نرغب بأن تكون السياحة مصدر دخل للدولة ورافدا إضافيا من روافد الاقتصاد العماني ، لكن ليس على حساب الدين والعادات والتقاليد وخصوصية المجتمع العماني ، ومن هذا المنطلق فان وزارة السياحة وكل الجهات ذات العلاقة بالسياح عليهم مسؤوليات يجب أن يؤدوها على أكمل وجه .
الصور ومقطع الفيديو الذي انتشر الأسبوع الماضي بمنطقة المغسيل بمحافظة ظفار والذي يظهر وافدين يستعرضون بحركات غير اخلاقية وبملابس غير محتشمة، لا يعود بالدرجة الاولى مسؤوليته على السياح بل يعود إلى طرفين أولا الجهات الرسمية ومن الطرف الآخر افراد المجتمع الذين كانوا متواجدين بالموقع، بداية هل الجهات الرسمية كوزارة السياحة قامت بنصحهم وتوعيتهم وتعريفهم عن ما هو ممنوع وما هو مسموح به في السلطنة وخصوصا فيما يتعلق بالاحتشام أو مراعاة الأخلاق الاسلامية أو العادات والتقاليد العمانية أم لا ؟ فان فعلت ونوهت وعرفت السياح بما يجب مراعاته في هذا البلد فيجب أن يدرس الموضوع مرة اخرى وإعادة النظر فيه في عدم تفهم السياح لهذه النصائح ، وأن لم تفعل ولم تنصح السياح وتوعيهم فهنا تقصير تحاسب عليه الجهات المعنية .
أما افراد المجتمع الذين كانوا موجودين بالموقع وظلوا يشاهدون الاستعراض ويصورونه لينشروا بعد ذلك المقطع عبر الهواتف النقالة ليصل الى شريحة كبيرة داخل وخارج السلطنة كان عليهم التصرف بشكل ارقى من التصرف الذي فعلوه ، لم يبادر أحد منهم لمنع السياح من هذه التصرفات عبر الحديث معهم وتعريفهم الخطأ ونصحهم باللين والحوار الى ضرورة عدم فعل ذلك ، لكن للاسف فان الجميع انشغل بالتصوير وظلوا يشاهدون . ما حصل في المغسيل ليس الأول ونتمنى أن يكون الأخير ، إذ أن ظهور السياح والوافدين من بعض الجنسيات بملابس غير محتشمة يتكرر دائما في الأماكن العامة وهذا الأمر يدفعنا الى التساؤل عن الاسباب التي تدفع بالسياح او الوافدين بالظهور وحتى في بعض الاحيان كمن يتعمد ان يرتدي تلك الملابس في الأماكن العامة والمجمعات التجارية وغيرها من المواقع؟ وأين الجهات الرقابية التي يقع على مسؤوليتها منع مثل هذه التصرفات التي لا تليق بالمجتمع العماني ودينه الحنيف.
صحيح ان لكل شي ضريبة ، لكن نستطيع أن ندفع ضريبة السياحة دون التفريط في الخصوصية الاسلامية والعادات والتقاليد العمانية الاصيلة ، فالمجتمع يتعامل مع السياح بأخلاق عالية واحترام وتقدير وتجده بلا مقابل يقدم لهم الخدمات ويرشده الى الطريق الصحيح وغيرها من الامور التي يتميز بها المجتمع العماني مع كل غريب فالمجتمع العماني مضياف ويتمتع بالكثير من الاخلاق التي تخدم السياح .
على الجهات المعنية الكثير من المسؤوليات التي يجب ان تمارسها وفق الأسس المعروفة أن هي بالفعل ارادت للسياحة أن تنمو وتزدهر وتكون رافدا اقتصاديا لأن المجتمع لن يقبل بالسياحة أن كانت على حساب دينه وعاداته وتقاليده، زائر السلطنة أهلا وسهلا به في أي مكان وزمان ، ولكن هناك الكثير من السياح عاداتهم وديانتهم تختلف عنا لذلك على الجهات المعنية ان تهتم بان ترشد السائح بداية من الطائرة ومرورا بالمطار ووصولا الى مقر اقامته عبر توزيع كتيبات تعريفية ارشادية يوضح فيها ما هو مسموح وما هو عكس ذلك ، وهذه العملية ليست بتلك الصعوبة لذلك نتمنى تطبيقها ، وإن كانت مطبقة يجب تفعيلها بالشكل المطلوب.

سهيل بن ناصر النهدي
[email protected]