الفصائل تحدد مطالبها في القاهرة وعباس يريد ضغطا دوليا واجتماع وزاري بإيران اليوم
القدس المحتلة ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
أقدم الاحتلال الإسرائيلي على جريمة جديدة في عدوانه على الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث قصف اللاجئين في مدرسة تابعة للأمم المتحدة ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين، كما كثف الاحتلال قصفه الجوي والمدفعي بالتزامن مع ما تردد عن انسحاب جزئي لقواته البرية، فيما حدد وفد الفصائل الفلسطينية المتواجد بالقاهرة مطالبه للتهدئة، كما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضغط دولي على إسرائيل، في حين تشهد إيران اجتماعا وزاريا للجنة فلسطين التابعة لحركة عدم الانحياز.
واستهدفت غارة جوية إسرائيلية مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في رفح جنوب غزة، ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذا العمل ووصفه ب "العمل الإجرامي"، في حين أعلنت واشنطن أنها "روعت" لهذا القصف.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة أن عشرة فلسطينيين استشهدوا في القصف الإسرائيلي على مدرسة تابعة للاونروا فيها مئات النازحين في رفح.
يأتي ذلك وسط تكثيف إسرائيل للقصف الجوي والمدفعي بالتزامن مع بدء سحب بعض القوات البرية من القطاع وإعادة نشر قوات أخرى، بينما أكد متحدث أن العملية العسكرية ما زالت جارية.
وارتفعت حصيلة الشهداء أمس إلى 75 شهيدا على الأقل، بينهم 45 شهيدا من مدينة رفح،
ونحو 300 جريح.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان المتواصل ارتفعت ـ حتى إعداد الخبر ـ إلى نحو 1840 شهيدا، وأكثر من 9400 جريح، مشيرة إلى أن 19 مسعفا استشهدوا وأصيب 102 آخرون منذ بدء العدوان وتم استهداف 36 سيارة إسعاف.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي المتواصل دمر أكثر من 20 منزلا بشكل كامل .
وأضافت أن القصف تسبب كذلك في تدمير أكثر من 30 منزلا بشكل جزئي، وألحق أضرارا فادحة بشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، إضافة إلى ممتلكات المواطنين.
من جانبه قال المتحدث العسكري الإسرائيلي بيتر ليرنر "نحن نسحب بعض (القوات) ونعيد نشر أخرى في قطاع غزة ونتخذ مواقع أخرى" مؤكدا أن "العملية مستمرة".
وأضاف "نحن نعيد الانتشار في قطاع غزة ونتخذ مواقع أخرى مختلفة ونغير مهمة بعض القوات لكي لا تكون بالنسبة لهم نفس العملية البرية".
وتابع "لكن بالتأكيد سنواصل عمليتنا ولدينا قوة رد فعل سريع على الأرض يمكن أن تخوض معركة مع حماس إذا تطلب الأمر ذلك". على حد زعمه.
ومن جهتها، أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس صواريخ على تل أبيب وبئر السبع وبلدات إسرائيلية اخرى "ردا على المجازر الصهيونية البشعة التي يرتكبها العدو ضد شعبنا واخرها القصف الهمجي لمدرسة تابعة للأمم المتحدة".
وفي تطور آخر، اتفق وفد فلسطيني يضم ممثلين عن الفصائل في القاهرة على مطالب مشتركة سيتم تقديمها للوسيط المصري من أجل الوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، أبرزها فك الحصار عن القطاع المحاصر منذ العام 2006 ، حسب ما قال مسؤولون فلسطينيون.
وقال ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الفصائل الفلسطينية التي التقت في القاهرة اتفقت على مطالب موحدة أبرزها "وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وفك الحصار بكل ما يترتب عليه من فتح المعابر".
ومن المنتظر أن تمرر مصر المطالب الفلسطينية لإسرائيل التي امتنعت عن إرسال مفاوضين لها بعدما اتهمت حركة حماس بخرق هدنة لمدة 72 ساعة بعد وقت قليل من سريانها صباح الجمعة.
وعندما اندلعت الحرب في غزة الشهر الماضي، قدمت مصر مبادرة لوقف إطلاق النار، أيدتها سريعا إسرائيل والولايات المتحدة وجامعة الدول العربية، لكن حماس رفضتها.
من جانبه قال قيس عبد الكريم (ابو ليلى) عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقرطية المشارك في المحادثات "بعيدا عن التفاصيل تم الاتفاق على أربع نقاط رئيسية."
وأضاف أن هذه النقاط هي "وقف اطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية.. إنهاء الحصار.. الإفراج عن الأسرى الذين تم اعتقالهم من صفقة شاليط والإفراج عن النواب والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى.. والبدء في إعادة الإعمار وهناك تفاصيل لكل هذه النقاط."
وقالت مصادر بالمطار إن من المتوقع أن يصل إلى القاهرة للمشاركة في المحادثات نائب وزير الخارجية الأميركي بيل بيرنز ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ممثل الرباعية الدولية التي تضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وفي السياق دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، إلى تدخل دولي لإنجاح مباحثات القاهرة الرامية إلى إعلان اتفاق وقف إطلاق للنار في قطاع غزة.
وحث عباس ، في بيان له ، الأمم المتحدة والإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وباقي دول العالم على "التدخل لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها والتجاوب مع المبادرة المصرية" للتهدئة.
وحمل عباس إسرائيل بـ "موقفها الرافض" للجهود المصرية المسؤولية عن "التداعيات الخطيرة التي تترتب على استمرار حربها على الشعب الفلسطيني".
وقال عباس إن " إسرائيل تواصل عدوانها وجرائمها وحربها المفتوحة" وهي تقتل طفلا فلسطينيا كل ثلاث ساعات منذ بدء هجومها على قطاع غزة قبل 28 يوما.
وأشار عباس إلى إرساله وفدا فلسطينيا موحدا إلى القاهرة "تأكيدا على حرصنا ورغبتنا في وقف الحرب والعدوان وحقن دماء أبناء شعبنا، غير أن إسرائيل رفضت إرسال وفدها تحت ذرائع واهية".
من جانب آخر أعلن مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي ان اکثر من 30 دولة ستشارك اليوم الاثنين في اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في لجنة فلسطين التابعة لحرکة عدم الانحياز بطهران.
وقال عراقجي في حديث لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" إن لجنة فلسطين تضم 13 دولة عضوا وهي؛ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفلسطين والجزائر ومصر والسنغال وجنوب إفريقيا وزيمبابوي وزامبيا
وماليزيا واندونيسيا وبنجلاديش والهند وکوبا.
وصرح أن نحو 20 دولة إفريقية وآسيوية ستشارك في هذا الاجتماع الذي تستغرق أعماله يوما واحدا.
وأضاف أن بعض الدول ستشارك في هذا الاجتماع علي مستوى وزراء خارجيتها، فيما البعض الآخر علي مستوى وکيل وزارة الخارجية او مساعد الخارجية متابعا ان وزير خارجية الحکومة الفلسطينية الجديدة رياض المالکي ومساعد وزير خارجية مصر سيشارکان في هذا الاجتماع.