طرابلس ـ وكالات: قال الهلال الأحمر الليبي ومصادر طبية إنه عثر على ما لا يقل عن 75 جثة معظمها لجنود في مدينة بنغازي في شرق ليبيا بعد يومين من القتال الذي اجتاح خلاله مقاتلون إسلاميون ورجال ميليشيا متحالفون معهم قاعدة للجيش . وعثر الهلال الأحمر الليبي على أكثر من 50 جثة داخل القاعدة التي تخلت عنها القوات الخاصة أمس الاول الثلاثاء. وقال محمد المصراتي من الهلال الأحمر الليبي إنهم يحاولون انتشال الجثث من القاعدة. وقالت مصادر في مستشفيات بالمدينة إنهم تسلموا 25 جثة أخرى. على صعيد اخر قرر البرلمان الليبي الجديد المنبثق عن انتخابات 25 يونيو عقد "جلسة عاجلة" السبت القادم في طبرق شرق ليبيا كما صرح النائب ابو بكر بعيرة الذي سيترأس الجلسة الافتتاحية،. وقال بعيرة انه من المفترض اصلا ان يبدأ البرلمان مهامه في الرابع من اغسطس في بنغازي (شرق)، "لكن نظرا للوضع الخطر في البلاد قررنا عقد جلسة عاجلة في طبرق". وسقطت أهم قاعدة عسكرية في بنغازي شرق ليبيا في أيدي مقاتلين اسلاميين، في وقت تخوض السلطات معارك دامية في العاصمة المهددة بكارثة جراء حريق هائل. وأعلن مصدر في "مجلس شورى ثوار بنغازي"، وهو ائتلاف لجماعات مسلحة اسلامية أن "المجلس استولى على المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة بعد معارك دامت نحو أسبوع وتم الاستيلاء خلالها على عدة معسكرات هامة للجيش". واكد مصدر عسكري ان "المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني الواقع جنوب وسط مدينة بنغازي سقط الثلاثاء في أيدي الثوار السابقين المسلحين والمنتمين لما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي" ومن ضمنهم مجموعة انصار الشريعة التي صنفتها واشنطن بين المنظمات الارهابية. ونشرت مجموعة انصار الشريعة على صفحتها على موقع فيسبوك صورا لـ"غنيمة" حربها ظهرت فيها عشرات قطع السلاح وصناديق الذخائر. وتدور معارك ضارية في بنغازي اوقعت حوالى ستين قتيلا منذ السبت بحسب مصادر طبية في هذه المدينة. ووحدة القوات الخاصة هي واحدة من الالوية القليلة التي يتالف منها الجيش النظامي الليبي وقد اعلنت تاييدها لعملية "الكرامة" التي اطلقها اللواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر في منتصف مايو لمكافحة ما وصفه ب"الإرهاب"، لكن بدون ان تضع نفسها تحت قيادته. واعلن اللواء حفتر في 16 مايو تكوين وحدات عسكرية لمحاربة المجموعات المسلحة في بنغازي. وفيما اتهمه معارضوه بالقيام بانقلاب، انضمت لقوته العسكرية أو اعلنت دعمها لعمليته عدة وحدات من الجيش أبرزها سلاح الجو الليبي ونخبة الجيش في القوات الخاصة والصاعقة ومشاة البحرية وقوات الدفاع الجوي وعدد من وحدات القوات البرية. وطلبت الحكومة الليبية مساعدة عدة بلدان اعربت عن استعدادها لارسال طائرات اطفاء لكن العديد منها مثل فرنسا وايطاليا اشترط اولا وقف المعارك بين الميليشيات وفق ما قالت طرابلس. على صعيد اخر اعلنت وزارة النفط الليبية امس الاربعاء ان عمليات جديدة جارية لاخماد الحريق الذي اندلع مساء الاحد في مستودع ضخم للمحروقات قرب العاصمة. وقال سمير كمال المسؤول الكبير في الوزارة ان "عمليات اخماد الحريق في خزانات الوقود مستمرة كما يجب". واعلنت السلطات الليبية الاثنين ان الحريق "خرج عن السيطرة" معلنة عن وقف محاولات اخماده بسبب اندلاع معارك قريبة. فبعد توقف 24 ساعة يحاول رجال الاطفاء مجددا اخماد الحريق الذي يهدد بتدمير كامل المستودع. واضافت السلطات انه اذا احترق حوالى 90 مليون لتر من الوقود المخزنة فان "خطر وقوع كارثة انسانية وبيئية مع عواقب صعبة جدا قائم". ولمساعدة فرق الاغاثة التي تفتقر الى المياه، طلبت وزارة النفط مساء من المؤسسات التي تملك شاحنات صهاريج بالتجمع قرب خزانات لمد الفرق بالمياه. وتسبب صاروخ بالحريق اطلق في اطار المعارك الدائرة على طريق مطار طرابلس. من جهته أعلن وزير الخارجية التونسي المنجي الحامدي امس ان سلطات بلاده ستلجأ إلى غلق الحدود مع ليبيا في حال تعقدت الأوضاع الأمنية وشكلت مخاطر على أمن بلاده. وأوضح الحامدي ان الأولوية ستكون للمصلحة الوطنية في تقدير المخاطر وأن الحكومة ستقرر غلق الحدود في حال تزايد تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا. ويشترك البلدان في حدود تمتد على نحو 500 كم تضم معبري رأس جدير الرئيسي والذهيبة وازن. وكانت الخارجية التونسية قررت في اجراء أمني منتصف الشهر الجاري تقليص بعثتها الدبلوماسية وخدماتها القنصلية في كل من بنغازي وطرابلس والاقتصار على الخدمات الضرورية. على صعيد اخر أعلنت الحكومة الفرنسية امس الاربعاء أن فرنسا أجلت نحو 50 مواطنا فرنسيا وبريطانيا من ليبيا في أعقاب تدهور حاد في الوضع الامني. وذكر المتحدث باسم الحكومة ستيفان لو فول إنه جرى إجلاء الفرنسيين بواسطة قارب. وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) "غادر أكثر من 40 مواطنا فرنسيا وموظفا محليا يعملون لصالح الحكومة الفرنسية تلك البلاد الليلة الماضية إلى جانب سبعة بريطانيين". وأكدت المصادر أن الاجلاء أمر مؤقت. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية "في ضوء الوضع الامني" جرى إغلاق السفارة الفرنسية في طرابلس بشكل مؤقت". تأتي الخطوة بعد اشتباكات بين الميليشيات الاسلامية في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي شرق ليبيا في الاسابيع الاخيرة.