بيروت ـ وكالات: صرح مصدر أمني لبناني بأن القتال في بلدة عرسال على الحدود مع سوريا لم يعد قويا كما كان خلال الليل. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "الجيش نجح في استعادة معظم مواقعه التي كان سيطر عليها المسلحون". وأوضح أن مسلحي جبهة النصرة والجماعة الإسلامية هم من انتهكوا الهدنة الإنسانية التي كان تم إعلانها الليلة قبل الماضية. وصرح رئيس بلدية عرسال علي الحجيري بأن معظم المسلحين غادروا البلدة إلى مناطق جبلية. وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف إنه لا يمكن رؤية مقنعين في شوارع عرسال. على صعيد اخر اندلعت اشتباكات فجر امس الأربعاء بين مجموعة مسلحة وموقع للجبهة الشعبية - القيادة العامة في منطقة البقاع الأوسط، شرق لبنان، وانتشرت قوة كبيرة للجيش اللبناني في المنطقة. وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن اشتباكات اندلعت عند الساعات الاولى من فجر أمس بين موقع تلة البيضة في البقاع الاوسط التابع للجبهة الشعبية القيادة العامة والمنطقة المحاذية له في سهل كفرزبد. وأضافت الوكالة أنه تم استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة خلال الاشتباكات التي تطورت الى الرصاص المضاد والقذائف الصاروخية. ولم تعرف الجهة التي اشتبكت مع الموقع، بحسب الوكالة، حيث استمرت الاشتباكات لغاية الساعة الرابعة والنصف ، فجراً ، وانتشرت قوة كبيرة من الجيش اللبناني في منطقة الاشتباك. وكانت الوكالة اللبنانية ذكرت أن الاشتباكات في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا تجددت على محور رأس السرج المهنية وعين عطا ووادي الرعيان. من جهته اعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في جدة امس الاربعاء ان السعودية قدمت مليار دولار للجيش اللبناني، الذي يخوض معارك عنيفة ضد جهاديين في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، من اجل تعزيز قدراته العسكرية. وقال الحريري في تصريح للصحفيين في قصر العاهل السعودي في جدة ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز "ابلغني بقراره السخي تقديم مليار دولار للجيش اللبناني و(قوى) الامن الداخلي لتعزيز قدراتهم في الحفاظ على امن لبنان".
واضاف رئيس الوزراء السابق الذي يعتبر القيادي السني الاول في لبنان، "لقد وصلتنا هذه المساعدة". ودخل وفد من "هيئة العلماء المسلمين" المؤلفة من رجال دين لبنانيين سنة، بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سوريا امس الاربعاء، في مسعى لانهاء المعارك الدائرة في محيط البلدة منذ السبت بين الجيش اللبناني ومسلحين من الجهاديين. وأتى دخول الوفد مع وقف اطلاق نار "لأسباب إنسانية" وادت المعارك منذ السبت الى مقتل 17 عسكريا بينهم ثلاثة ضباط. ونقلت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة عن مصادر في مستشفيات ميدانية ان القصف ادى الى مقتل 38 شخصا وجرح 268 من المقيمين في البلدة. وقال مصدر امني دخل وفد من هيئة العلماء المسلمين مؤلف من رجلي دين، ظهر امس عرسال لإجراء مساع لإنهاء الوضع". وكان وفد آخر من الهيئة اخرج معه، ثلاثة عناصر من قوى الامن من اصل عشرين احتجزهم المسلحون لدى اقتحامهم فصيلتهم في داخل عرسال السبت. كما ادت المعارك الى فقدان الاتصال مع 22 جنديا، يرجح الجيش ان يكونوا "اسرى" لدى المسلحين الذين ينتمون الى تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا. وكانت مصادر امنية افادت في وقت سابق ان اي وقف للمعارك مشروط باستعادة الجنود وعناصر قوى الامن، وخروج المسلحين. إلا ان سكانا في بلدة اللبوة المجاورة لعرسال، منعوا عبور قافلة اغاثية متجهة الى عرسال. وقال رئيس بلدية اللبوة رامز امهز "لن نسمح بادخال المساعدات الى داعش"، وهو الاسم الذي كان يعرف به تنظيم "الدولة الإسلامية". ويقطن عرسال نحو 35 الف شخص، اضافة الى 47 الف لاجىء سوري، بحسب الامم المتحدة التي اشارت الى تقارير مغادرة 1300 شخص البلدة منذ السبت. واكد مسؤول محلي في عرسال رفض كشف اسمه ان "غالبية المسلحين انسحبوا من الداخل وانتقلوا الى الجرود"، مضيفا ان "الناس يتخوفون من حصول معركة كبيرة في حال لم يتم التوصل الى اتفاق". وقال مختار عرسال حسن الاطرش من جهته ان من خرجوا ينتمون الى جبهة النصرة، في حين بقي اولئك التابعون لـ"الدولة الإسلامية". وتعد الاحداث الاخطر في البلدة الحدودية منذ اندلاع النزاع السوري. ودفعت هذه المعارك قائد الجيش العماد جان قهوجي الى المطالبة بتسريع تزويد الجيش بالاسلحة، لا سيما منها تلك المدرجة ضمن هبة سعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار لشراء اسلحة لصالح الجيش من فرنسا.