عِندما أرى
العابِرينَ يمرّونَ
كلّ صُبحٍِ أمامي
أرى سَلة مَهجورة
قُربَ بابٍ قَدِيم
وأشمُّ كِيذا
وكَهلٌ يمرُّ بِعُكازِهِ
الأقدَم منْ حُزنِ جدّي!
والسَماء فوقي
نُجومٌ بَعِيدةْ
أراها امتداداً فقط..
تُرى
ألك مَنزِلٌ
بينَ سُكّانها؟
يا أيها الغائبُ
الغَرِيبُ
البَعِيدُ
قلبي أنا
قلبُ طِفلٍ صَغِير
وبيني وبينَ تلك السَماء
حَنانُ سنونوةٍ
فبماذا
يُذكِركَ المطرُ الآن
وما بيننا هذا الأفق
وهذا الامتداد
وبينَ رَحيل
رَبيعٍ آخر
يَمر غَرِيبٌ هُنا
وتَطولُ نَخلةٌ وتَشِيبُ
و يَظَلّ مَنجل العُمرِ أمامها
فلا يَعودُ غَرِيباً
كما كانَ..
ويبقى الصَباح
يُوزعُ رَياحِِينهُ
ويَظل العَابِرونَ
يَمرونَ كلّ صُبحٍ أمامي
الكهلُ
وسَلةٌ الباب القَدِيم
ووجَوهٌ تَجيءُ
ووجوهٌ
ترتَطِمُ بِوجعِ الأمكِنة!

سميرة الخروصية