[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
في الطريق إلى الجنوب السوري حسابات أدق من كل حساب .. هنالك السياسة قبل العسكر، وهنالك قوى منكبة على مصالحها، لكن الطريق إليه مقروءة جيدا، لايمكن ولوجها قبل تمهيدها.
حتى لو قيل عن إتمام ضبط النار، خلي السلاح صاحي كما تقول الأغنية التي كتبت في أصعب ظروف مصر وسوريا وفلسطين، حين كانت آثار هزيمة العام 1967 تهز النفوس، واليأس يكاد يخنق الروح. كان لابد من أن يظل السلاح صاحيا وجاهزا، فالعدو غدار ولا اعتماد على كلامه الكاذب.
السلاح زينة الرجال عندما تكون الحاجة إليه .. لكن العقل سلاح أيضا، والشجاعة والإقدام والإيمان، كلها أسلحة لايمكن التنازل عنها في حروب المصير، كما يخوضها الجيش العربي السوري، وكما سوف يخوضها في أي مكان يحتاجه.
في الجنوب السوري معادلات لايمكن التغاضي عنها أو نسيانها .. ماحصل أنها ذللت كي يتحرك الجيش العربي السوري إلى حيث أرضه، قطعته الغالية المحاذية لفلسطين، حيث الجولان على انتظار إشارات سوف تأتيه ذات يوم ليعود حرا كما صار في جنوب لبنان. ومن قال إن الجولان في جنوب سوريا، الرئيس الراحل حافظ الأسد حين قدمه لاحدى الصحف، قال عنه إنه في وسط سوريا .. ربما لم يفهم الصحافي الغربي مقصد الرئيس، الذي كان يريد القول إن سوريا هي تاريخ المنطقة وإنها أوسع بكثير مما هي مساحتها التي خضعت لتقسيم غاشم.
تكمل الأغنية لتقول " سلاحي بيديا نهار وليل صاحي / ينادي ياثوار / عدونا غدار " .. كم غدر الأميركي وفي لحظة تيقظ، فكيف عليه حين اعتبارات التهدئة .. ثم هو الإسرائيلي شأنه شأن الأميركي .. الركون إلى أخلاقهما مستحيل.
خرجت قرى الجنوب السوري لتعلن ولاءها أمام جيشها القادم لنزع روح الشر الذي قهرها طويلا. لابد من خلاص ساعة القرار الشجاع، والجيش العربي السوري حين يروح إلى تلك القرى والبلدات والأرياف، فهو يغمرها بمحبته ، بصدق تاريخه الناصع على حب أرضه التي لايتخلى عنها وسيبقى وفيا لها.
يشدد الروسي على نقطة بارزة، وهو استسلام المسلحين لأن لا أمل أمامهم سوى رمي سلاحهم أو الموت حيث هم .. هنالك من أفرغ في عقولهم اليائسة إمكانية " الصمود " اعتمادا عليه، لكن الأميركي لاهم عنده سوى الصفقات، ومثله الإسرائيلي، هما وجهان لعملة واحدة أساسها البيع والشراء، فلا وجود بالتالي للمباديء أو للالتزام الكاذب.
السلاح الصاحي مكتوب له أن يحقق أهدافه .. لاينام السلاح حيث لاينام العقل، أو لاينام الشوق إلى الوطن من باب عافية كل أجزائه. تلك هي ملامح جيشنا العربي السوري وهو تهدر دبابابته وتقرأ عيناه مشهد أرض بلاده وهي تستغيث من فرط الألم الطويل الذي عاشته مع المسلحين الأوباش.
ذات يوم قريب أو ربما ساعات، سيعود الجيش العري السوري ليطل على الجولان السجين، المخنوق بأقدام عدو يعرف أنه لن يبقى على أرض ستكون مقبرته، كما كان جنوب لبنان، وكما ستكون فلسطين ذات يوم لاشبيه له في الكتب ، سوى في القراءات التي تعرفنا عليها كأيام تحرير كبرى.
لن ينام أي سلاح، ولن يسكت .. أصحاب الذنوب الكبرى يعرفون ذنوبهم ويحفظونها عن ظهر قلب.