كلما مَــرَّ عام
تـذكرتُ أني تركتُ
ثلاثين عاماً وَرائي
وعـــشرونَ فانوس
على سطح منزلنا القديمِ
تذكـرتُ
أنيَ صادقت جيراننا الطيبون جداً
وأنيَ شاكستُ كل العَصافيرِ
تعلمتُ كيف أحيك الصوف
وكيف أرّقِـــعُ ثَـوبي القديم!!
كيف أملأ القِدر من ماء نبعٍ
تُخبئ "أفروديت" فــيهِ
كل نُبوءات الخَصب والحُبِ
وكــيد النِساءِ
وتذكرتُ.. تذكرتُ
كيفَ تكبرُ أنثى الضِياعِ العتيقة
قبل الأوان!
باكرا قمطتني الحياة
ســواد العــباءة
حين تأملتُ ما ورثناه من عادات
أباؤنا الصالحون
كلما مرَّ عام فــعام
تذكَّرتُ كيف كنتُ أنتظر
شحرورة الحلم على الشباك تُغرد
كي أحمل الخبز صباحاً
وأنتظر ما ستقوله المُقرئات
وما ستقرئه روايات الفوانيس
على الجُــدران مساءً
"عِيدنا" كان "تنورة"
لعبة من أعواد "قش"
"حلوى" بطعم "سُــكَّرة"
وانتظار طويل جميل
"رمضاننا" كان بسمة أمي
وصلاة أبي!!
ذاكَ الذي رحل
ولم يبق ســوى اسمهُ
يا رائحة الذي غَــادرَ
يـــا رائحة أبي
ســــــــــــلاااام لكَ

سميرة الخروصية