* إلى فريد الدين العطار النيسابوري ..

في مَساءِ نَهارٍ يَجرهُ الليلُ
وعندما تَبدأُ النُّجومُ زياراتَها
الليلية َ
يَأوي النَهارُ إلى مِخدعِه ِ
يَختارُ النومَ دائماً في أعلى
المَصاطب ِ
كبطلٍ يُطارد أحزانَه البَعيدة
يَبدأُ صَباحَهُ في العادةِ مُنتشياً
كَوردةٍ اِغتسلتْ بِالنَّدى
كَعصفورٍ حَطَّ على
غُصنِ فَرحَه ُ
حَتى تُدركُهُ أزهارُ النُّجوم ِ
أجلسُ فِي مُنتصفِ الصُّعودِ
أراقبُ النجومَ وهي تُرتِّبُ
حَفلاتَها اليَومية َ
سِربٌ مِنْ الطَيرِ صَاعدٌ
بِمسبحةِ الشَّيخِ صَنعان
بِضعُ حَباتٍ تَسقَطُ بِقلبِ
الإيمان ِ
يعقدُ الشَّيخُ صَنعان
زِنارَ العِشق ِ
ويَضرِمُ الخِرقَةَ باِلنار ِ
وتوقَّفَ العَقلُ عِندَ مِحرابِ
المرام ِ
ولزِمَ القَلبُ بَابَ الوصالِ
صَياحُ طِفلٍ في بيتِ جَارِنا
يُوقِضُني لألحقَ بِالرحلة ِ
في التوِ والحال ِ
وقبلَ أن تُولجُ النُّجوم ُ
شمسَ النَّهار ِ
تأَخُذني الحِميةُ وأُداوي
دماملَ النَّهار ِ
حتى أكملُ مَعهُ الرِّحلةَ
بِدونَ خِرقة ٍ
أو زَنارٍ .

هاشم الشامسي