[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/ahmedsabry.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]احمد صبري[/author]
على الرغم من أن الثاني من آب 1990م كان حدا بين مرحلتين وما تلاه من أحداث وتطورات، فإننا ما زلنا نعاني من تداعياته رغم جهود المخلصين لتجاوز ما جرى بإرادة تؤسس لبناء الثقة بين العراق والكويت.
وما بين الثاني من آب 1990م والتاسع من نيسان 2003م مرحلة هي من أشد فترات الإثارة في المنطقة عموما التي شهدت ارتدادات الحدثين تحمل العراق معظم نتائجهما الكارثية خصوصا الحصار وتدمير بنيته التحتية واحتلاله فيما بعد، يقابلها ما أصاب الكويت جراء ذلك من خسائر وجراح ما زالت ماثلة للعيان.
إن ما يحيط بالبلدين من مخاطر وتحديات يستدعي منهما خطوات إضافية تعيد أجواء الثقة بينهما وصولا إلى فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي بكل مراراتها.
واعترف العراق بالكويت وترسيم الحدود معها وأقر بمبدأ التعويضات وفرض عليه حصار دام أكثر من عقد وصولا إلى احتلاله عام 2003م، كما دفع فاتورة غزوه للكويت، فتحول بفعل مرحلة ما بعد الثاني من آب بلداً محاصرًا معزولًا عن العالم لا يقوى على مواجهة قرارات مجلس الأمن التي فرضت الحصار عليه 2003م.
وما جرى خلال العقدين الماضيين على العراق والكويت يكفي للعراق لفتح نافذة الأمل بين القطرين الشقيقين لطمأنة إخوتنا بالكويت حتى يخرج العراق من تداعيات الثاني من آب. وباعتقادنا أن التحديات التي تواجه البلدين ومعهما أقطار الأمة العربية تتطلب مواقف إضافية لدعم سلسلة الإجراءات المتخذة على مدى السنوات الماضية لسد ومعالجة تركة الثاني من آب، في محاولة للإقلاع عن سياسة الانشغال بالماضي وتكريسه في الحاضر عبر إعادة استذكار آلام ومآسي ذلك اليوم؛ لأنه سيبقى الجرح مفتوحا ويفشل أي محاولة جادة لبناء الثقة بين الشعبين الشقيقين وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تستند إلى المصالح المشتركة وعرى الأخوة والمصير المشترك.
إن مراعاة اشتراطات مغادرة الماضي تستوجب التحسب من مخاطر الآتي من أحداث بات الإقليم العربي منشغلا باحتمالات وقوعها، ما يفرض على الطرفين اتخاذ مواقف ترتقي إلى مستوى التحديات المستجدة لتضميد الجراح والخروج من دائرة القلق والخوف والتردد.
لقد آن الأوان تخطي عقدة الثاني من آب بإرادة قادرة على مواجهة الوقائع التي أعقبت احتلال العراق والمخاطر التي تحدق بالبلدين وصولا لتضميد ما تبقى من جراح.