المشاعر الجميلة كالنبات لا يعرف مناهضة الموت واليباس مادامت الشمس تمده بضوئها، وتستشرفه بدفء قربها، وفي ساعة ما تميل النبتة تبحث عن شمسها، وتسعى إلى نورها المتماشي مع تسامت الجدران ، وفي لحظة تفاجأ بأن الشمس تدبر إدبار المبغض، وتحيد عنها كالجاهل كنهها، وسرها..فتذوي النبتة، وتشيخ في صباها لتعلن عن موت محقق لا يد لها فيه، ولا حيلة منها إليه إلا النظر إلى ذلك التجاهل المقيت القاتل. وكم في حياتنا من ممرات سرعان ما يتجاوزها النظر لأنها ليست له بمستقر، وليس في صدى ندائها إلا صمم وتغافل لا يجدي معه أمل في بقاء حياة ..وكم من أوساط تود لو غرستها من طيب قلبك، وصفاء نيتك، وأصل ما أنت عليه من بياض لا ترى للغراس نتيجة لأنها أرض بور لا تقبل بذرة، ولا تمسك ماءً. لقد عجبت لتلك المشاعر الفياضة تموت بداء اليتم في زهرة شبابها، وقد لا تجد من يترحم عليها إلا نعيق الغربان في البراري الشاسعة البعيدة عن مس قدم إنسان.

عتيق بن راشد الفلاسي
[email protected]