في إصدارات سميت بـ "الأعمال غير الكاملة"

لم يتخلّ الكاتب الجزائري عبدالرزاق بوكبّة (1977) عن خيار التّجريب في الكتابة الأدبية، شعرا وقصّة ورواية وسيرة ويوميات ورحلة، منذ إصداره الأوّل عام 2004 "من دسّ خفّ سيبويه في الرّمل؟"، حيث أبان عن نَفَسٍ حداثيّ متشبّع بروح التّراث والمكان في الوقت نفسه. فكأنّه يقفز على الزّمن ماضيه وحاضره ومستقبله ليصنع له زمنا خاصّا داخل اللغة.
تجلّى ذلك أيضا في إصداراته اللّاحقة "أجنحة لمزاج الذّئب الأبيض" عام 2008، والذي فاز ضمن مسابقة "بيروت 39"، و"فصول المعطف" في العام نفسه، و"جلدة الظلّ: من قال للّشعة أف؟" عام 2009، والتي ترجمت فصول منها للإنجليزية والألمانية، و"ندبة الهلالي: من قال للشّمعة أح؟ "عام 2013، و"يبلّل ريق الماء" عام 2013، و"الثّلجنار" عام 2014، و"وحم أعلى المجاز" عام 2015 وترجمته الشاعرة فينوس فايق للكردية، و"كفن للموت عام 2016 وترجم إلى الفرنسية والإسبانية والفارسية والأمازيغية، و"يدان لثلاث بنات، ويليه: بوصلة التّيه" عام 2017. ولا شكّ في أنّ أعماله المخطوطة حافظت على النّزعة التّجريبية نفسها منها "ماء سريع الالتهاب".
أقدمت دار "أفق" هذه الأيّام على جمع هذه العناوين الإحدى عشر في سلسلة واحدة تحت مسمّى "الأعمال غير الكاملة"، وهو المشروع الذي يجعلها متوفّرة للقارئ والباحث دفعة واحدة، يقول بوكبّة، بعد أن نفدت من السّوق، خاصّة الإصدارات الأولى منها.
الكاتب عبدالرزاق بوكبّة قال لـ" أشرعة" : إن إعادة نشر كتبه تزامن مع استعداده لدخول مرحلة جديدة يخوض خلالها في أبنية ولغة وهواجس مختلفة، تجعله يحقق نقلة جمالية عمّا كتبه سابقا، "أحسّ أنني بدأت أكرّر نفسي أو هكذا يُخيّل لي، ولا حل أمامي لتفادي هذا المقام إلا خلق قطيعة جمالية مع منجزي السابق، ولا شكّ في أن رؤيتي لكتبي السالفة منشورة سيساعدني على ذلك".
في عام 2017 أصدر بوكبة كتابه في أدب البيت والسيرة الذاتية "يدان لثلاث بنات، ويليه: بوصلة التّيه"، حيث سرد فيه السياقات النفسية والإنسانية التي كتب فيها نصوصه، بعد أن غادر قرية "أولاد جحيش" في الشرق الجزائري إلى الجزائر العاصمة، ووجد نفسه مرغما على خوض مغامرات جعلته يخوض تجارب سردية بعد أن بدأ شاعرا.