نحتفي في هذا العدد من اشرعة بيوم النهضة المباركة التي نحتفي بذكراها يوم الغد 23 يوليو حيث يقدم الشعراء اجمل نصوصهم في الشعر الشعبي والتي تغنت بهذا الوطن الغالي وقائده مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ اعاد الله هذه المناسبة على عمان وقائدها وشعبها الوفي وهم ينعمون بثوب العزة والفخار والصحة والعافية.
وفي العدد يواصل عبر زاوية "النقد الثقافي" الكاتب عبدالله الشعيبي بتقديم مواضيعه المتميزة حيث يقدم هذا اليوم موضوعه "الطبول.. رقص الجسد والقصيدة" حيث يمكن القول إن الإيقاع الذي نسج الصلة بين الطبول والأجساد ونصوص الفنون الشعبية، هو أكبر مما افترضناه في ظاهر حضوره، ولسنا نحاول سوى البحث في مستوى هذا التبادل التأثيري التفاعلي، وعلاقته بالبيئة العمانية القديمة.
ويرى "الشعيبي" انه في الفنون الطربية العمانية القديمة تظهر الإيقاعات، التي تتخذ من الطبول المتعددة الأشكال والأحجام وسيلة تناغمية بين الصوت وحركة الجسد، وبالتالي صناعة النشوة الطربية التي تتهادى بين المؤدين و(الحياب) الذي يشكل مساحة جماهيرية للتفاعل البصري والانسجام مع ما تقدمه تلك الفنون الطربية الشعبية من بهجة ومتعة.
مشيرا في حديثه إلى انه في المتسع الزمني الذي تساوقت فيه الطقوس الفنونية الأدائية الغنائية، وصولا إلى مرحلتنا الزمنية الحالية، ظلت الصورة الوسطية أشبه بالمشهد الذي نراه من دون أن نفهمه، وأبقت صيغة الاستمتاع المشهد كما هو، يعبر السنوات من دون انحياز لفهم العلاقة بين الطبول والأجساد والنصوص، مما ترك المساحة البينية واسعة، خارج دائرة الفهم الثقافي، الذي نحتاجه لفهم تلك الصلات غير الواضحة عيانيا، ولكنها متجذرة ثقافيا.
اما الكاتب والباحث فهد بن مبارك الحجري فيقدم قراءة في ملحمة "ليل القرامطة" للشاعر محمد الفوز .. القرمطيّ الأخير كما وصفه حيث جاءت ملحمة "ليل القرامطة"مقسمة حسب ملحمة جلجامش إلى ألواح، وكل لوح يحوي نصا شعريا، وفي مقدمة اللوحة تأتي لوحة تشكيلية معبرة عن معنى النص.. إن الوجوه التي تقنع بها القرمطي في الملحمة لم تكن الا ذلك الإنسان الذي عاش في غرب الخليج العربي، ذلك الإنسان الذي يبحث عن ذاته في معمعة الفوضى التي خلقتها أنساق ثقافية منذ البدء على تلك الأرض، ليتجلى في الشاعر نفسه، ممثلاً ذلك القرمطي المتشبع بتفاصيل الجغرافيا والتاريخ والإنسان..
من جانب آخر تتناول زاوية الفن التشكيلي في الملحق ما أصدره مختبر الفنون بمؤسسة بيت الزبير في الدراسات النقدية حول "الفنون البصرية في سلطنة عمان: من التراث إلى المعاصرة" والذي يتناول دراسات فنية نقدية لعدد من الأكاديميين العمانيين والمقيمين في السلطنة. يأتي الكتاب نتاجا لمسابقة الدراسات النقدية التي أعلنت عنها المؤسسة للباحثين والمهتمين، والتي تهدف للوقوف على ملامح الهوية البصرية للمنجز التشكيلي العماني، إيمانا من المؤسسة بأن مثل هذه الدراسات تدفع بالتجربة للنضوج والتطور، والفنانين التشكيلين لمزيد من التمكن الجمالي والفني، حيث يحتوي الكتاب الذي يقع في 219 صفحة على ستة فصول.
وفي حوار العدد يقدم لنا الزميل وحيد تاجا حوار شيقا مع الباحث العراقي فاضل الربيعي الذي يؤكد إذا كان هناك من يقول بأن التاريخ مليء بالأساطير فإن لنا أن نقول الآن بثقة إن الأساطير هي الأخرى مليئة بالتاريخ، داعيا إلى "ضرورة اعتماد علم الميثولوجيا في تحليل كثير من الظواهر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية"! والمفكر الربيعي ولد في بغداد ١٩٥٢. ــ متخصص في الميثولوجيا والدراسات الأنثروبولوجية الحديثة. ــ عضو اتحاد الأدباء العراقيين واتحاد الكتاب الهولنديين.ــ له مؤلفات كثيرة في الرواية والقصة والأدب والتاريخ الاجتماعي والسياسي العراقي والعربي والأنثروبولوجيا.