استئناف القتال حول موقع الطائرة الماليزية
كييف ـ عواصم ـ وكالات: قررت الحكومة الاوكرانية أمس تعليق وقف اطلاق النار المعلن في محيط منطقة تحطم الطائرة الماليزية في شرق اوكرانيا بعدما اوقف الخبراء الدوليون اعمال البحث فيها في استعرت المعارك في مدينة دونيتسك الاستراتيجية ومعقل التمرد حيث وصلت الاشتباكات الى وسط المدينة مع سقوط قتلى بالعشرات.
وقالت الحكومة في بيان نشر على موقعها الالكتروني ان "نظام وقف اطلاق النار في منطقة تحطم الطائرة لم يعد ساريا" الى حين استئناف عمليات البحث عن اشلاء الضحايا.
ميدانيا: وصلت المعارك الدامية أمس الى وسط دونيتسك معقل الانفصاليين في شرق اوكرانيا في اوج النزاع المتد لاشهر.
وفي اجواء تصعيد وفيما تزايدت المخاوف من تدخل روسي في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، وصل الامين العام لحلف شمال الاطلسي انديرس فوغ راسموسن الى كييف لتقديم "دعم سياسي" للسلطات الاوكرانية كما اعلن على تويتر.
وفي دونيتسك، اكبر مدينة خاضعة لسيطرة المتمردين، جرت معارك عنيفة أمس في وسطها.
وبحسب السلطات المحلية فان قذيفة سقطت على مستشفى ما ادى الى سقوط قتيل واصابة شخصين. من جهتها اشارت البلدية الموالية لروسيا الى نيران مدفعية في محيط مراكز اجهزة الامن الاوكرانية التي جعلها الانفصاليون ابرز قاعدة لهم. وبحسب المصدر نفسه فان ثلاثة مدنيين قتلوا ليلا في قذيفة هاون على حي جنوبا.
اسقطت طائرة مقاتلة اوكرانية كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق المنطقة الانفصالية شرق اوكرانيا.
وشوهدت الطائرة تنفجر ثم تسقط في حقل فيما تمكن الطيار من رمي نفسه منها. ووقع الحادث قرب بلدة جدانيفكا بالقرب من موقع تحطم الطائرة الماليزية في 17 يوليو.
فيما اعلن الكسندر بوروداي "رئيس وزراء" الجمهورية التي اعلنها المتمردون الانفصاليون في شرق اوكرانيا، أمس استقالته.
وقال بوروداي وهو مواطن روسي، في مؤتمر صحافي في دونيتسك، انه انضم الى التمرد بوصفه "مدير ازمة".
واضاف انه يترك منصبه لالكسندر زاخارتشينكو لكنه سيبقى في منصب نائب رئيس الوزراء.
والجيش الاوكراني الذي يشن هجومها في الشرق منذ حوالى اربعة اشهر، يسعى الى عزل المدينة عن بقية الاراضي الخاضعة لسيطرة المتمردين وكذلك عن خطوط الامدادات على الحدود مع روسيا. وتكثفت المعارك في الايام الماضي بشكل كبير في الاحياء المتاخمة لها.
وفي كييف التقى الامين العام لحلف شمال الاطلسي خصوصا الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ورئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك وكذلك وزير الخارجية بافلو كليمكين.
وقال حلف الاطلسي ان روسيا زادت عديد قواتها "الجاهزة للقتال" على الحدود مع اوكرانيا الى 20 الفا فيما كانت 12 الفا في منتصف يوليو.
واعتبر الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ رسموسن أمس ان "حرية ومستقبل اوكرانيا" مهددان من التمرد الانفصالي في الشرق الذي يحظى بدعم متزايد من روسيا كما قال داعيا موسكو الى سحب قواتها من الحدود.
وقال رسموسن "ان حرية اوكرانيا ومستقبلها يتعرضان لهجوم" مضيفا "ان دعم روسيا للانفصاليين مستمر وقد تكثف لجهة حجمه وتطوره".
وقالت الناطقة باسم حلف شمال الاطلسي اوانا لونغيسكو "هذا وضع خطير" محذرة من ان روسيا قد تستخدم "ذريعة القيام بمهمة انسانية او لحفظ السلام لارسال جنود الى شرق اوكرانيا".
كذلك عبرت بولندا عن المخاوف نفسها. وقال رئيس وزرائها دونالد تاسك "ان المعلومات التي اتلقاها تسمح لنا بان نعتبر ان خطر تدخل روسي مباشر بات بالتأكيد اكبر مما كان عليه قبل بضعة ايام".
ودعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى استخدام نفوذه على الانفصاليين من اجل ارساء الاستقرار في اوكرانيا.
لكن موسكو نفت المعلومات عن حشودات على الحدود.
وتحدث بوروشنكو هاتفيا مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن وعبرا عن قلقهما ازاء التصريحات الصادرة عن موسكو والتي تشير الى دور لجنود حفظ سلام روس في اوكرانيا كما اعلن البيت الابيض.
وتطالب روسيا باجراءات عاجلة في اوكرانيا حيث يواصل الوضع التدهور على الارض. وبحسب الامم المتحدة فان المعارك اوقعت اكثر من 1100 قتيل خلال اربعة اشهر وتسببت بنزوح حوالى 300 الف شخص.
وبعض المدن الخاضعة لسيطرة المتمردين والتي تحاصرها القوات الاوكرانية مثل لوغانسك او غورليفكا تشهد وضعا انسانيا صعبا مع انقطاع المياه والكهرباء.
من جهتها تطالب كييف بدعم مادي اكبر من حلفائها الغربيين.