[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
هاهو نتنياهو يعتز " بالعلاقة مع دول في المنطقة " كما قال وكشف، لكنه لم يكشف عن حدث مزلزل، كان معروفا وقائما، ليس الآن، منذ زمن ليس بقريب. لكن الذي يؤمل منه رئيس وزراء إسرائيل ماستلده تلك العلاقة .. بعد حرب غزة الاخير يجب ان يقال ان ليس من اب او أم لأحد، بمعنى ان الدنيا ليس لها ام، لكل بلد امه الخاصة، عقله الخاص، مزاجه، ارتباطاته وعلاقاته، نسيجه الاجتماعي الذي يتغير بين ليلة وضحاها .. بل بصريح العبارة قد تقود الشعوب التغيير، لكنها بلا رأس دائما، تسيطر عليها الشعارات الكبرى، يتم غسل دماغها بسرعة، تتحول من الايمان بفكرة الى عكسها، ثمة صناع ماهرون في علم الشعوب يعرفون هواها فيديرونها الى المكان الذي يفترض ان تكون فيه لصالحه.
بعد معركة غزة، نطلب اقالة التاريخ كي لانقرأ ماتم الكذب علينا في متن صفحاته. نحن الذين نكتب، نخترع العبارات ونصفها كي تلائم مزاجنا، فكيف كتبة التاريخ الذين يزوقون الممحي.
لم تفضح معارك غزة المعروفين بقربهم من إسرائيل، هي عرتهم من كل قيمة، هم أثلجوا صدر العدو، بما قتلوا هم شعب فلسطين في القطاع. الرصاص بيد إسرائيل والنوايا بايديهم .. نصراء الإسرائيلي هم هكذا، من المؤسف ان يحكموا في ارض العرب ويشيدوا نظمهم باموال لاتصلح ان تكونوا بين ايديهم لأنهم كثيرا مااستعملوها ضد الأخ والشقيق الذي لايعترفون به ولا بمصالحه. لقد حاربوه في ليبيا فدمروها، ويئسوا من صموده في سوريا بعدما مارسوا كل انواع الحرب ضدها.
بكل جرأة سوف تسجل في كتب التاريخ المغدور، ان الشعب الفلسطيني امامه الآن تغيير شامل في اولوياته: العرب قتلوه والغرب كفّنه والإسرائيلي دفنه. فكيف عليه ان يبدأ جهاده .. عندما كان الحوار التاريخي بين فكرتين تشتت العربي التقدمي بينهما: هل تحرير فلسطين الطريق الى الوحدة ام الوحدة الطريق الى تحرير فلسطين.
اليوم نعدل تلك الفكرة التي لم يتم الاتفاق على واحدة منها، فيما الشكلان ذهبا الى النسيان امام مهارة العربي الذي صنع السدود امامهما فارداهما. اما التعديل فهو: اعادة النظر بما يسبق العداوة مع إسرائيل.
لاشك ان العرب أمة صوتية كما ردد عبدالله القصيمي، نضيف عليه، ان بينها من ابتلع صوته لأنه لاقلب له .. فلا نتفاجأ ماحصل لغزة التي اكتوينا بنارها واحترقنا حزنا، فيما اصحب اللاقلوب هاموا فرحا وغبطة.
المطلوب الآن اجتماعات متلاحقة بين اهل الاحزاب ان وجدت وبين اهل الفكر وبين المثقفين وكل من له قدرة على التفكير ان يعاد تنظيم الحياة الاجتماعية على اسس جديدة، تتم فيها نقد كل الاخطاء التي ارتكبت اما في النظرة التراتبية لماقبل إسرائيل او لدور اشباه عرب يجعل من دور إسرائيل رابحا. يجب ان لاتحول تلك النتائج الى مجرد ذكريات اليمة او جزءا من التراث القومي الذي يتم دفنه في بطون الارشيفات، بل لابد من اعادة الاعتبار لحراك عربي يبدأ في قراءة ماصار لكي يحول النتائج الى مسار تفكير نحو الخيارات الصحيحة اللازمة.
بأمانة ارواح شهداء غزة نحتاج لمثل هذا التطلع، ولو انه ليس البديل عن إعادة الاعتبار الى السلاح طالما ان الميادين موجودة..