[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
بقدر ماتعتقد أنك وحدك وأن تأثيرك محدود في الآخرين، إلا أن الواقع يكذب الفكرة، فما يجري في سوريا واليمن وما جرى في العراق هو تلك الصيحة التي أطلقتها، وكانت قبلك موجودة في سواعد ثورة فلسطينية لابد أنها أسست لما هو أشد فعلا.
في هذا الجو العربي الذي رغم مأساويته إلا أنه صحي بامتياز .. هنالك مقاتلون يكتبون تاريخا لم نشعر به بعد، لكنه مهدي إلى أجيال سترى تأثيره على حقيقته. كل مقاتل له حلمه في النهاية أن يعيش ليرى مافعلت يداه .. لم يكن وحيدا إذن في حملاته القتالية على أهل الشر من كل صوب أتوا ، ففي الوقت الذي كانت هنالك انتصارات الجيش العربي السوري، كان العراقيون يسطرون ملاحمهم البطويلة في أكثر من مكان ، فيما كان اليمنيون يصمدون وينتقلون إلى مرحلة نصر أخرى ..
لم يكن هنالك مقاتل عربي وحيد في بلاده، الذين خططوا ونفذوا المؤامرات بالجملة، أرادوا إسقاط المقاتل أولا، سحق جسده ونفسه أمام شعب كي لايعاود مافعله من قتال .. لكن الأمر جاء معاكسا لأمانيهم، كان كلما سقط شهيد زادت المعركة مقاتلين أكثر، كان المهم أن لايسقط العلم الوطني، أن يظل مرفوعا في كل مكان وقبله في قلوب الناس.
الذين يرسمون المؤامرات يدركون أن ثمة من على جهوزية للتنفيذ .. لكنهم ينسون ان هنالك شعبا وقوى خلاقة تولد جيشا، ترسله من أجل حياة قادمة .. في الجنوب السوري يحدث أن ظن مسلحون أن لديهم ضمانات بربح المعركة ، لكنهم في لحظة المساومات وكلام الكبار أسقط في يدهم، فقد صاروا بضاعة للبيع.
الجيش العربي السوري يتقدم، هو سيتقدم حتما، لايمكنه أخذ قرار بدون دراسة عميقة واحتياطات كبيرة ، مع كل الأمان الذاتي .. هذا الجيش إذا مااتخذ قرارا فانه سينفذه وسيربح المعركة وسينتصر .. خلق من أجل هذا، وعده انه يتحرك تسبقه مقدمات ذكية لابد منها امام أعداء متربصين.
أجمل الكلمات حين تقال وفي توقيتها الصحيح تترك أثرا عميقا، هنالك كثيرون من لهم الأمنية ذاتها، والحلم ذاته، وقد قالها جيفارا ذات يوم حينما تحدث عن الموت في ساحات الحرب، لكنه ختمها بقوله" اذا وجدنا بعدنا فنحن لانموت". لايموت المقاتل العربي اذا ماانطوى جسده في التراب وهنالك من ينتظر سحر المعارك من أجل وطنه، كالجيش العربي السوري والقوات العراقية، وشرفاء ليبيا ، و...، دون ان ننسى المؤسسين في هذه الطريق من ثوار فلسطين الذين زرعوا فنفذنا ونزرع فلسوف ينفذون.
اليوم كتاب مفتوح يكتب صفحاته الجيش العربي السوري وإلى جانبه قوى عربية أخرى، هنالك بينهم تماس على حدود قلوبهم الصلدة التي ولدت من اجل تلك اللحظات.
متأخرا يكتشف الصهاينة والغرب والمحسوبين عليهم أن ليس هنالك من هو وحده في معارك مصير أمته .. سواء بتخطيط أو بدونه، هنالك قتال وحدوي وتلك هي نبضاته، ونتائجه الحالية واللاحقة.