واشنطن ـ د ب أ : يعتزم باحثو وكالة الفضاء الأمريكية ناسا قياس درجة حرارة النباتات من محطة الفضاء الدولية وبذلك معرفة حالة هذه النباتات على الأرض وكأنهم يعرفون بذلك ما إذا كانت هذه النباتات "مصابة بالحمى أم سليمة" إذا جاز تشبيه النباتات بالإنسان في هذا السياق. وذكرت وكالة ناسا أنه سيتم حمل جهاز "اكو ستريس" لقياس درجة حرارة النباتات أواخر يونيو الجاري على متن مركبة "دراجون" الفضائية التابعة لشركة سبيس اكس الخاصة إلى وكالة الفضاء الدولية ثم تثبيته في المحطة.وأكدت الوكالة أن هذا النظام سيكون قادرا على نقل أدق تفاصيل درجة الحرارة على سطح الأرض حتى الآن وقالت إن درجة نقاء الصور التي سيلتقطها هذا النظام فائقة لدرجة أنها يمكن أن تقيس درجة حرارة أحد الحقول الزراعية.ومن المنتظر أن يجمع نظام "اكو ستريس" خلال الأشهر المقبلة بيانات عن مناطق مختلفة من الأرض و يعرض هذه الصور التي ستبين درجة حرارة مناطق خضراء بعينها على الأرض وكيفية تغير هذه المناطق.ويسعى الباحثون من خلال ذلك لتحقيق عدة أهداف بحثية منها محاولة فهم كيفية تأثير نضوب المياه على النباتات.ومن المعروف أن معرفة درجة حرارة النباتات تسمح باستنتاج معلومات عن حالة هذه النباتات.فعندما تتسبب الشمس في رفع درجة حرارة النبات فإن النبات يفقد الماء من خلال المسام الموجودة في أوراقه ليحافظ بذلك على درجة حرارته المعتدلة وهو أمر يشبه من ناحية المبدأ نظام العرق لدى الإنسان والذي يعمل كمكيف لدرجة حرارته.وعندما لا يتوفر ماء كاف في هذه الأوراق فإنها تغلق مسامها مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارتها وانخفاض كميات ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها هذه الأوراق وهو الغاز الذي تحتاجه النباتات لتكوين السكر الضروري بدوره لعملية التمثيل الغذائي.
"فعندما يعاني نبات ما من مثل هذا الضغط الناتج عن قلة المياه فإن ذلك يعني غالبا أنه قد فات أوان إمكانية إنعاشه مرة أخرى" حسبما أوضح سيمون هوك، الباحث في ناسا، مضيفا: "إن قياس درجة حرارة النبات يتيح لنا معرفة مدى تعرضه للضغط قبل أن يصل إلى هذه النقطة"كما أشار الباحث إلى أن قياس درجة حرارة النبات يسمح بالتنبؤ بالجدب مبكرا.