كييف ـ وكالات: قدم رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف أمس اعتذاره عن قمع الشرطة العنيف للمتظاهرين في كييف في نهاية الاسبوع الماضي والذي اثار موجة تنديد غربية وادى الى تعبئة اكبر للمحتجين. وقال ازاروف خلال جلسة طارئة للبرلمان «باسم حكومتنا، اعتذر عن سلوك سلطات تطبيق القانون في ساحة الاستقلال».
فيما نجت الحكومة الأوكرانية امس من اقتراع برلماني بحسب الثقة،كانت المعارضة تقدمت به. نال الاقتراح بسحب الثقة من الحكومة على 186 صوتا، في حين أن المطلوب لتمريره 226 صوتا.
وأكد «حزب الأقاليم» الذي ينتمي إليه الرئيس، والذي يشكل الأغلبية في البرلمان بـ254 مقعدا من إجمالي 444 مقعدا، أنه لن يدعم الاقتراح. وأعرب رئيس الوزراء نيكولاي ازاروف أمام البرلمان عن اسفه للقمع العنيف للمتظاهرين السبت الماضى. وقال إن الحكومة مستمرة في مباحثاتها مع مسؤولى الاتحاد الأوروبي في بروكسل في وقت لاحق من هذا الاسبوع، كما أنه سوف يتم تغيير بعض أعضاء الحكومة ولكن لم يذكر أسماء. وقد تم إرجاء التصويت لساعات لان المعارضة طالبت بحضور جميع أعضاء الحكومة.
وقال المسؤولون حين ذاك أنه من الصعب دخول البرلمان في ظل محاصرة المتظاهرين له. وتقاطر الاف المتظاهرين المؤيدين للتقارب بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي امس الى جوار البرلمان الذي يستعد لبحث مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة تحت ضغط غير مسبوق منذ الثورة البرتقالية عام 2004.
وردد المتظاهرون «عار!» حاملين الاعلام الأوكرانية وتجمعوا امام مقر البرلمان الذي فرض حوله طوق امني.
وبعد تظاهرة ضمت اكثر من مئة الف شخص الاحد، تطالب المعارضة برحيل السلطة الأوكرانية التي عدلت عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي خلال قمة في فيلنيوس الاسبوع الماضي. وفي بادرة تهدئة حيال المعارضة اعلن رئيس البرلمان فولوديمير ريباك المقرب من الرئيس فيكتور يانوكوفيتش طرح مسالة حجب الثقة عن الحكومة على جدول أعمال البرلمان كما تطالب به المعارضة. ويهيمن حزب المناطق بزعامة الرئيس يانوكوفيتش على البرلمان.
واعلن احد قادة المعارضة ارسيني ياتسينيوك المقرب من رئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشنكو «ما نطلبه هو اولا التصويت على نص حول رحيل الحكومة ومن ثم التصويت على الافراج عن تيموشنكو وثلاثة ناشطين اوقفوا بشكل غير شرعي».
من جهته قال القومي المتشدد اوليج تياجنيبوك خلال تجمع مساء أمس الاول «سنصوت على رحيل حكومة قطاع الطرق هذه».
وبعد يومين من تظاهرة غير مسبوقة منذ الثورة البرتقالية عام 2004 قضى اكثر من الف شخص الليل في ساحة الاستقلال للمطالبة بالتقارب مع الاتحاد الأوروبي وبرحيل السلطة.
وتجمع معظم هؤلاء المتظاهرين مع الالاف الذين انضموا اليهم حول البرلمان حيث انتشر مئات من عناصر قوات حفظ النظام.
كما توجه بعضهم ايضا الى مقر الحكومة لقطع طرقاته.
وحركة المعارضة سببها تغيير موقف السلطة الأوكرانية المفاجئ اذ علقت في نهاية نوفمبر توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي كان يجري تحضيره منذ اشهر من اجل التقارب مع روسيا.
وتجمع حوالى مئة الف متظاهر الاحد في كييف فيما تجمع عشرات الالاف الاخرين في مدن اخرى احتجاجا على قرار يانوكوفيتش الامتناع عن توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وهي تعبئة غير مسبوقة منذ الثورة البرتقالية عام 2004 التي قلبت النظام القائم آنذاك وحملت المؤيدين لأوروبا الى السلطة.
واوقعت مواجهات جرت الاحد مع الشرطة اعدادا من الجرحى بينهم حوالى خمسين صحافيا ومئة شرطي.
وقال رئيس الوزراء ميكولا ازاروف ان «ما يحصل يدل على انه انقلاب».
وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتظاهرات معتبرا انها «مؤامرة مدبرة من الخارج اكثر منها ثورة».
من جهته اعتبر البيت الابيض انها «تظاهرات سلمية» تم قمعها بالقوة.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس ان التظاهرات في أوكرانيا «ليست انقلابا» داعيا الى الحوار «ورفض القمع» في هذا البلد.