[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
” .. الفصائل التي تخوض محادثات في القاهرة ينبغي عليها الخروج من فخ اختصار القضية في حصار غزة أو فتح المعابر (مع الاعتبار بوجود أولوية قصوى لهذا الملف) بل أن يمتد الحديث الى الحقوق الفلسطينية الأخرى المتمثلة في ايقاف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وصولا الى مفاوضات الحل النهائي.”
ـــــــــــــــــــــ
تتواتر أنباء العدوان وتتوالى المشاهد الكاشفة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وسط تخاذل دولي يصل الى حد العجز عند البعض والتواطؤ عند البعض الاخر دون أن يلوح في الأفق سوى ما يحوم حول تهدئات تسمى انسانية ما تلبث أن تكون كمينا لمزيد من المجازر.. لكن بصيصا من الضوء يبزغ وسط هذا الظلام يتمثل في تشكيل وفد فلسطيني موحد لإجراء محادثات، حيث وصل هذا الوفد القاهرة السبت ليضاف الى ما تعلنه المقاومة من تقدم نوعي في عملياتها.
ففي خرق لم يكن هو الأول وربما ليس الأخير لما أعلن من (تهدئة إنسانية) بادر الاحتلال الإسرائيلي الى ارتكاب مجزرة جديدة وتوغلا في رفح جنوب القطاع متجاوزا بعدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الـ1500 شهيد بالتزامن مع عمليات انتشال للشهداء من تحت أنقاض منازل دمرتها الآلة الحربية للعدوان الإسرائيلي.
وكان الإعلان عن هذه التهدئة قد صدر قبل هذه المجزرة بساعات في بيان مشترك بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وفي مقابل المجازر الإسرائيلية المتواصلة تواصل المقاومة الفلسطينية الإعلان عن تقدم نوعي في قدراتها وعملياتها.
ولا يمر يوم إلا وتعلن المقاومة عن وصول صواريخها الى أبعاد جديدة في العمق الإسرائيلي إضافة إلى عمليات نوعية أخرى سواء كانت خلف الخطوط أو باستدراج جنود الاحتلال إلى كمائن داخل غزة الأمر الذي دفع بالاحتلال الى الإقرار بمقتل عشرات من جنوده إضافة الى أسر الجندي شاول ارون الذي قيل إنه لاقى حتفه وأيضا الضابط بوحدات النخبة الإسرائيلية هدار جولدين الذي أعلن عن أسره خلال كتابة هذه السطور.
واضافة الى ما أعلن عن تقدم نوعي في عمليات المقاومة الفلسطينية بدا أيضا أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن بوادر لوحدة الصف الفلسطيني أو على أقل تقدير لم يحقق العدوان أحد أهم أهدافه والمتمثل في القضاء على جهود المصالحة الفلسطينية.
فمن بوادر هذه الوحدة تشكيل وفد فلسطيني موحد لإجراء مباحثات في القاهرة، حيث أعلنت الرئاسة الفلسطينية في بيان رسمي ان الرئيس الفلسطيني شكل الوفد الذي يضم 12 ممثلا عن كل من فتح وحماس والجهاد، حيث تم تشكيل الوفد من عزام الاحمد رئيسا وماجد فرج رئيس المخابرات العامة (من فتح) وموسى ابو مرزوق وخليل الحية وعزت الرشق (عن حماس) وزياد نخالة وخالد البطش (عن الجهاد)" كما يضم الوفد ممثلين عن فصائل اخرى.
ومع أن هذا الوفد مكلف بالتوصل في المقام الأول الى وقف لإطلاق النار وإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة الا أن وجود وفد موحد يضم فصائل المقاومة الفلسطينية تحت مظلة السلطة الفلسطينية يعد سابقة يمكن البناء عليها لاحياء القضية الفلسطينية ووضعها على مسار يفضي الى حل عادل لها.
فالفصائل التي تخوض محادثات في القاهرة ينبغي عليها الخروج من فخ اختصار القضية في حصار غزة أو فتح المعابر (مع الاعتبار بوجود أولوية قصوى لهذا الملف) بل أن يمتد الحديث الى الحقوق الفلسطينية الأخرى المتمثلة في إيقاف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وصولا الى مفاوضات الحل النهائي.
إن مسؤولية الجانب الفلسطيني هنا هي اغتنام تحريك الموقف الذي أوجدته المقاومة على الأرض والذي قوبل بمباركة وتبن من السلطة الفلسطينية ممثلة في الرئيس محمود عباس مع عدم تعارض هذا المسار مع المسار الأممي المتمثل في استكمال الانضمام الى مؤسسات الأمم المتحدة مع الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني التي ستكون مستهدفة أكثر من أي وقت مضى.