد مظاهر العيد تختلف بين ولاية واخرى الا ان لكل ولاية او محافظة طابعها الخاص وعاداتها التقليدية.
وفي محافظة جنوب الباطنة تعيش ولاية المصنعة فرحة عيد الفطر السعيد كسائر ولايات ومحافظات السلطنة وتعد العيدية والشواء والمشاكيك والعرسية والقلية وزيارة الاقارب والفنون الشعبية من اهم مظاهر العيد في ولاية المصنعة.
وتبدأ هذه العادات بعدما افرغ المصلين من صلاة العيد مكبرين ومهللين وشاكرين الله على نعمة الصيام والقيام في شهر رمضان وداعين الله عز وجل أن يتقبل الصيام والقيام وشاكرين الله سبحانه وتعالى على ما وهبهم من صحة الابدان ونعمة الصيام في الشهر الفضيل المبارك.
بعدها تظهر الملامح الاجتماعية للعيد من خلال تبادل الزيارات بين الاهل والاقارب والاصدقاء ويطوف أهلي ولاية المصنعة جميع البيوت في القرية والقرى المجاورة وذلك لتبادل التهاني .
بعدها يقوم رب المنزل بعملية الذبح وذلك استعداداً لتجهيز الوجبة الرئيسية وهي: العرسية والترشة العمانية ، حيث تقوم ربة المنزل بأعدادها استعداداً لاستقبال الضيوف وقد تطهى العرسية قبل صلاة العيد لدى البعض وذلك حسب نظام الزيارات في كل قرية ويجمع أهالي القرية في منزل احدهم لتناول العرسية والبعض الآخر بعد الانتهاء من صلاة العيد، كما يتنقل أهالي القرية من منزل الى اخر وتستمر هذه العادة حتي يحين موعد العشاء ليتجمع الاهالي مرة اخرى في منزل احدهم وغالباً ما تكون الوجبة هي (المكبوس مع لحم).
وفي اليوم الثاني يستعد الأهالي إلى عمل الشواء وهنا تختلف العادة من قرية لأخرى فمنهم من يعد الشواء في أول ايام عيد الفطر ومنهم من ياجل عمل الشواء إلى العيد الاضحى ويكتفي بعمل المشاكيك أو لحم المقلي والمتعارف عليها (بالقلية)، وتنشط في اليوم الثالث الرحلات السياحية فتصد العائلات السيوح وذلك لتغير الجو والابتعاد عن ضجيج المدن ولقضاء اوقات ممتعة برفقة الاهل، كما تختلف الوجبة في هذا اليوم فيحاول أهالي المصنعة الاستمتاع بالسمك المشوي مع الارز أو الخبز وذلك كنوع من التغيير، كما تحتفل بعض القرى بالعيد السعيد في الفترة المسائية باقامة الفنون الشعبية كالرزحة.
* ولاية العوابي
وفي ولاية العوابي تتواصل مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك وفق العادات والتقاليد المتوارثة بالولاية في مثل هذه المناسبات بهدف الحفاظ عليها ففي صباح أول يوم من أيام العيد يقوم الأهالي منذ الصباح الباكر بتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الفطر المبارك ويقومون بتناول وجبة الإفطار التي تكون دائما العرسية ومن ثم توزيع العيدية على الأطفال ليذهبوا إلى ساحة العيود لشراء الألعاب والحلويات في جو ملئ بالفرحة والبهجة والسعادة احتفاء بالعيد السعيد.
ومن مظاهر الاحتفال في أول أيام عيد الفطر المبارك قيام الأهالي بذبح ذبائح العيد من الأغنام والأبقار وتقسيم اللحم إلى التقلية والمشاكيك والشواء .. وغيرها فيما يبدأون في الفترة المسائية بتبادل الزيارات للتهنئة بهذه المناسبة الإسلامية وكذلك إقامة الرزحات والأهازيج الشعبية في عدد من قرى الولاية تعبيرا عن الفرحة بالعيد السعيد.
وتعتبر التقلية الوجبة الرئيسية في أول أيام العيد، فيما ستكون المشاكيك التي تم إعدادها في ثاني أيام العيد هي الوجبة الرئيسية فيه وفي اليوم الثالث من أيام العيد يتم استخراج الشواء من التنور بعد ان تم رميه فيه أول أيام العيد حيث يعتبر الشواء الوجبة الرئيسية لهذا اليوم.
أما في الفترة المسائية لجميع أيام العيد فتتواصل الزيارات بين الأسر والجيران والأصدقاء وكذلك زيارة الأماكن السياحية والتراثية داخل الولاية وخارجها بالإضافة إلى إقامة الرزحات والأهازيج الشعبية في عدد من قرى الولاية تعبيرا عن الفرحة بالعيد السعيد .
* ولاية عبري
وفي ولاية عبري بدأت بجمعية المرأة العمانية بالولاية وبالتعاون مع فريق الظاهرة للمواهب امس فعاليات مهرجان العيد السعيد والذي يستمر يومين إبتهاجاً بعيد الفطر المبارك . وقد أعدت إدارة الجمعية برنامجاً متنوعاً للمناشط والفعاليات الاحتفالية بهذه المناسبة خلال فعاليات المهرجان تشتمل على فقرات متعددة من المسابقات الثقافية والفنية المتنوعة وعروض مسرحية هادفة وفعاليات الرسم على الوجه للأطفال وورش تعليمية هادفة للأطفال والإبداع في الرسم بجانب نقش الحناء ومجموعة من الفعاليات الخاصة بالحرفيين والمنتجات المنزلية والمأكولات الشعبية ومجموعة مختلفة من البرامج والفعاليات التي تهم الأطفال والعائلة . وتم تخصيص هدايا متنوعة للفائزين في مختلف المسابقات.