مصر لا تنوي التدخل عسكريا
طرابلس ـ تونس ـ وكالات: دعا البرلمان الليبي الجديد للوحدة الوطنية في أولى جلساته الرسمية أمس ،بينما تتقاتل الميليشيات المتناحرة للسيطرة على هذه البلاد ،فيما نفت مصر وجود أي نية للتدخل العسكري معتبرة أن مهام جيشها هو حماية الحدود.
وتجمع المشرعون في فندق يخضع لحراسة مشددة في مدينة طبرق بشرق ليبيا بعدما جعل القتال المستمر منذ ثلاثة أسابيع في طرابلس وبنغازي الوضع غير آمن لعقد الجلسة في العاصمة أو في ثاني أكبر المدن الليبية.
وقال عز الدين العوامي نائب رئيس المؤتمر الوطني العام السابق في بداية الجلسة الأولى للبرلمان الجديد "إن الإسراع في عقد هذه الجلسة لنقل السلطة من المؤتمر الوطني إلى مجلس النواب المنتخب في هذه المرحلة الهامة من تاريخ وطننا والتى يعلو فيها صوت السلاح عن صوت العقل والحكمة أصبح استحقاقا وطنيا بامتياز."
وأضاف "ندعو الله في هذا اليوم أن يقف جميع الليبيين في هذا اليوم جنبا إلى جنب ويدا بيد من أجل إعلاء المصلحة العليا للوطن."
وحث وزير العدل صلاح المرغني الذي ينوب عن رئيس الوزراء نظرا لمشاركته في قمة في الولايات المتحدة المشرعين على تشكيل حكومة وحدة.
لكن في مؤشر على الانقسام بشأن شرعية المجلس الجديد دعا من طرابلس نوري أبو سهمين الرئيس السابق للمؤتمر الوطني العام وهو من التيارات التي ترفع شعارات إسلامية إلى عقد الجلسة الافتتاحية للبرلمان لتسليم وتسلم السلطة في العاصمة.ولم يتضح على الفور حجم التأييد لدعوته.
واستمر القصف المدفعي والصاروخي أمس في أنحاء جنوب طرابلس حيث تتقاتل ميليشيات بشعارات إسلامية من مصراتة لإزاحة ميليشيات منافسة من الزنتان من المطار الدولي الذي يسيطرون عليه منذ 2011.
وفي خضم ذلك نفى وزير الخارجية المصري سامح شكري نية بلاده التدخل العسكري في جارتها ليبيا التي تعيش في فوضى.
وقال سامح شكري في مؤتمر صحفي بتونس "ليس هناك حديث عن تدخل عسكري. مهمة الجيش حماية الحدود المصرية."
وأضاف شكري عقب لقائه رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة "هناك تعاون وثيق بين دول الجوار تونس والجزائر ومصر وبلدان أخرى لبحث التحديات بسبب الأوضاع في ليبيا لدعم التوجه السياسي وعودة الاستقرار."
وعبر وزير الخارجية المصري عن أمله في عودة الحياة للمؤسسات الليبية بعد انعقاد أولى جلسات البرلمان الجديد.
والمعركة للسيطرة على مطار طرابلس جزء من صراع سياسي أوسع بين فصيلين فضفاضين من المقاتلين السابقين وحلفائهم السياسيين والذين حاربوا سويا للإطاحة بالقذافي لكن الخلافات تفجرت بينهم حول الغنائم.
فمن جانب تقف كتائب الزنتان ومقرها بالمدينة الواقعة على بعد نحو 130 كيلومترا إلى جنوب غرب طرابلس مع مقاتلي الصواعق والقعقاع المعادين لأصحاب الشعارات الإسلامية ومن بينهم جنود سابقون في عهد القذافي وحلفاء سياسيون يقولون إنهم يمثلون حصنا منيعا ضد سيطرة المتطرفين على ليبيا.
وعلى الجانب الآخر يقف مقاتلون موالون لمدينة مصراتة الساحلية في غرب هذه البلاد والذين يتحالفون مع حزب العدالة والبناء (ذراع لجماعة الإخوان) ويقولون إنهم يقاتلون لتطهير هذه البلاد من رجال القذافي السابقين.