هنا غزةدعوت الشعر ما لبى فلم أقلِولا الشعراء قد كتبوا كما يرجىو كم حاولت لكنييراوغني الكلام تفرُ مني آخر الجملفهذا الحزن أكبر من قصائدناوأكبر من رثاء الأرض في إطلالة الشعراءأوسع من مدى الإدراكأعمق من مراثيناوأفجع من هطول الدمعأكثر حرقة من نار بركانوأطول من مسافات تلاحق شاطئ الأملفمعذرة إذا خرس اللسان وجف دمع العين والمقلومعذرة لما قيلَولم يُقلِفغزة من سيرويهاخزاعة من سيرسمها.ومن يرقى من الشعراءلو في الحلم أن يصف الشجاعيةوأن يحكي مآسيهانظرت لأصدق اللوحاتوطافت أمهات الشعر ذاكرتيفماذا يا ترى وجدتفما اعتبروه إبداعاوما خطّوه في عجليساوي لحظة حبلى بدمع غير منهطلخبت في عين نائحةتهدهد حرقة الثكلفهل من مبدع يقوى ليكشف عن معانيهافلا درويش قاربهاولا إيلوار لامسهاولا نيرودا يشبهها ولا بإيرون يكفيهاولا ألوان بيكاسو ولا لوحات شموط تعالج بعض ما فيهافكم أعوام إبداع ستشغلها ثوانيهافغزة صارت القاموس للغة التي ضلتسبيل القول والمعنىوغزة ريشة الفنان كي تبقى ولا تفنىعلى الرسام أن يستلألوان الخلود الدائم الأبدي من رملات شاطيها.ويغمسها بنار الماء يغسل عند خف البحر ماضيها.يعمدها يطهرها ويشفيهاويكسر خبرة الماضي يشظيهاهنا تجب البداية من سيكتبها سيرسمها يغنيهاهنا سيكون أولهاهنا سيخط تاليها.هنا ارتبكت قواميس اللغات وضجت الأسفار لا تدري مقاصدها مراميهافغزة مبتدا الكلمات منبعها سواقيها.هنا غزةفمن يصفهنا تمضي هنا تمشيهنا تعدو هنا تقفهنا تروى الحكايات التي لم يروها راوهنا الأعمار تنقصفهنا كانت بيوت الناس للقناص فوق الناس والأطفال ترتجفوتسقط دون إنذار فيبكي النخل والسعففلا أرض ولا حضن ولا ثوب به الأشلاء تلتحف.هنا رأس هنا كف هنا ساق هنا كتفهنا كانوا هنا لعبوا هنا وقفواهنا ساروا هنا ركضوا هنا زحفواهنا انتفضوا هنا ماتوا هنا جرحوا هنا نزفواهنا كرة على الشطآن كانت قبل تنقذفتفتش عن بقايا الطفل قبل القصف هدهدهافماذا يا ترى وجدت؟وماذا سوف تكتشف؟زعامة مافيات الكون يرأسها زعيم جد منحرففلم تسألأبنيامين؟بان كيمون؟أوباما؟فلا فرقتشابه فعلها دوما ولو بالاسم تختلف.فماذا تنفع الأسماء والألقابما دام المسمى من دم الأطفال يغترفوما دامت زعامات لفن الموت تحترففلا أمن ولا خلق ولا شرففمن يحكي ومن يصف؟فهل شعر وهل رسم وهل عزف؟وهل قصص وهل كتبٌ وهل صحف؟هنا غزةفمن يصف؟هنا غزةفهل تسمع؟جواب الطفل من صاروخكم أسرعوقلب الأم من آفاقكم أوسعووهن الشيخ من حاخامكم أشجعوفعلكمو كما الفاشست بل أفظعزمان الضعف قد ولىوهذا ردنا الأروعفكل صغيرة قتلت ستولد بعدها أربعوكل شجيرة قطعت سيصبح جذعها مدفعوأما نحن موجودون كي نبني وكي نزرعومن نفق إلى نفق بعز منامكم نطلعونصنع من رمال البحر نيران المدى المشرعوحتما أيها النازي أرجلكم هنا تقطعوإلا فاحمل الأوزار واذهب حيث لا ترجعهنا غزةفهل تسمع؟د. وداد البرغوثيروائية وشاعرة فلسطينية من رام الله.