شهداء العدوان 1875 وجرائمه في القطاع تفوق التصورات

القدس المحتلة ـ (الوطن) ـ وكالات:
سحب الاحتلال الإسرائيلي آخر قواته من قطاع غزة بعد أربعة أسابيع من العدوان الذي خلف 1875 شهيدا وجرائم ارتكبها الاحتلال فاقت التصورات، فيما أفادت الأنباء بتعاطي الاحتلال مع المطالب الفلسطينية وسط أنباء عن موافقته على 4 مطالب بشكل سري ورفضه موضوع الميناء الدولي وإعادة فتح المطار ووصل غزة بطريق إلى الضفة في حين عبر الفلسطينيون عن اعتزامهم ملاحقة قادة الاحتلال أمام القضاء الدولي.
واستمر أمس سريان وقف إطلاق النار المؤقت الذي أعلن من القاهرة ويهدف إلى إعطاء الجانبين مهلة ثلاثة أيام للتفاوض بشأن اتفاق طويل المدى.
وذكر جيش الاحتلال أن قواته البرية انسحبت إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية قد واصلت اطلاق الصواريخ حتى موعد سريان التهدئة.
ووصل إلى القاهرة مساء أمس وفد إسرائيلي قادما من تل ابيب على طائرة خاصة في زيارة قصيرة لمصر تستغرق عدة ساعات يلتقى خلالها مع كبار المسئولين الأمنيين لبحث التوصل إلى إتفاق تهدئة بقطاع غزة.
وصرحت بذلك مصادر مطلعة كانت في استقبال الوفد وقالت : يضم الوفد ثلاثة من كبار المسئولين الإسرائيليين، حيث تم اصطحابهم إلى إحدى الجهات الأمنية للقاء كبار المسئولين الذين يتولون المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل حيث سيتم بحث التوصل إلى اتفاق تهدئة على ضوء المبادرة المصرية مع عرض ورقة المطالب التي تقدمت بها الفصائل الفلسطينية.
من جانبها نقلت قناة الميادين عن مصادر دبلوماسية أن إسرائيل وافقت مبدئياً على 4 بنود في الورقة الفلسطينية، ورفضت 3 منها.
وقالت المصادر إن إسرائيل وافقت وقف عدوانها على غزة ورفع الحصار عن القطاع، كما وافقت على بند الورقة الفلسطينية المتعلق بالأسرى، ووافقت أيضاً على البند المتعلق بحق الفلسطينيين في الصيد البحري لمسافة 12 ميلاً.
بينما أفادت المصادر أن البنود التي رفضتها إسرائيل تمثلت بالمطالب الفلسطينية المتعلقة بفتح المطار وميناء بحري وفتح طريق بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وحول أولوية المطالب الفلسطينية، قال القيادي في حركة حماس مشير المصري إن المطالب التي تشكل الحد الأدنى وتحتل المرتبة الأولى "هي وقف العدوان بشكل كامل على الشعب الفلسطيني ورفع الحصار".
أما بقية المطالب فهي "موضوعة على طاولة المفاوضات ولكن ترجمتها على أرض الواقع تحتاج إلى مزيد من الوقت. المهم نتفق على هذه المطالب".
وهدد المصري إسرائيل في حال عدم استجابتها لمطالب المقاومة بأنها "لن تنعم بالأمان. المقاومة لن تقبل أن يعيش الشعب الفلسطيني موتاً بطيئاً".
وحول الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي دخلها إلى القطاع، أكد المصري أن "لا وجود للاحتلال على أرض غزة. خروج المحتل من غزة كان شرطاً أساسياً للتهدئة".
في غضون ذلك أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مجددا في لاهاي على الرغبة الفلسطينية في ملاحقة مسؤولين إسرائيليين امام المحكمة الجنائية الدولية وعبر عن ثقته لجهة احترام وقف إطلاق النار الأخير في غزة.
وقد التقى المالكي المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية الغامبية فاتو بنسودا للبحث في حصول السلطة الفلسطينية على وضع دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بغية فتح تحقيق حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال الوزير الفلسطيني "ان اسرائيل لا تترك لنا اي خيار اخر"، متهما الاسرائيليين بارتكاب "فظائع". واضاف "علينا ان نبذل كل ما بوسعنا لإحالة المسؤولين عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أمام القضاء".
وحول جرائم العدوان أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ان حصيلة الشهداء بلغت 1875 بعد انتشال عدد من الجثث أمس.
وقالت الوزارة في بيان "إن حصيلة الشهداء حتى اللحظة المسجلين لدى الوزارة منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة قبل شهر هي 1875 شهيدا من بينهم 430 طفلا و243 إمراة و79 مسنا".
وكانت طواقم الإسعاف انتشلت عددا من الجثث من تحت الانقاض فيما توفي اخرون متاثرين بجروحهم.
واضافت الوزارة "ان حصيلة الشهداء من الطواقم الطبية 21 شهيدا اضافة الى 85 جريحا". وتابعت "ان عدد الجرحى بلغ 9567 من بينهم 2878 طفلا".
من جانبه قال المتحدث باسم الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا في غزة، عدنان أبو حسنة، إن أضرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع فادحة، وأن الدمار فاقت توقعات الوكالة.
وأوضح أبو حسنة أن "الأونروا أرسلت مئات العاملين إلى مناطق القطاع المدمرة لتقدير حجم الأضرار والخسائر، ومن ثم وضع الخطط لمخاطبة المجتمع الدولي بشأن إعادة الإعمار".
وأضاف أن "هناك نصف مليون فلسطيني مهجر، والمدارس على الأبواب ولا نعرف كيف سيبدأ العام الدراسي بغياب هذه الأعداد".
وتابع "المفقودون كثر ولم نعرف مصيرهم، إن كانوا قيد الاعتقال أو في عداد الشهداء، وعمليات البحث جارية تحت الأنقاض".
وأشار أبو حسنة إلى أن الوكالة تفاجأت بحجم الدمار الذي أصاب بعض المناطق التي لم يتم الإعلان عن قصفها مثل منطقة الصوراني شمال شرق غزة، وأوضح أن "مبان ضخمة بعضها يزيد على 5 طوابق دمرت أو بقي هيكلها، بالإضافة إلى الأراضي الزراعية التي جرفت تماما ولم يعرف الناس حدود أراضيهم".
وعن أولويات الوكالة قال أبو حسنة إن "أولوياتنا هي توفير الطعام والشراب لنصف مليون مهجر، وتوفير الأغطية والفراش لهم، بعد ذلك عملية استئجار بيوت يسكنون فيها عن طريق أموال المساعدات الدولية".