قال أحد الصالحين عجبت لأربع كيف غفلوا عن أربع، عجبت لمن ألم به الأعداء واجتمع الناس لأذيته كيف غفل عن قول الله تعالى (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )) آل عمران 173 وقد سمعت الله بعدها يقول (( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء )) آل عمران 174 وعجبت لمن ألم به المرض كيف غفل عن قول الله تعالى (( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )) الأنبياء 83 وقد سمعت الله بعدها يقول (( فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين )) الأنبياء 84 وعجبت لمن وقع في الشدائد والظلمات كيف غفل عن قول الله تعالى (( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )) الأنبياء 87 وقد سمعت الله بعدها يقول (( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )) الأنبياء 88 وعجبت لمن كان في حياته وحيدا وليس له من الذرية ما تقر به عينه كيف غفل عن قول الله تعالى (( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين )) سورة الأنبياء 89 وقد سمعت الله بعدها يقول (( فاستجبنا له )) الأنبياء 90
قال الله تعالى في سورة المائدة آية 6(( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )) أي إذا أردتم الصلاة فعليكم أولا الوضوء فما هي أركان الوضوء أركان الوضوء هي كالتالي {أحدها} غسل الوجه مرة واحدة لقوله تعالى فاغسلوا وجوهكم والأمر المطلق لا يقتضي التكرار {الثاني} غسل اليدين مرة واحدة لقوله تعالى وأيديكم {الثالث} مسح الرأس مرة واحدة لقوله تعالى وامسحوا برءوسكم {الرابع} غسل الرجلين مرة واحدة لقوله تعالى وأرجلكم إلى الكعبين بنصب اللام من الأرجل معطوفا على قوله تعالى : { فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق } كأنه قال : فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأرجلكم إلى الكعبين وامسحوا برءوسكم ومطلق الأمر في كل ركن لا يقتضي التكرار، وبما أن اللام منصوبة فهذا دليل على غسل الرجلين وليس مسحهما ولو كانت اللام في أرجلكم مجرورة يكون العطف على قوله تعالى (( وامسحوا برءوسكم )) وعلي ذلك كان من المؤخر الذي معناه التقديم، وتكون الأرجل منصوبة عطفا على الأيدي
قال الله تعالى (( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) الأنبياء 69 وهذه معجزة من الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام فلكل نبي كما هو معلوم معجزة تؤيد ما جاء به ولا يظن أحد أن النبي بنفسه يفعل المعجزة التي يريدها أو أن الأمور الخارقة للعادة هي كما يريد هو ويؤكد ذلك ما حدث من سيدنا موسى عليه السلام عندما أمره الله أن يضرب البحر بعصاه فصدر الأمر من الله تعالى للبحر عندما يضربك موسى بعصاه أن تنفلق وتكن كالجبل ويسير سيدنا موسى ومن معه في أمان واطمئنان إلى أن وصلوا إلى الشاطئ الثاني فالتفت سيدنا موسى عليه السلام إلى البحر وضربه بعصاه ليعود البحر كما كان قبل أن يمر فرعون ومن معه فيلحقوا بهم ولكن البحر لم يعد كما كان فتعجب موسى عليه السلام العصا هي العصا والبحر هو البحر وموسى هو موسى ولكن البحر لا ينفذ أمر موسى عليه السلام وكذلك العصا وعندما مر فرعون وجنوده صدر الأمر للبحر أن يعود كما كان ليغرق فرعون ومن معه (( واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون )) الدخان 24 وكذلك عندما أُلقي سيدنا الخليل إبراهيم عيه السلام في النار صدر الأمر من الله تعالى للنار (( كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) فكانت كذلك بردا وسلاما على إبراهيم نفذت النار الأمر كما صدر وفور صدوره فلو قال الله تعالى يا نار كوني بردا على إبراهيم لنفذت النار الأمر ويخرج من النار آنذاك بردا يتجمد من جسم الخليل إبراهيم ولو قال الله يا نار كوني بردا وسلاما فقط لكانت بردا وسلاما إلى يومنا هذا ولما انتفعنا بحرارتها ولكن النار تنفذ الأمر بحذافيره كوني بردا وسلاما على إبراهيم فكانت
ألا يجدر بنا أن ننفذ الأمر من رب الأمر كما هو دون جدال أو نقاش ولكن يا حسرة على العباد إلا من نفذ وفاز
هذا والله تعالى أعلى وأعلم