[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
سيحزن البعض العربي وهو يتطلع الى مقاتلي غزة الابطال كيف يعايشون النفق ثم يصلون الى موقع إسرائيلي يغنمون ويقتلون. اقول لهذا البعض الذي سيظل يضرب كفا بكف كلما قيل عن انتصارات غزة، انه أمس وصل الى قيادة المقاومة في لبنان تقرير من قيادة المقاومة في غزة تشرح فيه ظروفها العامة .. وانا هنا اطمئنكم، انهم قالوا ان المخزون الصاروخي في كامل عافيته ولا نحتاج زيادة، والمؤن بشكل عام متوفرة وبكثرة، وشهداؤنا اقل بكثير مما يعتقد، بل نحن جهزنا انقسنا منذ بداية المعركة الى الصمود شهور وربما سنة دون حاجة من أحد..
يقول التقرير:" اننا حتى طيرنا اكثر من 4500 صاروخ من انواع مختلفة، فيما المقاومة الاسلامية في لبنان اي حزب الله استعمل هذا العدد تقريبا في كل معاركه خلال 33 يوما". ويضيف:" نحن بخير، ولدينا الكثير من المفاجآت التي ستربك العدو"، واعتقد انها ستربك هذا البعض العربي الذي نعزيه بصمود غزة وقتال ابنائها بلا هوادة، وبعدم قدرة إسرائيل على تصفية هذا الجيب الصغير الذي راهنوا على تصفيته خلال ايام قليلة.
من جهتي اود ان اصارح هذا البعض العربي " الحزين " على دماء ابناء غزة كما كتب احد جهابذتهم، اعرف انكم تتابعون المشهد المؤلم في القطاع بفرح غامر كلما تم نقل الاطفال والنساء والشيوخ الى المقابر او المستشفيات .. وانكم تتذرعو ن بالحس الانساني .. غزة التي تحترم كل نقطة دم من ابنائها ستفوت عليكم فرصة الرهان على سقوطها حتى لو كان الشهداء بالالاف. واقول اكثر، ان قادتها الميدانيين الذين يصنعون فجرا لن ترونه سوى سوادا، جاؤوا الى الميدان بعدما انهوا كل تفاصيل المعارك وحسبوا الصغيرة والكبيرة وخلصوا الى النتائج المتوقعة فكانت كما توقعوا. لم يراجعونكم ولن، لأننهم يعرفون كوامن البشر ..
لاشك انكم حزنتم وانتم ترون كيف يشيع الإسرائيلي قتلاه. وللعلم ، قدم العرب خيرة ابنائهم من اجل قضيتهم العادلة فلسطين، كل من سقط كانت وصيته في تمتماته الاخيرة فلسطين .. بل كان لون عينيه في لحظة احتضاره مشتقا من الوان العلم الفلسطيني، ففهمنا ولن تفهموا.
ذات تاريخ سوف يقال الكثير كما نقرأ اليوم عن تواريخ تصيبنا بالدهشة، مع ان بامكانكم تزوير كل مرحلة الا فلسطين، فهي واضحة تماما، من لها معشوق صميمي، ومن لها من تاجر او راكب للموجة. فلسطين كاشفة هويات، كما هي كاشفة مواقع، منها نستدل على حقائق الآخرين، خصوصا وان شعبها لم يبخل ولن من اجلها.
دعونا من كلمات عن احزانكم التي هي معاكسة تماما. كل عربي شاء ام ابى له جنسيتان، واحدة فلسطينية والآخرى انتماءه الى قطره. ثمة من باع الجنسية الاولى، وثمة من تلحف بها. الذين باعوا معروفين تماما، لاغبار عليهم، ويمكنهم تكرار الشكر لإسرائيل مرات كلما اظهرت طريقتها الهمجية، وقد اعتادت عليها فصارت معلما من معالمها لكنها تخيفكم انتم، اما الحقيقيون فليسوا بوارد الخوف، بل هي مدعاة للمزيد من الاستعداد الى اليوم الذي لن تروا فيه ذلك الكيان على خارطة المنطقة، فلا ترتعدوا ان سمعتم هذا الخبر.