[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
حروب الرئيس الأميركي ترامب المؤكدة، صار لها تاريخ مشهود من أسلوب هذا الرئيس في إدارته لحكم اميركا ( ضد الصين واوروبا وايران) .. مايهمنا هنا، حربه ضد القضية الفلسطينية تحت اي مسمى كان، لكن الاهم، انها المقدمة النفسية لمحو تلك القضية من عقول الفلسطينيين والعرب، وما الفيلم الذي بثته احدى القنوات العربية عن " النكبة " من وجهة نظر صهيونية، سوى الصورة الاعلامية في منهاجه، كما يثبت يوما بعد يوم ، وكما يحمله من تسلم ما يسمى " صفقة القرن " المستر كوشنير .
هنالك اليوم من يود محو تاريخ وتزييف تاريخ .. اللاعبون بهذا المنهاج متضامنون من اجل ربح المقامرة الجديدة. بل هنالك تقاسم ادوار، بين اعلام وبين تمهيد لطريق " الصفقة " وبين فرضها.
في الحقيقة، جميعهم واهمون، فلا اعلامهم الكاذب المزيف سوف ينجح في اقناع جيل غاضب مقتنع بحقه التاريخي اكثر من اي جيل فلسطيني آخر، ثم والأهم، سوف يفتشون طويلا عن قيادي فلسطيني لوضع امضائه على " الصفقة " فلن يجدوه .. لن يكرر الفلسطينيون وعد بلفور، كما لن يكرروا لعبة الآخرين من عرب وغير عرب لإقناعهم بأن مايفعلونه خدمة لهم.
هو صراع في كل الأحوال، بين إضافة النسيان على أهل القضية من موقع اللعب بمفردات كل سطر فيها اخطر من وعد بلفور .. واذا كان ثمة مسؤول فلسطيني يمكنه ان يضع توقيعه على المؤامرة، فعليه ان يتنحى قبل ان يفكر بخطوة من هذا القبيل، والا ..
عدد من قيادات العالم ومن ابرزهم، قالوا للفلسطينيين اياكم وان توقعوا على اتفاق او قرار ينهي القضية الفلسطينية .. قالها بصراحة الزعيم اليوغوسلافي الراحل تيتو قبل ان يتوفى بايام، سمعها ياسر عرفات بأذنه من فم الرئيس اليوغوسلافي سابقا وهو يهجي الكلمات بصعوبة نتيجة وضعه الصحي.
سنسمع وسنرى في القادم من الايام، مايراد له تسويق" الصفقة " على اساس انها الحل الذي لابد منه .. لعل الرئيس ترامب يفكر بان مافرضه بالنسبة لمدينة القدس، ولما يعنيه من حروب يخوضها على مستوى العالم، سوف لن يقف في وجهه احد اذا ماقرر تحويل الصفقة الى التنفيذ.
هذا الغرام بقدراته الذاتية التي يشعر بها ترامب، سوف يتفاجأ بأنها خارج القدرة في موضوع القضية الفلسطينية .. هنال شعب، وهنالك من لايريد ان يلبس صفة الخيانة طوال عمره وما بعد حياته وحتى لأولاده واحفاده وكل تاريخه الطويل، وهنالك انتصارات سورية ستعكس حالها على القضية لتضيف لها الحماية اللائقة.
لاشك ان الاميركي مستعجل، لكنه يشعر ان ثمة من لايتجاوب معه من الفلسطينيين في صفقته باعتبارها فكرة اسرائيلية كما بات معروفا، ولهذا لم نسمع في اسرائيل من يندد بها او يتحامل عليها، وفي الاصل، ان " صفقة " من هذا النوع لايمكن التبشير بها اذا لم يكون مفكرها اسرائيليا.
من اعماق " الضعف " الذي يتصوره ترامب او يتصوره الاسرائيلي وآخرون ، فان المشهد الفلسطيني ليس هكذا، وكذلك العربي .. هنالك ارهاصات ثورة فلسطينية لاشبيه لها في كل مامر ، وحتى ماكان قد مر في السابق ، ماهو الا تمهيد لها ، في الوقت الذي بات جليا ان مافرضه الاميركي والصهيوني على سورية والعراق سقط وهو في طريقه الى السقوط في اقطار اخرى.