يمثل الإنسان ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة، من خلال ما يمتلكه من قدرات وطاقات وأفكار من شأنها أن تصنع الفارق في المجالات التنموية، بما ينعكس بالفائدة بصورة عامة على المجتمع وبصورة خاصة على الأفراد، فالإنسان هو المحرك الأول والقادر على تنفيذ أي عمل يعنى بتنمية المجتمع والأفراد، وكذلك هو القادر على التغيير وإحداث النقلة المطلوبة، كتغيير السلبيات إلى إيجابيات ومعالجة القضايا والظواهر التي تشغل بال المجتمع، وتؤثر على روابطه وتماسكه، أو على مستواه المعيشي والاقتصادي.
ويعد الأسبوع الاجتماعي الذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية على مستوى السلطنة إحدى الفعاليات الوطنية التي ينظر إليها بعين التقدير والاهتمام، من حيث إنها تسلط الضوء على موضوعات ومشروعات هي من الأهمية بمكان في أن تأخذ حقها ومستحقها داخل المجتمع، وتحتل اهتمامًا كبيرًا من قبل أفراده، وكذلك من حيث إنها تهدف إلى توظيف الطاقات والقدرات والإمكانات الفردية والجماعية في ما يخدم احتياجات المجتمع.
ويأتي الأسبوع الاجتماعي في دورته الخامسة استكمالًا للجهود المبذولة في معالجة بعض القضايا والظواهر الاجتماعية من خلال حشد الطاقات الشبابية والدفع بها للمساهمة في العمل التطوعي.
كما أن الأسبوع الاجتماعي يبرز كثيرًا من التلاحم والتعاون بين وزارة التنمية الاجتماعية والجهات المشاركة معها وبين أهالي الولايات بالمحافظات في كثير من القضايا والأمور الاجتماعية، والخدمات التي تقدمها لعدد من فئات المجتمع للارتقاء بها نحو الأفضل، كما يعد فرصة ثمينة للأسر المنتجة داخل كل ولاية كي تسوق وتعرض منتجاتها خلال هذا الأسبوع وتحسن من دخلها الشهري.
ما من شك أن العمل التطوعي يعد أحد أوجه التكافل والتعاون والترابط والتلاحم، فكما هو تعبير إنساني من الأخ تجاه أخيه الإنسان، وتعبير عن مجموعة مختلطة من المشاعر والآمال يعمل المتطوع على ترجمتها على أرض الواقع في صورة أنشطة ملموسة أو إنجاز مشروعات ذات نفع عام أو حتى خاص، وفي المقابل يكون أحد أوجه التقرب إلى الله ونيل ثوابه، ومضاعفة حسناته. ومما يحمد ويعد من مميزات المجتمع العماني أن العمل التطوعي من القيم الأصيلة والعادات الجميلة التي لا تنفك بحال من الأحوال عن الحراك المعيشي والمشي في مناكب الأرض، وابتغاء فضل الله، فهو عمل ليس غريبًا على أفراد المجتمع العماني، وشواهده كثيرة، فلا تكاد هناك بقعة إلا وبها شاهد على عمل تطوعي، كمعسكرات تنظيف الأفلاج والآبار وتنظيف الطرق ورصفها بالإسمنت أو تنظيف الشواطئ وغير ذلك، ويبرز العمل التطوعي كذلك في الأفراح والأتراح. أما الجانب الآخر للصورة الحضارية الرائعة التي يضربها المجتمع العماني في العمل التطوعي والخيري، فهو الفرق والجمعيات الخيرية التي لها لمسات إنسانية حانية على الأسر المحتاجة والمعوزة، وإعانتها على مواجهة متطلبات الحياة، كفك كربة وإفطار صائم وكسوة العيد، والعودة إلى المدارس، ونفقة يتيم وغيره من وجوه البر والخير.
لذلك، فإن استمرار الأسبوع الاجتماعي بنشاطاته وفعالياته مهم لتعزيز وإثراء الجهود القائمة والمبذولة بالأفكار والمبادرات، وتسليط الضوء على قضايا قد يغفل عنها، وكذلك فرصة لتشجيع المبادرين وذوي الطاقات والإمكانات على المشاركة أو المشاركة بصورة أكبر من خلال التوسع في المشروعات والمبادرات الفردية والجماعية؛ لأنه كل ما يبذل في النهاية من أعمال تطوعية يعد إضافة بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى التنمية الشاملة والمستدامة.