بوادر جديدة لـ(وقف النار)..القاهرة تدعم الورقة الفلسطينية وإسرائيل تفاضل بين الغموض وطلب التدويل
القدس المحتلة ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
ارتفع شهداء العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة إلى أكثر من 1850 شهيدا وآلاف الجرحى وسط بوادر جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف النار من المنتظر أن تعلنه القاهرة صباح اليوم بعد تأكيدها دعم الورقة الفلسطينية ،فيما عبرت إسرائيل عن موقف يفاضل بين الإبقاء على الوضع غامضا أو الاتجاه للمطالبة بتدويل القطاع عبر قوات من الأمم المتحدة في حين أقدم مستوطنون إسرائيليون على اقتحام جديد للمسجد الأقصى ،كما نفذ فلسطيني عملية بالقدس المحتلة.
واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة حيث دوت الانفجارات في محيط مدينة غزة وفي رفح (جنوب) واستشهد طفلان وممرضة في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا وفق المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة.
وقال أشرف القدرة "استشهدت الطفلة أمل أمجد عويضة وعمرها 5 سنوات وشقيقها محمد وعمره 12 عاما والممرضة كرم محروس ظهير (24 عاما) في قصف صهيوني استهدف منزلا في شرق رفح".
وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ الثامن من يوليو عن استشهاد أكثر من 1850 فلسطينيا معظمهم من المدنيين ،فيما قتل من الجانب الإسرائيلي 64 جنديا وثلاثة إسرائيليين.
واعتبر سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس في بيان صحفي أن "استهداف منزل عائلة البكري غرب غزة مع بدء توقيت التهدئة الإسرائيلية دليل على كذب الاحتلال وأن التهدئة المعلنة هي للاستهلاك الإعلاني فقط، وندعو لاستمرار الحيطة والحذر".
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن حماس لم تلتزم التهدئة وأحصى إطلاق 42 صاروخا على إسرائيل لم تسفر عن إصابات.
سياسيا قال مسؤول فلسطيني يشارك في محادثات القاهرة بشأن وقف لإطلاق النار في قطاع غزة إن جهودا تبذل لإقرار هدنة لمدة سبعة أيام يتم خلالها العمل على التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
ونقل عن مصادر وصفت بـ(المطلعة) إعلان مصر وقف إطلاق النار اليوم في الساعة الثامنة صباحا بتوقيت القاهرة.
وقال قيس عبد الكريم (أبو ليلى) عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية المشارك في محادثات القاهرة لرويترز عبر الهاتف إن الجانب المصري "يعمل الآن من أجل التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار لفترة سبعة أيام وإقناع الإسرائييين بإرسال وفد لبدء التفاوض خلال فترة وقف إطلاق النار."
واتفقت الفصائل الفلسطينية في القاهرة أمس الأول على ورقة عمل موحدة من أربع نقاط رئيسية تتمثل في "انسحاب القوات الإسرائيلية.. إنهاء الحصار.. الإفراج عن الأسرى الذين تم اعتقالهم من صفقة شاليط والإفراج عن النواب والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى.. والبدء في إعادة الإعمار وهناك تفاصيل لكل هذه النقاط."
وقال أبو ليلى إن رد الفعل المصري "كان إيجابيا جدا.. المصريون قالوا اطلعنا على ورقتكم ودرسناها.. فيها بعض المطالب التي أصلا متفق عليها في إطار تفاهمات 2012 وفيها مطالب أخرى ممكن أن نعمل من أجل إقناع الجانب الإسرائيلي بها.وأوضح أن الموقف المصري هو موقف الوسيط بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وفي القاهرة قال مصدر دبلوماسي مصري إن "مصر تبحث الآن المطالب الفلسطينية مع الولايات المتحدة وإسرائيل."
وأشار أبو ليلى إلى أن الوفد الفلسطيني لم يلتق مسؤولين من الجانب الأميركي الذي كانت اتصالاته مع الجانب المصري فقط.وأضاف قائلا :إن الوفد الفلسطيني سيبقى في القاهرة بانتظار معرفة نتائج الاتصالات المصرية.
كما أعلن مسئول في حركة الجهاد عن توقعات بإعلان تهدئة مؤقتة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وقال زياد النخالة نائب الأمين العام للجهاد في تصريحات تليفزيونية من القاهرة نقلتها مواقع إليكترونية للحركة :"نتوقع أن تشهد الساعات القليلة القادمة إعلاناً لموعد وقف إطلاق النار في غزة".
وذكر النخالة أنه سيتلو إعلان وقف إطلاق النار المؤقت بدء مباحثات التوصل لاتفاق دائم، مؤكدا وجود "تفهم" مصري لمطالب الفصائل الفلسطينية للتوصل لهذا الاتفاق. وانتهى في القاهرة أيضا الاجتماع بين الوفد الفلسطيني الموحد ومدير المخابرات المصرية، حيث أكدت مصادر أن الجانب المصري تعاطى بإيجابيةٍ مع الورقة الفلسطينية، وأعلن استعداده لتبنيها.
وأشارت المصادر إلى أن الجانب المصري طالب الوفد الفلسطيني بالموافقة على وقف إطلاق النار لثلاثة أيامٍ وليس هدنةً إنسانية.
من جهته نقل موقع "يديعوت أحرونوت" عن وزير في المجلس الوزاري المصغر أنه في حال أعلن فعلاً عن وقف للنار سيتم بحث إرسال وفد إلى القاهرة، في وقت نقل موقع "والاه" عن مصدر أمني إسرائيلي علم إسرائيل بإعلان فلسطيني لوقف إطلاق النار، وأن الموضوع قيد الدرس.
وفي رد الفعل الإسرائيلي أيضا اقترح وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان أمس إحالة السيطرة على قطاع غزة إلى الأمم المتحدة إذا وافقت إسرائيل والسلطة الفلسطينية على ذلك.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ليبرمان قوله في بداية جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن عملية "الجرف الصامد" (المسمى الإسرائيلي للعدوان) لم تنته ويجب اتخاذ قرارات حول المراحل الميدانية التالية.
وقالت الإذاعة إن وزير الخارجية أشار إلى أنه تم إنهاء عملية الاعتناء بالأنفاق ولكنه لم يتم اتخاذ قرار حول كيفية إنهاء العملية.
وقال ليبرمان إن هناك ثلاثة احتمالات، هي التوصل إلى تسوية أو ما وصفه بـ(قهر حماس) أو الاستمرار في وضع يكتنفه الغموض تستمر فيه الاعتداءات الفلسطينية
المنطلقة من القطاع والردود الإسرائيلية عليها.
وفي القدس المحتلة ذكرت مصادر إسرائيلية وفلسطينية ان مواجهات اندلعت في باحة المسجد الأقصى بعد دخول متطرفين يهود اليها، بين شبان فلسطينيين وقوات الشرطة الاسرائيلية التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية وعيارات مطاطية.
وقال مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب ان "132 متطرفا يهوديا اقتحموا" باحة المسجد.
كما شهدت القدس المحتلة أيضا عملية هي الأولى منذ اكثر من ثلاثة اعوام حيث قيام شاب فلسطيني بصدم حافلة اسرائيلية في القدس الشرقية بواسطة جرافة كان يقودها ما ادى الى مقتل اسرائيلي واصابة خمسة بجروح طفيفة. وقالت شرطة الاحتلال انها أردت سائق الجرافة.