القاهرة ـ من أحمد إسماعيل علي
عمان – ( ا ف ب) :
رحب الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية باتفاق التهدئة الذي نجحت مصر في التوصل إليه لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، بينما دعا الدول العربية والمؤسسات العربية والدولية إلى سرعة دعم جهود إعادة تعمير ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة خلال عدوانها الوحشي على قطاع غزة. فيما رحبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بالتهدئة الجديدة المتفق عليها في قطاع غزة، معلنة اطلاق نداء طارىء لجمع 187 مليون دولار لتقديم مساعدات طارئة لنحو 250 الف مهجر في القطاع . وشدد الأمين العام، في بيان صحافي له أمس "الثلاثاء" في هذا الشأن على ضرورة قيام مجلس الأمن بدوره في إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق والمبادرة المصرية دون مماطلة أو تسويف. كما أكد الأمين العام أن جامعة الدول العربية مستمرة في جهودها مع الأمم المتحدة في جنيف وفي نيويورك لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وللأراضي الفلسطينية، وكذلك للعمل على تقديم كل من ارتكب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني للعدالة الدولية وذلك تنفيذًا، لقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الصادر في 14 يوليو، الذي يقضي بالتحرك المكثف لدعم طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس توفير الحماية الدولية لفلسطين، وكذلك رصد وتوثيق الانتهاكات والاعتداءات والجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني تمهيدًا لاتخاذ إجراءات الملاحقة القانونية والسياسية، وتماشيًا مع القرارات الدولية الصادرة في هذا الصدد وآخرها قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي جاء استجابة لجهود المجموعة العربية بجنيف، والقاضي بإرسال بشكل عاجل لجنة دولة للتحقيق في جرائم الحرب التي تقترفها إسرائيل في غزة، كمقدمة لاتخاذ الإجراءات والآليات اللازمة لملاحقة مقترفيها. من جانبه ، اعرب مفوض عام الوكالة بيير كرينبول خلال مؤتمر صحافي في عمان عن "الامل العميق بأن تصمد هذه التهدئة وان تشكل نهاية حقيقية لما رأيناه في الاسابيع الأخيرة من فقدان للارواح وسقوط للجرحى". واضاف ان "نأمل بشدة ان يتحقق ذلك لأجل الناس الذين شعروا خلال هذه المرحلة بأنه لم يعد هناك أي مكان آمن لهم في غزة وبأن العالم أجمع فشل في حمايتهم. تلك رسالة جادة ومؤلمة للمجتمع الدولي بأسره". ودخلت تهدئة جديدة تم الاتفاق عليها بين اسرائيل وحماس برعاية مصر حيز التنفيذ الثلاثاء لمدة 72 ساعة ، لكن كرينبول اكد ان "هذه ليست نهاية القصة ولا نهاية الاحتياجات، فجل من يغادرون الملاجىء لن يجدوا منازلهم ، سيكون هناك المزيد والمزيد من الاحتياجات في المرحلة القادمة". واضاف ان "اونروا تطلب الآن 187 مليون دولار لتأمين مساعدات طارئة لنحو 250 الف شخص هجروا من منازلهم على مدار فترة تصل الى ثمانية اسابيع". من جهة اخرى، دان المسؤول الأممي مجددا قصف اسرائيل لمدارس تابعة للوكالة في غزة معتبرا ان ذلك يشكل "خرقا للقوانين الدولية". واكد ان "الوكالة طلبت تحقيقا ومساءلة. لكننا لسنا الجهة المناسبة لاطلاق اجراءات فذلك يجب ان يكون من قبل جهة اوسع كالمجتمع الدولي، وليس للاونروا ان تقرر ما طبيعة تلك الاجراءات". واثار قصف اسرائيل الاحد لمدرسة تابعة للامم المتحدة، ما ادى الى سقوط عشرة قتلى على الاقل في قطاع غزة، غضبا دوليا وخاصة من الولايات المتحدة وفرنسا اللتين شددتا نبرتهما حيال اسرائيل منددتين بعنف "غير مبرر" تجاه المدنيين في القطاع الفلسطيني. وكان الآلاف لجأوا الى المدرسة هربا من القصف الاسرائيلي في احيائهم. ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد قصف المدرسة "بالانتهاك الجديد الفاضح للقانون الانساني الدولي" وتحدث عن عمل "مشين من وجهة النظر الاخلاقية وعن عمل اجرامي". وهي المرة الثالثة خلال عشرة ايام التي تتعرض فيها مدرسة تابعة للامم المتحدة للقصف. حيث قتل نحو 30 فلسطينيا في قصف مدرسة في بيت حانون في 24 يوليو الماضي واخرى في جباليا في 31 من الشهر نفسه.