كييف ـ موسكو ـ وكالات:
وصلت المعارك الدامية أمس الخميس إلى وسط دونيتسك معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا في أوج النزاع بين الغربيين وروسيا التي أعلنت حظرا على المنتجات الغذائية الأميركية والأوروبية ردا على العقوبات ضدها. وفي أجواء تصعيد، وفيما تزايدت المخاوف من تدخل روسي في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، وصل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي انديرس فوج راسموسن إلى كييف لتقديم "دعم سياسي" للسلطات الأوكرانية، كما أعلن على تويتر. وفي دونيتسك، أكبر مدينة خاضعة لسيطرة الانفصاليين، جرت معارك عنيفة صباح أمس الخميس في وسطها. وبحسب السلطات المحلية فإن قذيفة سقطت على مستشفى ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة شخصين. من جهتها أشارت البلدية إلى نيران مدفعية في محيط مراكز أجهزة الأمن الأوكرانية التي جعلها الانفصاليون أبرز قاعدة لهم. وبحسب المصدر نفسه فإن ثلاثة مدنيين قتلوا ليلا في قذيفة هاون على حي جنوبا. كما أسقطت طائرة مقاتلة أوكرانية كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق المنطقة الانفصالية شرق أوكرانيا أمس الخميس، وشوهدت الطائرة تنفجر ثم تسقط في حقل فيما تمكن الطيار من رمي نفسه منها. ووقع الحادث قرب بلدة جدانيفكا بالقرب من موقع تحطم الطائرة الماليزية في 17 يوليو. وعلى صعيد العقوبات المتبادلة بين الغرب وروسيا ستحرم روسيا نفسها من الكثير من المنتجات الطازجة بتعليق استيراد المنتجات الغذائية من أوروبا، لكن العقوبات هذه قد تغرق أسواق الاتحاد الأوروبي الذي يخسر بذلك سوقا مهمة للفاكهة والخضار على الأخص. فإلى جانب أوكرانيا (قبل الأزمة) والبرازيل كانت ألمانيا وهولندا في 2013 من أهم مزودي روسيا التي تستورد 35% من استهلاكها الغذائي. بالتالي تستوعب روسيا 10% من الصادرات الزراعية والزراعية الغذائية من الاتحاد الأوروبي بقيمة 12 مليار يورو سنويا بحسب يوروستات. وذكر رئيس أكبر نقابة زراعية فرنسية كزافييه بولان أن "روسيا تصدر الحبوب لكنها تستورد الكثير من الخضار والفاكهة والمنتجات المحولة على غرار اللحوم ومنتجات الحليب". وتشكل الفاكهة الطازجة والأجبان والخنازير وغيرها واردات بقيمة مليار يورو تقريبا. وهي، إضافة الى الخضار (770 مليونا)، البضائع الأكثر غيابا عن الموائد الروسية وتشكل الواردات الرئيسية من أوروبا إضافة إلى النبيذ والمشروبات الروحية (1,5 مليار يورو). ويتزود الروس على الاخص بالتفاح والطماطم والدراق من الأوروبيين الذين يشهدون حاليا أزمة كبيرة هذا الموسم بسبب إنتاج وفير وقابل للتلف بسهولة يتكدس على رفوف المتاجر. بالتالي يخشى المنتجون أثرا مزدوجا مرجحا بحسب بولان الذي أكد أن "روسيا تغلق أبوابها أمام الواردات، لكن المنتجات التي لن تصدر ستعود إلى الدول الأوروبية وستخلق أزمة" بحسبه. واعتبر رئيس اتحاد منتجي الفاكهة الفرنسيين لوك باربييه أن "الاسبان صدروا (عام 2012) حوالي 100 ألف طن من الفاكهة إلى أوكرانيا وروسيا. هذه الكميات ستعود إلى سوق الاتحاد الأوروبي". وتخوض إيطاليا وأسبانيا وفرنسا حرب خوخ النكتارين الذي انهارت أسعاره، فيما بدأت "كارثة" تتشكل بخصوص التفاح. وصدر الفرنسيون فاكهة بقيمة 26 مليون يورو تقريبا إلى روسيا في 2012 بحسب باربييه.
"لكن هذا العام تتوقع بولندا التي كانت تصدر الكثير الى روسيا محاصيل وفيرة ستعود بالطبع الى السوق الداخلية" في الاتحاد الاوروبي. واشارت الجمعية الدولية لمنتجي التفاح والاجاص الى ان بولندا هي اكبر منتج للتفاح في الاتحاد (3,5 مليون طن متوقعة هذا العام) مع ايطاليا (2.3 مليون طن) وفرنسا (1,5 مليون طن).
بالإجمال صدرت فرنسا في العام الفائت منتجات زراعية غذائية بقيمة 1,17 مليار يورو إلى روسيا، من بينها 450 مليونا من المشروبات الروحية. وجاءت الإشارة الأولى أمس الخميس من النروج، حيث تراجعت أسهم مربي سمك السلمون وعلى رأسهم شركة مارين هارفست بنسبة 8 إلى 10% في بورصة اوسلو. والنروج ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي ولكنها رغبت في الانضمام إلى العقوبات المفروضة على موسكو.